اشتباكات شمال غربي سورية و"داعش" يستهدف النظام في البادية

18 مارس 2024
لم يستطع النظام وقف هجمات "داعش" في البادية (دليل سليمان/فرانس برس)
+ الخط -
اظهر الملخص
- اشتباكات عنيفة بين "هيئة تحرير الشام" وقوات النظام السوري في محور الأربيخ ومعارة النعسان، مع تبادل للقصف المدفعي واستهداف مواقع في إدلب وحلب، وهجمات من "داعش" في البادية تسفر عن قتلى وجرحى.
- تصاعد الهجمات من "داعش" ضد قوات النظام و"الدفاع الوطني" في البادية السورية، مع قصف روسي لمواقع يُرجح أنها لـ"داعش"، واستمرار الهجمات التي أسفرت عن مئات القتلى والجرحى منذ 2017.
- "الجيش الوطني السوري" يبدأ حملة اعتقالات ضد عناصر شاركوا في إيقاف رتل تركي، مما يعكس توترات داخلية ويسلط الضوء على التحديات الأمنية في ريف حلب الشمالي، مع اشتباكات بين عائلات وعناصر تسفر عن قتلى وجرحى.

اندلعت اشتباكات عنيفة، صباح اليوم الاثنين، بين "هيئة تحرير الشام" وقوات النظام السوري، فيما تكبدت قوات النظام خسائر بهجوم جديد لخلايا تنظيم داعش في البادية.

وقال الناشط مصطفى المحمد، لـ"العربي الجديد"، إن اشتباكات وقصفاً متبادلاً بالمدفعية الثقيلة دارت بين "هيئة تحرير الشام" وقوات النظام على محور الأربيخ معارة النعسان، في المحور الواصل بين ريفي إدلب الشرقي وحلب الغربي.

وأوضحت المصادر أن مدفعية الهيئة وراجمات صواريخها قصفت مواقع لقوات النظام في بلدتي ميزناز وكفرحلب وخربة جدريا بريف حلب الغربي. في المقابل، قصفت قوات النظام محاور التماس وقرى كفرعمة وكفر تعال والقصر غرب حلب. كما قصفت قوات النظام محور قرية التفاحية شمال شرقي اللاذقية، من دون أنباء عن وقوع خسائر بشرية.

وقالت مصادر محلية لـ"العربي الجديد" إن سماء المنطقة يشهد تحليق طيران مسيّر، فيما هناك تخوف من تنفيذ ضربات ضد المدنيين.

وكانت أربع طائرات مسيّرة ملغمة قد استهدفت، الأحد، ريف إدلب الغربي وريف حماة الشمالي، وأدت إلى إصابات بشرية وخسائر مادية.

وقال الدفاع المدني السوري، في بيان له، الأحد، إن سائقي سيارتين محملتين بالأغنام أصيبا بجروح إثر استهداف مسيّرتين "انتحاريتين" انطلقتا من مواقع قوات النظام في ريف اللاذقية الشرقي، مضيفاً أن الاستهداف حصل على الطريق الواصل بين بلدة بداما وقرية الصفيات في ريف إدلب الغربي، وأدى أيضاً إلى نفوق عدد من الأغنام وأضرار في السيارتين.

هجمات "داعش" في البادية

وقتل عنصران من قوات النظام السوري، وجرح آخرون من مليشيا "الدفاع الوطني"، في هجوم لتنظيم داعش على نقطة حراسة تابعة لحقل الضبيات للغاز في ريف حمص الشرقي، بحسب ما أفادت به مصادر محلية لـ"العربي الجديد".

وقالت صحيفة الوطن التابعة للنظام السوري إن قوات الأخير اشتبكت مع خلايا "داعش" في باديتي الرقة ودير الزور، كما تصدت لهجمات  في بادية حمص الشرقية.

وفي وقت سابق الأحد، قالت الصحيفة إن قوات النظام أحبطت هجوماً لخلايا التنظيم على أطراف بادية الدوير شرقي دير الزور، وصدت هجوماً في البادية شرق حمص، وتزامن الهجوم على عدة نقاط في باديتي السخنة وتدمر ومحيط بلدتي الطيبة والكوم بريف حمص الشرقي.

وقصف الطيران الحربي الروسي مواقع في عمق البادية، يرجح أنها مخابئ لخلايا "داعش"، ولم تتبين النتائج التي حققتها تلك الضربات، التي تتزامن مع عمليات تمشيط لقوات النظام ضد خلايا التنظيم.

وتشهد البادية منذ عام 2017 هجمات متتالية ضد قوات النظام والمليشيات التابعة له وضد مدنيين، وتتفاوت حدة الهجمات بين حين وآخر، موقعة مئات القتلى والجرحى من العسكريين والمدنيين، في حين لم تفلح عمليات النظام وحلفائه في إيقاف تلك الهجمات أو الحد من الخسائر الناجمة عنها.

حملة اعتقالات لـ"الجيش الوطني" ضد عناصر أوقفوا رتلاً تركياً

وفي سياق آخر، بدأت فصائل "الجيش الوطني السوري" المعارض والحليف لتركيا، اليوم، حملة اعتقالات واسعة تهدف إلى ملاحقة عناصر من فصائل "الجيش الوطني" شاركوا، يوم أمس الأحد، في إيقاف رتل لأعضاء من "الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية" ومسؤولين أتراك في ريف حلب الشمالي، شمالي سورية.

وقالت مصادر عسكرية في ريف حلب الشمالي، في حديث لـ"العربي الجديد"، إن الفيالق الثلاثة العاملة تحت مظلة "الجيش الوطني السوري" استنفرت جميع قواتها، اليوم، بالاشتراك مع "الشرطة العسكرية"، وبدأت حملة اعتقالات طاولت 12 عنصراً من فصيل "الفرقة 50" العامل تحت مظلة "الجيش الوطني"، و"تجمع الشهباء" المعروف بولائه لـ"هيئة تحرير الشام" (جبهة النصرة سابقاً)، جراء عدة مداهمات لبعض المقار بريف حلب الشمالي، شمالي سورية.

وأكدت المصادر أن حملة الاعتقالات جاءت اليوم بعد مشاركة مجموعة عناصر من "الفرقة 50" و"تجمع الشهباء"، مساء الأحد، بتوقيف رتل ضم أتراكاً مسؤولين عن مناطق درع الفرات، وغصن الزيتون، ونبع السلام، بالإضافة إلى وجود عناصر من "الائتلاف الوطني السوري" ضمن الرتل، وذلك في بلدة سجو القريبة من مدينة أعزاز ومعبر باب السلامة بريف حلب الشمالي، شمالي سورية.

وأشارت المصادر إلى أن عدد المطلوبين أكثر من 22 عنصراً من الفصيلين، موضحةً أن هناك مطالبات بتسليم بقية المطلوبين إلى جهاز الشرطة العسكرية، في ظل إرسال تعزيزات عسكرية إلى معبر "باب السلامة"، خشية حدوث توتر أمني في المنطقة.

وكان 5 أشخاص قد قُتلوا الأسبوع الفائت، بالإضافة إلى إصابة قرابة 15 شخصاً آخر بينهم مدنيون، جراء اندلاع اشتباكات بين عائلات أبنائهم وعناصر لدى فصائل "الجيش الوطني السوري" في منطقة ترحين القريبة من مدينة الباب، الواقعة ضمن ما يُعرف بمنطقة "درع الفرات" بريف حلب الشرقي، وفي مخيم "يحمول" الواقع في الطرف الشرقي من مدينة أعزاز بريف حلب الشمالي، شمالي سورية، من دون تمكن فصائل "الجيش الوطني السوري" من إلقاء القبض على كلّ المتورطين في الاشتباكات حتى اللحظة.

المساهمون