استقالة حكومة كازاخستان بعد احتجاجات عنيفة على رفع أسعار الوقود

05 يناير 2022
استخدمت الشرطة الغاز المسيل للدموع وقنابل الصوت (عبد العزيز مدياروف/فرانس برس)
+ الخط -

أعلن مكتب رئيس كازاخستان قاسم جومارت توكاييف، اليوم الأربعاء، أنه قبل استقالة الحكومة، وعيّن علي خان إسماعيلوف، الذي كان نائباً أول لرئيس الوزراء، قائماً بأعمال رئيس الوزراء.

جاء ذلك في أعقاب احتجاجات عنيفة أمس الثلاثاء، اندلعت بعد زيادة أسعار الوقود. واستخدمت الشرطة الغاز المسيل للدموع وقنابل الصوت في ساعة متأخرة من مساء الثلاثاء، لطرد مئات المحتجين من الساحة الرئيسية في ألما آتا، أكبر مدن الجمهورية السوفياتية السابقة، ودارت اشتباكات لساعات بمناطق قريبة.

واليوم الأربعاء، أطلقت الشرطة في ألما آتا قنابل صوتية باتجاه أكثر من ألف متظاهر كانوا يسيرون نحو المبنى الرئيسي للإدارة المحلية في المدينة، حسب ما قاله مراسل "وكالة فرانس برس".

وكان المتظاهرون قد تجمعوا في ساحة قرب المبنى بعد ليلة من الاضطرابات غير المسبوقة.

اقتحام مبانٍ حكومية

واقتحم محتجون مبانٍ حكومية في أكبر مدن كازاخستان اليوم، في حين تحاول قوات الأمن فرض سيطرتها بعد استقالة الحكومة.

وبث مدون من كازاخستان لقطات مباشرة على موقع "إنستغرام"، ظهر فيه مكتب رئيس بلدية ألما آتا وقد اشتعلت به النيران، في حين تردّد دوي طلقات نارية قريبة. كما كشفت مقاطع مصورة منشورة على الإنترنت مكتب النائب العام القريب وهو يحترق.

واخترق المحتجون على ما يبدو الطوق الأمني الذي فرضته قوات الأمن، على الرغم من أنها نشرت قنابل صوت سُمع دوي انفجارها في أنحاء وسط المدينة.

وقال قائد شرطة المدينة اليوم الأربعاء، إنّ "متطرفين ومتشددين" هاجموا أكبر مدن البلاد، ألما آتا، وهاجموا ما يصل إلى 500 مدني، ونهبوا مئات الشركات. وأضاف في بيان أن الشرطة والحرس الوطني ووحدات الجيش يشاركون في العملية الأمنية في اليوم الثاني للاشتباكات بين المحتجين وقوات الأمن.

وشاهد مراسل "رويترز"، اليوم، آلاف المحتجين يشقون طريقهم نحو وسط المدينة، بعضهم على متن شاحنة كبيرة، بعدما فشلت قوات الأمن في تفريقهم بالغاز المسيل للدموع وقنابل الصوت. وقالت إدارة الصحة في المدينة إن 190 شخصاً تلقوا علاجاً طبياً منهم 137 من أفراد الأمن. وحثت سلطات المدينة السكان على البقاء في المنازل.

وقالت وزارة الداخلية إنّ المباني الحكومية تعرضت أيضاً للهجوم في مدينتي شيمكنت وطراز في جنوب البلاد أثناء الليل، مضيفة أنّ 95 من أفراد الشرطة أصيبوا في الاشتباكات. وألقت الشرطة القبض على أكثر من 200.

وهزت الاشتباكات صورة كازاخستان، كبلد مستقر سياسياً، ويخضع لسيطرة محكمة، والتي استغلتها لجذب استثمارات أجنبية بمئات المليارات من الدولارات في قطاعي النفط والمعادن على مدى ثلاثة عقود منذ الاستقلال.

وأعلن توكاييف، في ساعة مبكرة من صباح اليوم الأربعاء، حالة الطوارئ في ألما آتا، وفي منطقة مانجيستو المنتجة للنفط في غرب البلاد، وقال إنّ "محرّضين محليين وأجانب" وراء العنف.

واندلعت الاحتجاجات في العديد من المدن والبلدات، بعدما رفعت السلطات سقف أسعار غاز البترول المسال، وهو وقود سيارات شعبي، مما تسبب في ارتفاع الأسعار إلى أعلى من مثليها.

توقيف أكثر من 200 شخص

وقالت وزارة الداخلية، اليوم الأربعاء، إنّ الشرطة ألقت القبض على أكثر من 200 شخص، بعد هجمات على مبانٍ حكومية في مدن منها ألما آتا، مساء الثلاثاء. وأضافت، في بيان، أنّ 95 من أفراد الشرطة أصيبوا، دون ذكر أرقام بشأن المحتجين.

وأشارت الوزارة إلى أن المتظاهرين "انجرفوا في القيام باستفزازات" عبر قطع الطرق وحركة السير، و"الإخلال بالنظام العام".

وفي حديث أمام القائمين بأعمال الوزراء، اليوم الأربعاء، أمر توكاييف الحكومة وحكام الأقاليم، بإعادة فرض قيود على أسعار غاز البترول المسال، وتوسيعها لتشمل البنزين والديزل وغيرهما من السلع الاستهلاكية "ذات الأهمية الاجتماعية". كما أمر الحكومة بدراسة تجميد أسعار المرافق ودعم إيجارات الشقق السكنية للأسر الفقيرة.

وذكر أنّ الوضع يتحسّن في المدن والبلدات التي هزتها الاحتجاجات، وذلك بعد إعلان حالة الطوارئ التي شملت فرض حظر التجوّل وقيود على الحركة.

روسيا تدعو للحوار في كازاخستان

إلى ذلك، حثت روسيا، اليوم الأربعاء، على الحوار في كازاخستان، قائلة في بيان: "نؤيد الحل السلمي لجميع المشكلات في الإطار القانوني والدستوري، ومن خلال الحوار، وليس من خلال أعمال الشغب وانتهاك القوانين".
(رويترز، فرانس برس)
المساهمون