أعلن مكتب رئيس كازاخستان قاسم جومارت توكاييف، اليوم الأربعاء، أنه قبل استقالة الحكومة، وعيّن علي خان إسماعيلوف، الذي كان نائباً أول لرئيس الوزراء، قائماً بأعمال رئيس الوزراء.
جاء ذلك في أعقاب احتجاجات عنيفة أمس الثلاثاء، اندلعت بعد زيادة أسعار الوقود. واستخدمت الشرطة الغاز المسيل للدموع وقنابل الصوت في ساعة متأخرة من مساء الثلاثاء، لطرد مئات المحتجين من الساحة الرئيسية في ألما آتا، أكبر مدن الجمهورية السوفياتية السابقة، ودارت اشتباكات لساعات بمناطق قريبة.
#Kazakhstan 🇰🇿: protesters in #Uralsk have started setting up tents. Seems they're willing to camo out in the freezing cold until their demands are met. #Zhanaozen2022 pic.twitter.com/QBhXMNlufP
— Thomas van Linge (@ThomasVLinge) January 4, 2022
Kazakhstan's president imposed states of emergency in the largest city Almaty and an oil-rich western region after unprecedented protests that began over a regional energy price hike engulfed other parts of the vast ex-Soviet country https://t.co/JoYhRIKLm4 pic.twitter.com/8cBxXf4rQo
— AFP News Agency (@AFP) January 4, 2022
واليوم الأربعاء، أطلقت الشرطة في ألما آتا قنابل صوتية باتجاه أكثر من ألف متظاهر كانوا يسيرون نحو المبنى الرئيسي للإدارة المحلية في المدينة، حسب ما قاله مراسل "وكالة فرانس برس".
وكان المتظاهرون قد تجمعوا في ساحة قرب المبنى بعد ليلة من الاضطرابات غير المسبوقة.
اقتحام مبانٍ حكومية
واقتحم محتجون مبانٍ حكومية في أكبر مدن كازاخستان اليوم، في حين تحاول قوات الأمن فرض سيطرتها بعد استقالة الحكومة.
وبث مدون من كازاخستان لقطات مباشرة على موقع "إنستغرام"، ظهر فيه مكتب رئيس بلدية ألما آتا وقد اشتعلت به النيران، في حين تردّد دوي طلقات نارية قريبة. كما كشفت مقاطع مصورة منشورة على الإنترنت مكتب النائب العام القريب وهو يحترق.
В Алматы горит здание прокуратуры. Казахстан
— BashKarma (@KarmaBash) January 5, 2022
Attorney General's office is set on fire in Almaty Kazakhstan pic.twitter.com/B5obHhhuvq
واخترق المحتجون على ما يبدو الطوق الأمني الذي فرضته قوات الأمن، على الرغم من أنها نشرت قنابل صوت سُمع دوي انفجارها في أنحاء وسط المدينة.
وقال قائد شرطة المدينة اليوم الأربعاء، إنّ "متطرفين ومتشددين" هاجموا أكبر مدن البلاد، ألما آتا، وهاجموا ما يصل إلى 500 مدني، ونهبوا مئات الشركات. وأضاف في بيان أن الشرطة والحرس الوطني ووحدات الجيش يشاركون في العملية الأمنية في اليوم الثاني للاشتباكات بين المحتجين وقوات الأمن.
وشاهد مراسل "رويترز"، اليوم، آلاف المحتجين يشقون طريقهم نحو وسط المدينة، بعضهم على متن شاحنة كبيرة، بعدما فشلت قوات الأمن في تفريقهم بالغاز المسيل للدموع وقنابل الصوت. وقالت إدارة الصحة في المدينة إن 190 شخصاً تلقوا علاجاً طبياً منهم 137 من أفراد الأمن. وحثت سلطات المدينة السكان على البقاء في المنازل.
UPDATE – Kazakhstan: Explosion near the Akimat building in Aktobe. There are people injured. pic.twitter.com/iSqFk56hzp
— Luis (@luisffierro) January 5, 2022
وقالت وزارة الداخلية إنّ المباني الحكومية تعرضت أيضاً للهجوم في مدينتي شيمكنت وطراز في جنوب البلاد أثناء الليل، مضيفة أنّ 95 من أفراد الشرطة أصيبوا في الاشتباكات. وألقت الشرطة القبض على أكثر من 200.
وهزت الاشتباكات صورة كازاخستان، كبلد مستقر سياسياً، ويخضع لسيطرة محكمة، والتي استغلتها لجذب استثمارات أجنبية بمئات المليارات من الدولارات في قطاعي النفط والمعادن على مدى ثلاثة عقود منذ الاستقلال.
وأعلن توكاييف، في ساعة مبكرة من صباح اليوم الأربعاء، حالة الطوارئ في ألما آتا، وفي منطقة مانجيستو المنتجة للنفط في غرب البلاد، وقال إنّ "محرّضين محليين وأجانب" وراء العنف.
واندلعت الاحتجاجات في العديد من المدن والبلدات، بعدما رفعت السلطات سقف أسعار غاز البترول المسال، وهو وقود سيارات شعبي، مما تسبب في ارتفاع الأسعار إلى أعلى من مثليها.
توقيف أكثر من 200 شخص
وقالت وزارة الداخلية، اليوم الأربعاء، إنّ الشرطة ألقت القبض على أكثر من 200 شخص، بعد هجمات على مبانٍ حكومية في مدن منها ألما آتا، مساء الثلاثاء. وأضافت، في بيان، أنّ 95 من أفراد الشرطة أصيبوا، دون ذكر أرقام بشأن المحتجين.
وأشارت الوزارة إلى أن المتظاهرين "انجرفوا في القيام باستفزازات" عبر قطع الطرق وحركة السير، و"الإخلال بالنظام العام".
وفي حديث أمام القائمين بأعمال الوزراء، اليوم الأربعاء، أمر توكاييف الحكومة وحكام الأقاليم، بإعادة فرض قيود على أسعار غاز البترول المسال، وتوسيعها لتشمل البنزين والديزل وغيرهما من السلع الاستهلاكية "ذات الأهمية الاجتماعية". كما أمر الحكومة بدراسة تجميد أسعار المرافق ودعم إيجارات الشقق السكنية للأسر الفقيرة.
وذكر أنّ الوضع يتحسّن في المدن والبلدات التي هزتها الاحتجاجات، وذلك بعد إعلان حالة الطوارئ التي شملت فرض حظر التجوّل وقيود على الحركة.