استشهد شاب فلسطيني خلال اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي مدينة جنين، شمالي الضفة الغربية، اليوم الخميس، والتي عمدت إلى اعتقال شابين قبل أن تنسحب.
وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية استشهاد الشاب مصطفى الكستوني (32 عاماً)، بعد إصابته برصاص الاحتلال في الرأس والصدر والبطن، خلال العدوان على جنين صباح اليوم.
وأشارت الوزارة كذلك إلى إصابة إحدى موظفاتها التي تعمل في المهن الطبية المساندة، وتبلغ من العمر 34 عاماً، برصاصتين في البطن والصدر.
واندلعت اشتباكات مسلحة بين مقاومين فلسطينيين وقوات الاحتلال خلال اقتحامها للمدينة. وأكدت مصادر محلية لـ"العربي الجديد"، أنّ قوات خاصة إسرائيلية اقتحمت البلدة القديمة من مدينة جنين، ومنطقة دوار المدينة المجاورة، الذي يقع في قلب السوق التجاري، وحاصرت أحد المنازل، فيما ساندتها بعد ذلك دوريات وآليات الاحتلال، ترافقها جرافة، وقد اشتبك مقاومون معها.
كما اندلعت مواجهات مع قوات الاحتلال الإسرائيلي في المناطق والأحياء القريبة.
وتحدثت "كتائب شهداء الأقصى" في بيان مقتضب عبر "تليغرام"، عن أن مقاتليها اكتشفوا تسلّل قوة إسرائيلية خاصة في محور الدوار الرئيسي في مدينة جنين، واشتبكوا معها بشراسة، مستهدفينها بالشكل المباشر بالرصاص والعبوات الناسفة محلية الصنع.
وأكدت مصادر محلية أن قوات الاحتلال فجرت مخبزاً في البلدة القديمة من مدينة جنين خلال عملية الاقتحام.
الاحتلال الصهيوني فجر مخبزا أثناء اقتحامه لمدينة جنين، قبل قليل. pic.twitter.com/NyT1dLZiB4
— بوابة العمل الخيري الفلسطيني .🇵🇸 (@Palestinekitche) August 17, 2023
ولاحقاً، روت "كتيبة جنين" تفاصيل العدوان الجديد، مشيرة إلى "تسلّل قوة صهيونية خاصة على محور البيادر"، وقد تمكن مجاهدوها من اكتشاف أمرها، واستهدافها بصليات كثيفة ومتتالية من الرصاص والعبوات المتفجرة، وخاضوا معها اشتباكات مع تعزيزات الاحتلال التي وصلت للمكان لفك القوة الخاصة، وسحبها بعد وقوعها بحقل من النيران.
وتابعت الكتيبة، "كما تمكن مجاهدونا من توجيه ضربات مكثفة صوب قوات الاحتلال وآلياته التي تمركزت في محور البيادر، وأمطروها بصليات كثيفة من الرصاص والعبوات المتفجرة".
ونعت "كتيبة جنين"، الشهيد مصطفى الكستوني، أحد مقاتلي "كتائب شهداء الأقصى" الذي ارتقى خلال تصديه لقوات الاحتلال، برفقة مقاتلي الكتيبة.
وأكدت الجهوزية العالية للتصدي لأي عدوان للاحتلال يستهدف مدينة جنين، ومخيمها، وريفها، في كل وقت، وتحت أي ظرف.
كما نعت هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينية، ونادي الأسير الفلسطيني، والحركة الوطنية الفلسطينية الأسيرة في سجون الاحتلال، والأسرى المحررون في الوطن والمهجر، الشهيد والأسير السابق مصطفى قمبع "الكستوني".
ولفتت هيئة الأسرى ونادي الأسير، إلى أنّ الشهيد قمبع هو شقيق لأسيرين وهما سامر قمبع، المعتقل منذ شهر ديسمبر/ كانون الأول 2022، وما زال موقوفاً، وهاني قمبع الذي تم اعتقاله صباح اليوم.
من جانب آخر، أكدت مصادر محلية وصحافية أن الشهيد الكستوني اشتبك مع قوات الاحتلال الخاصة التي اعتقلت شقيقه وشاباً آخر هو حسن هصيص، وقامت بإطلاق الرصاص عليه وعلى مقاومين آخرين، وأطلقت قنبلة "إنيرغا" باتجاه منزل كان يتحصن فيه، يقع فوق أحد المخابز، ما أدى لحدوث دمار كبير، واستشهاد الكستوني.
من جانبه، قال مدير نادي الأسير الفلسطيني في جنين منتصر سمور، لـ"العربي الجديد"، إن الأسير المحرر مصطفى أكرم مصطفى قمبع (32 عاماً) استشهد بعد إصابته برصاص الاحتلال في الرأس والصدر والبطن، خلال العدوان على جنين، كما واختطفت وحدات خاصة إسرائيلية شابين وهما: هاني أكرم قمبع (شقيق الشهيد مصطفى) والشاب حسن إبراهيم الهصيص.
مستوطنون يقتحمون الأقصى... واعتقالات للاحتلال بالضفة
في سياق آخر، اقتحم عشرات المستوطنين، اليوم الخميس، المسجد الأقصى المبارك، بحماية قوات الاحتلال، ونظموا جولات استفزازية في باحاته، وتلقَّوا شروحات عن "الهيكل" المزعوم، وأدّوا طقوسا تلمودية في منطقة باب الرحمة، وقبالة مصلى قبة الصخرة.
إلى ذلك، اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي فجراً، والليلة الماضية، 11 فلسطينياً من مناطق متفرقة من الضفة الغربية، بينهم أسرى محررون.
كما أصيب عدد من الفلسطينيين بالاختناق بالغاز السام المسيل للدموع، ليل أمس الأربعاء، خلال مواجهات اندلعت مع قوات الاحتلال الإسرائيلي في بلدة يعبد جنوب غرب جنين شمال الضفة، والتي تشهد اقتحامات متكررة خلال الأيام الماضية.
من جانب آخر، استهدفت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم، مركبة بالأعيرة النارية بشكل مباشر، خلال اقتحامها قرية برقة شمال غرب نابلس، شمال الضفة، وكان بداخلها صاحبها، لكنه لم يصب بأذى.