اعتقالات في كربلاء تستهدف خلية متهمة بقتل ناشطين عراقيين

29 مايو 2021
مخاوف من مواجهات مع "الحشد الشعبي" (مرتضى السوداني/ الأناضول)
+ الخط -

كشفت مصادر أمنية عراقية، اليوم السبت، عن اعتقال شخصين متهمين باستهداف الناشطين في كربلاء، جنوبي العراق، وفقا لأوامر قضائية صدرت بعد اعترافات أدلى بها مشتبه به جرى اعتقاله في وقت سابق من الأسبوع الماضي، أظهرت التحقيقات أنه كان يبيع وقود السيارات على أحد الأرصفة وسط كربلاء ويزود خلية الاغتيالات بالمعلومات.

ويزداد التوتر الأمني ما بين القوات الحكومية النظامية وفصائل عدة في "الحشد الشعبي"، لا سيما مع تأكيد السلطات العراقية، اليوم السبت، وعلى لسان وزير الدفاع، جمعة عناد، استمرار اعتقال القيادي في "الحشد الشعبي"، قاسم مصلح، المتهم بالإرهاب وقتل الناشطين والمتظاهرين في كربلاء، ومن بينهم الناشط البارز إيهاب الوزني، الذي اغتيل برصاص مجهولين في 8 مايو/ أيار الجاري.

وقال مسؤول أمني في محافظة كربلاء، خلال اتصال هاتفي مع "العربي الجديد"، إن عملية التحقيق مع مصلح، أظهرت تورط شخصيات أخرى في عمليات اغتيال ناشطين وتهديد متظاهرين، وكذلك استهداف منشآت أمنية حساسة، مضيفا شريطة عدم ذكر اسمه أن قوات خاصة اعتقلت فجر السبت شخصين وردت أسماؤهم ضمن التحقيق. لكنه استدرك بالقول إن المتورط الأبرز وهو القيادي بمليشيا "الطفوف"، حسن مصباح، تمكن من الفرار بعد اقتحام منزله، مبينا أن التحقيقات وضعت قوات الأمن أمام مجموعة كبيرة متورطة بقتل ناشطين وناشطات وصحافيين ومدونين على مواقع التواصل الاجتماعي، وكذلك إطلاق صواريخ كاتيوشا على مواقع حساسة.

وأكد أنه تم تعميم اسم مصباح على كافة حواجز التفتيش ومنافذ المدن وكذلك المطارات والمعابر الحدودية، لمنع هروبه خارج العراق، كاشفا أن الأخير متورط بقضايا فساد وعمليات تهريب، وتهم إضافية كشفتها التحقيقات الأخيرة مع مصلح.

وما تزال أصداء اقتحام المنطقة الخضراء في بغداد، تتوارد على لسان المسؤولين في العراق، وحذر وزير الدفاع العراقي من تكرار المشهد الذي ظهرت به فصائل "الحشد الشعبي" على خلفية اعتقال مصلح، عاداً ذلك بالخرق الأمني.

وقال عناد في مقابلة إذاعية، إن رئيس الوزراء العراقي، مصطفى الكاظمي "يشدد على ضرورة الاحتواء وعدم إراقة الدماء، وأن البعض يفسر سكوت الدولة خوفاً، إلا أن تغليب مصلحة البلد هي الأولى كون الموضوع يصبح خطيراً في حالة حدوث قتال ما بين القوات المسلحة التابعة للدولة والحشد الشعبي التابع للدولة أيضاً"، مشيراً إلى أن "هناك جهات تسعى إلى أن تحصل فتنة في البلد، وتراقب عن بعد وتصب الوقود لتشتعل نيران الحرب الأهلية".

وأكد استمرار اعتقال مصلح، بالقول إن "وزارة سلمت الملقى القبض عليه (قاسم مصلح) إلى قيادة القوات المشتركة وتم تشكيل لجنة مشتركة من استخبارات الجيش والداخلية وأمن الحشد ليتم التحقيق وهو الذي يفترض أن يحصل منذ بادئ الأمر بأن يتم الطلب من أمن الحشد بأن يسلم الشخص الذي عليه مذكرة إلقاء قبض لإجراء التحقيق معه". كما وجه كلامه إلى "الحشد الشعبي" معلناً رفض استخدام عناصره "ثقافة ليّ الأذرع، لا سيما أن الأخير (يقصد الحشد الشعبي) لا يمتلك إلا عجلة عليها أحادية (رشاش) لا تستطيع إخافة دولة أو جيش".

ويخشى مراقبون من استمرار الارتباك الأمني في العاصمة العراقية، إثر تداعيات اعتقال القيادي بـ"الحشد الشعبي"، وما تبعه من انتشار للفصائل المسلحة في محيط المنطقة الخضراء، ومناطق مجاورة بالسلاح المتوسط والخفيف. 

ويتصدر المواجهة مع الحكومة العراقية في "الحشد الشعبي"، كلّ من القيادي بمليشيا "كتائب حزب الله"، والذي يشغل أيضاً منصب رئيس أركان "الحشد الشعبي" عبد العزيز المحمداوي المعروف بـ"أبو فدك"، وزعيم مليشيا "النجباء" أكرم الكعبي، وزعيم مليشيا "عصائب أهل الحق" قيس الخزعلي، وزعيم مليشيا "كتائب الإمام علي" شبل الزيدي، وجميعهم من الفصائل المسلحة الحليفة لإيران.

كما حذّرت الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة بالعراق، جينين هينيس بلاسخارت، في وقت سابق من انزلاق البلاد إلى الهاوية، في حال استمرت الجهات المسلحة المجهولة في العراق بأعمالها.

وقالت بلاسخارت في حديث متلفز، إن "قيام أي جهة مسلحة مجهولة باستهداف المواطنين أو الأجانب في العراق، هو أمر ينبغي التفكير فيه جيداً"، مشددة على أنه "إذا استمرت تلك العناصر بأعمالها، فسوف تدفع البلاد إلى الهاوية، وأن هذا الأمر يقوض استقرار البلاد، ويقوض الدولة، ولن يساعد المواطنين على إيجاد الفرص في المستقبل".

المساهمون