استمرار مباحثات وفدي السعودية وعمان في صنعاء وسط تفاؤل بشأن اتفاق وشيك حول اليمن

12 ابريل 2023
تستمر المحادثات لليوم الخامس على التوالي (Getty)
+ الخط -

تستمر المحادثات بين الوفدين العُماني والسعودي اللذين يزوران صنعاء، وقيادات جماعة "أنصار الله" (الحوثيين)، لليوم الخامس على التوالي، ضمن جهود التوصل إلى تسوية سياسية للحرب في اليمن التي تدخل عامها التاسع، في وقت برزت أنباء عن قرب التوصل إلى اتفاق وشيك للملفات العالقة رغم التعقيدات التي تسود المحادثات.

وكشف مصدر سياسي يمني، اليوم الأربعاء، عن تقدم ملموس في المشاورات التي يجريها وفدان عُماني وسعودي في العاصمة صنعاء مع جماعة الحوثي.

جاء ذلك في تصريح مقتضب لوكالة "الأناضول" أدلى به المصدر رفيع المستوى، مفضلاً عدم ذكر اسمه كونه غير مخول بالحديث لوسائل الإعلام بهذا الخصوص.

وقال المصدر إنّ "هناك تقدماً ملموساً في مشاورات وفدي الرياض ومسقط مع الحوثيين".

وأضاف أنّ "الوفدين لا يزالان في صنعاء، ولم يبق سوى لمسات أخيرة حتى يتم الإعلان عن اتفاق شامل"، دون مزيد من التفاصيل.

من جهته، قال عضو المجلس السياسي للحوثيين محمد البخيتي لـ"فرانس برس" إنّ المحادثات مع الوفد السعودي "تدور الآن حول رفع الحصار (النقل) بشكل كامل، وسحب جميع القوات الأجنبية من اليمن، والإفراج عن جميع الأسرى".

وأضاف خلال مقابلة: "ما يهمنا الآن هو تحقيق السلام الشامل"، لكنه حذر في تغريدة أيضاً من "عودة الحرب (...) بطريقة أكثر شراسة" إذا فشلت المفاوضات، مبيناً أنّه في حال عودة الحرب، فإن "الطائرات السعودية ستقصف اليمن مجدداً، والقوات الجوية والصاروخية اليمنية ستستأنف قصف السعودية".

وتترقب الأوساط السياسية اليمنية إمكانية الإعلان عن اتفاق عقب انتهاء زيارة الوفدين السعودي والعُماني إلى صنعاء، واللذين يُرجح أنهما حملا ملفات عالقة إلى قيادات الحوثيين بصنعاء، تعثّر الاتفاق عليها خلال الأشهر الماضية من المحادثات الثنائية التي تجري بوساطة عُمانية.

وخلق التقارب السعودي الإيراني دفعة قوية لإنهاء الحرب في اليمن، والتي تسببت خلال السنوات الثماني الماضية بأسوأ أزمة إنسانية في العالم، بحسب الأمم المتحدة، وأسفرت عن سقوط مئات الآلاف من القتلى والجرحى اليمنيين من المدنيين وأطراف النزاع في جبهات القتال.

وكان مصدر مقرب من جماعة الحوثيين قد أفاد "العربي الجديد"، أول أمس الإثنين، بأنّ "المفاوضات دارت خلال اليومين الماضيين حول الجداول الزمنية للاتفاق، وطرق دفع الرواتب، والمشاورات الداخلية بين الأطراف اليمنية (الحوثيين والحكومة الشرعية)، بالإضافة إلى ملفات أخرى متعلقة بفترة ما بعد الانتهاء من الحرب".

وقال المصدر الذي طلب عدم ذكر اسمه إنّ "جلسات المفاوضات والنقاش بين الوفدين السعودي والعُماني وقيادات "أنصار الله" (الحوثيين) تعقد بشكل مغلق"، "معرباً عن اعتقاده بأنها "في المراحل النهائية".

وفي مارس/ آذار 2021، أعلن وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان، عن مبادرة سعودية لحلّ الأزمة اليمنية، تستند إلى وقف إطلاق نار شامل تحت مراقبة الأمم المتحدة، داعياً حينها الحوثيين والحكومة اليمنية للقبول بها.

وتشمل المبادرة فتح مطار صنعاء الدولي أمام عدد من الرحلات المباشرة الإقليمية والدولية، وتخفيف القيود عن ميناء الحديدة، وبدء المشاورات بين الأطراف اليمنية للتوصل إلى حل سياسي للأزمة اليمنية برعاية الأمم المتحدة.

ويعاني اليمن منذ نحو تسع سنوات من حرب مستمرة بين القوات الموالية للحكومة الشرعية، مدعومة بتحالف عسكري عربي تقوده الجارة السعودية، وقوات الحوثيين، المدعومين من إيران والمسيطرين على محافظات منذ 2014.

(العربي الجديد، الأناضول، فرانس برس)

المساهمون