الأمم المتحدة تحذر من خطر نشوب صراع واسع على الحدود اللبنانية

15 يونيو 2024
فرحان حق بالأمم المتحدة بنيويورك، 14 يونيو 2021 (Getty)
+ الخط -
اظهر الملخص
- الأمم المتحدة تعبر عن قلقها إزاء التصعيد على الحدود اللبنانية الجنوبية مع إسرائيل، داعية لضبط النفس وتجنب تأجيج التوترات، مع التأكيد على جهود منسقة الأمم المتحدة لخفض التصعيد وحماية المدنيين.
- تم التطرق للوضع في غزة، مشيرًا إلى الخسائر البشرية والتشريد، مع تحذير من خطر نشوب صراع واسع النطاق والتأكيد على العمل نحو حلول دبلوماسية والعودة لالتزام قرار مجلس الأمن رقم 1701.
- الوضع الإنساني في غزة يواجه تحديات كبيرة بسبب الأضرار الجسيمة للبنية التحتية والظروف المعيشية المزرية، مع التأكيد على صعوبات توصيل الإمدادات الضرورية للأطفال من قبل منظمات مثل يونيسف.

عبر فرحان حق، نائب المتحدث الرسمي باسم الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، عن قلق الأمم المتحدة البالغ إزاء التصعيد الأخير الذي شهدته الحدود اللبنانية الجنوبية مع الاحتلال الإسرائيلي وحث الأطراف على ممارسة أقصى درجات ضبط النفس. وجاءت تصريحات المسؤول الأممي خلال المؤتمر الصحافي اليومي الذي يعقد في مقر الأمم المتحدة في نيويورك، تطرق خلاله حق إلى جهود منسقة الأمم المتحدة الخاصة للبنان، جنين هينيس بلاسخارت، التي تولت المنصب في الآونة الأخيرة، وكذا محاولات خفض التصعيد.

ولفت حق إلى تصريحات للمسؤولة الأممية وانخراطها مع المحاورين اللبنانيين والدوليين الرئيسيين خلال الأسبوع الماضي، وكذلك تصريحاتها التي عبرت من خلالها عن قلقها من خطر التصعيد عبر الخط الأزرق ودعت فيها الأطراف إلى ممارسة "أقصى درجات ضبط النفس والامتناع عن أي ممارسات أو تصريحات من الممكن تؤجج الوضع وتزيد التوترات"، وأكدت من خلالها على الضرورة الملحة لضمان حماية المدنيين. ولفت حق إلى أن قوات حفظ السلام المؤقتة في لبنان (يونيفيل) ما زالت مستمرة في ممارسة مهامها الموكلة إليها وتعمل على جميع المستويات لتهدئة الوضع الذي زاد توتراً منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي حين بدأت إسرائيل حربها على غزة.

وتحدث حق عن خسارة الكثير من الأرواح وتشريد الكثير من الأسر وتدمير أحياء بأكملها. وحذر من خطر نشوب صراع واسع النطاق وتبعاته، واصفاً الخطر "بالحقيقي للغاية". وأشار إلى أن الأمم المتحدة مستمرة في العمل مع الأطراف في الوقت الذي تحث فيها الجميع على تجنب الأعمال العدائية، والعودة إلى الالتزام بقرار مجلس الأمن رقم 1701 والعمل على التوصل إلى حل دبلوماسي.

الوضع في غزة

وفي سياق متصل تحدث المسؤول الأممي عن الوضع في غزة ولفت إلى تصريحات صادرة عن مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة، التي أشار فيها إلى "استمرار مواجهة العائلات النازحة في غزة ظروفاً مزرية وتحديات كبيرة في محاولتها للوصول إلى الخدمات الأساسية". وأكد أن التقديرات هي من تقييمات أجرتها منظمات إنسانية خلال الشهر الماضي. كما أجرى "مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية تقييمين مماثلين الأسبوع الماضي في مواقع النزوح غير الرسمية في دير البلح، التي لجأ إليها الآلاف. وقالت العائلات هناك إن الملاجئ مكتظة وتفتقر إلى البنية التحتية للصرف الصحي، وتوزيع المواد الغذائية غير منتظم، وقد أبلغ السكان عن عدد من المشاكل الصحية، مثل التهاب الكبد الوبائي (أ)، والأمراض الجلدية، وأمراض الجهاز التنفسي، ناهيك عن التحديات بالحصول على المياه"، كما جاء في كلمة حق.

وتوقف حق عند تقارير من منظمات شريكة للأمم المتحدة في غزة تعمل "في مجال المياه والصرف الصحي والنظافة العامة في غزة أفادت بأن البنية التحتية الحيوية لا تزال تتعرض لأضرار جسيمة"، ناقلاً عن تلك المنظمات تأكيدها أن "تكثيف العمليات العسكرية في الآونة الأخيرة أدى إلى خسائر إضافية مرتبطة بمصادر المياه والصرف الصحي بما في ذلك خمس آبار للمياه في جباليا، في الشمال، بالإضافة إلى بئرين للمياه ومحطتين لتحلية المياه في رفح، في الجنوب".

وأشار إلى تقديرات في هذا الشأن مفادها بأنه "خلال الأشهر الثمانية الماضية، تم تدمير أو تضرر أكثر من ثلثي مرافق المياه والصرف الصحي والبنية التحتية في غزة بسبب الصراع". وحول التحديات أعطى حق مثالاً ورد على لسان المتحدث باسم اليونيسف (منظمة الأمم المتحدة للطفولة)، جيمس إلدر، والذي أشار فيه إلى أن "إحدى شاحنات الوكالة التي تحمل الأدوية وإمدادات التغذية لمئة ألف طفل في غزة عادت أدراجها يوم الأربعاء، على الرغم من الموافقات على المهمة، وذلك بعد احتجازها لثماني ساعات عند نقاط التفتيش، واستغرق الأمر 13 ساعة للتحرك لمسافة 40 كيلومترًا فقط".