ابتزاز الغزيين في كرم أبو سالم: إدخال البضائع مقابل مبالغ باهظة

04 ديسمبر 2024
على معبر كرم أبو سالم، 14 مارس 2024 (Getty)
+ الخط -
اظهر الملخص
- بدأت شركة أبناء سيناء بإدخال البضائع إلى غزة عبر معبر كرم أبو سالم، بالتنسيق مع جهات رسمية وفلسطينية، حيث تُعتبر الشاحنات مساعدات مقابل مبالغ مالية كبيرة، رغم عدم ضرورتها لسكان غزة.

- تتضمن البضائع سلعاً غير ضرورية مثل الشوكولاتة والمكسرات، مما أثار استياءً واسعاً لاستغلال حاجة السكان في ظل الأزمة الإنسانية والحرب الإسرائيلية المستمرة.

- يواجه التجار الفلسطينيون ضغوطاً مالية بسبب الرسوم الباهظة التي تفرضها الشركة، مما يرفع أسعار السلع، وتُتهم بابتزاز الفلسطينيين عبر رسوم عالية على السفر والمساعدات.

كشفت مصادر قبلية، لـ"لعربي الجديد"، أن شركة أبناء سيناء، التي يملكها رجل الأعمال المصري إبراهيم العرجاني المقرب من دوائر رسمية مصرية، بدأت بالعمل على إدخال البضائع إلى قطاع غزة عبر معبر كرم أبو سالم الذي تسيطر عليه حكومة الاحتلال الإسرائيلي، وبات بديلاً عن معبر رفح البري لإدخال المساعدات إلى القطاع. وأفادت المصادر ذاتها أن الشركة وبعد محاولات حثيثة وتفاهم مع أجهزة رسمية مسؤولة، وبعلاقات العرجاني مع أطراف فلسطينية في الضفة الغربية، استطاع الحصول على تنسيق لإدخال شاحنات بضائع على أنها مساعدات عبر معبر كرم أبو سالم الذي يديره الاحتلال الإسرائيلي مقابل مبلغ مالي باهظ جداً.

وأشارت المصادر، التي تتحفظ على نشر اسمها لصعوبات أمنية، إلى أن هذه الشاحنات المحملة بالمواد غير الضرورية لسكان قطاع غزة يتم إدخالها عبر معبر كرم أبو سالم بدلاً من إدخال المساعدات الإغاثية والطبية إلى القطاع، الذي يعاني من أزمة جوع حادة، فيما تقوم جهات فلسطينية ذات علاقة مع العرجاني بتأمين هذه الشاحنات انطلاقاً من معبر كرم أبو سالم باتجاه داخل قطاع غزة وتسليمها للتجار الذين دفعوا المبالغ المالية لشركة أبناء سيناء. وبينت المصادر أن الدفعة الأولى من هذه الشاحنات، وتقدر بـ10 شاحنات، دخلت فعلياً إلى غزة وهي محملة بأنواع من الشوكولاتة والمكسرات والمسليات وهي سلع غير ضرورية لسكان القطاع، خاصة في ظل ظروفهم الحالية، وقد أخذت دور المساعدات التي كان من المفترض أن تدخل عبر المعبر من قبيل الطحين والأدوية والخيام.

كشف صاحب شركة شحن أنه عرض عليه إدخال البضائع مقابل 60 ألف دولار على كل شاحنة

وكانت الشركة نفسها، على مدار الأشهر الماضية التي أغلق فيها معبر رفح منذ مايو/ أيار الماضي، تحاول إدخال المواد والبضائع الى قطاع غزة لاستغلال حالة الغلاء التي بلغت وفق تقرير لمنظمة الأغذية العالمية 1000 ضعف عما كانت عليه قبل الحرب، بسبب الحاجة الماسة للأهالي لهذه المواد والبضائع والمساعدات في ظل استمرار الحرب الإسرائيلية على القطاع منذ أكثر من 420 يوماً.

إدخال البضائع عبر كرم أبو سالم مقابل المال

وتعليقاً على ذلك، قال أحد أصحاب شركات الشحن التجاري في قطاع غزة، لـ"لعربي الجديد"، إنه عُرض عليه من مندوبين تابعين للشركة إدخال البضائع عبر معبر كرم أبو سالم بالتنسيق مع كافة الجهات المختصة في الجانب الفلسطيني والمصري والإسرائيلي لإدخال هذه المواد بمقابل مادي يتراوح من بين 50 إلى 60 ألف دولار على كل شاحنة تُدخل إلى قطاع غزة.

وأشار إلى أن "أبناء سيناء" تتكفل بإيصال شاحنات البضائع إلى معبر كرم أبو سالم ودفع مبلغ إضافي في الجانب الفلسطيني لتأمين وصول هذه الشاحنات إلى داخل القطاع، بعيداً عن قُطاع الطرق والذين يعترضون الشاحنات الخارجة من المعبر المدار إسرائيلياً في ظل عدم وجود قوى أمنية شرطية تعمل في تلك المناطق الحدودية والتي تستهدف فيها قوات الاحتلال الاسرائيلي، كل من يتحرك من قبل الأجهزة الشرطية العاملة في القطاع.

كل دولار يضاف إلى ثمن البضائع المرسلة سيدفعه النازحون والمكلومون في غزة

وقال التاجر "أحمد.ن"، في حديثه لـ"لعربي الجديد"، إنه يحاول إدخال شحنة أحذية مخصصة لفئات الأطفال والنساء بعد أن اشتراها من السوق المصري قبل إغلاق معبر رفح، وبعد محاولات متكررة بالتواصل مع شركات الشحن، كانت أقصر الطرق عبر شركة أبناء سيناء بدفع مبلغ مالي يقدر بخمسين ألف دولار تسدد بالعملة الأجنبية في القاهرة، بتوجه أحد أقاربه إلى مقر الشركة في مدينة نصر، وفي ذلك مشقة أخرى بتوفير المبلغ بعملة الدولار في مصر. وبين التاجر أن بعض العاملين في الشركة عرضوا عليه وضع كمية من السجائر داخل البضائع على أن يعاد إليه رسوم إدخال البضائع البالغة 50 ألف دولار أميركي في حال وصول الشحنة بأمان إلى داخل قطاع غزة، في ظل الارتفاع الجنوني في أسعار السجائر والمعسل في قطاع غزة.

النازحون سيدفعون ثمن البضائع

من جهته، قال التاجر "محمد.ق" الموجود في القاهرة حالياً إن كل دولار يضاف إلى ثمن البضائع المرسلة سيدفعه النازحون والمكلومون في غزة، بمعنى أن الخمسين ألف دولار التي تأخذها شركة أبناء سيناء أعلى من قيمة البضائع نفسها، وبالتالي ستتضاعف في سعرها أضعاف سعرها الأصلي الذي كان ستدخل فيه في الوضع الطبيعي، أي أن أقل سعر حذاء سيباع في غزة بخمسين دولاراً بدلاً من 5 دولارات كي نسدد فاتورة الشركة، وإجراءات التأمين للوصول إلى داخل قطاع غزة.

وعلى مدار أشهر الحرب الإسرائيلية على غزة وجهت الاتهامات لشركة العرجاني بابتزاز الفلسطينيين، سواء كان ذلك بالسفر عبر معبر رفح بدفع مبلغ مالي قدره 5000 دولار من قبل شركة هلا التابعة له و2500 دولار على كل طفل، وكذلك على حملة الجنسية المصرية دفع مبلغ للدخول إلى مصر خلال فترة فتح المعبر منذ مطلع نوفمبر/ تشرين الثاني 2023 وحتى مايو الماضي، وبالإضافة إلى ذلك ابتزاز الفلسطينيين من خلال إدخال المساعدات بتدفيع الشركات والمؤسسات الإغاثية الدولية أموالاً لإدخال هذه المساعدات وتأمينها وتخزينها في مدينة العريش، ومن ثم تنقل عبر شركة النقل باتجاه قطاع غزة، وكذلك لابتزاز التجار في إدخال البضائع وتدفيعهم مبالغ مالية طائلة مقابل إدخال هذه الشاحنات عبر معبر رفح، في ظل تحكّم العرجاني بحركة النقل والأفراد عبر المعبر لعلاقاته الكبيرة مع دوائر المخابرات المصرية.

المساهمون