قمعت قوات الاحتلال الإسرائيلي المشاركين في تظاهرة قرب مفترق قرية سعوة - الأطرش في النقب، خرجت احتجاجا على سياسة تجريف الأراضي لصالح المشاريع الاستيطانية.
وأفاد شهود عيان "العربي الجديد" بأن عدداً من المتظاهرين أصيبوا بجراح، جراء استهدافهم من قبل قوات الاحتلال بالقنابل الصوتية والغاز المسيل للدموع وغاز الفلفل والمياه العادمة والأعيرة المطاطية.
وأضاف الشهود أن موقع التظاهرة تحول إلى ساحة حرب، إذ منحت الشرطة الإسرائيلية المتظاهرين عشر دقائق للتفرق قبل أن تبدأ بإطلاق القنابل والأعيرة المطاطية.
وأكدت مصادر في قرية سعوة - الأطرش لـ"العربي الجديد"، إصابة العشرات، بينهم نساء وأطفال، جراء استنشاق الغاز المسيل للدموع الذي أطلق تجاه بيوت القرية.
وكانت لجنة التوجيه العليا للعرب في النقب ولجنة الدفاع عن الحريات في لجنة المتابعة العليا للعرب في الداخل قد دعتا إلى المشاركة في التظاهرة.
وقالت لجنة الدفاع عن الحريات، في بيان، إن "الهجمة الاستيطانية الأمنية الجديدة وغير المسبوقة على الأهل في النقب الصامد تدل على أن سياسات هذه المؤسسة الظالمة لا تتغير بتغير الحكومات الإسرائيلية، فالأهداف هي ذات الأهداف، والسياسات هي ذات السياسات؛ السيطرة على أراضي النقب وإخلاؤها من أصحابها".
وأشارت إلى أن مستوى القمع والبطش الذي طاول الشبان والفتيات في النقب يؤكد وجود "نوايا خبيثة لدى المؤسسة الإسرائيلية". وطالبت بإطلاق سراح جميع المعتقلين "على الفور دون شرط أو قيد".
وقالت: "نشد على أيدي المحامين وأهل القانون الذين وقفوا إلى جانب المعتقلين ومتابعة ملفاتهم، وندعو أهلنا في الداخل إلى الالتفاف حول إخوانهم في النقب ومناصرتهم في معركتهم لحماية أرضهم ووجودهم".
وتتواصل الاحتجاجات في النقب في الداخل الفلسطيني، اليوم الخميس، حتى بعد إعلان "الصندوق القومي اليهودي"، أمس، عن إنهاء المرحلة الحالية من عمليات التجريف في قرى بئر السبع، والتي بدأت مطلع الأسبوع الحالي، فيما يستعد الأهالي لتنظيم تظاهرة كبيرة احتجاجا على عمليات التجريف والاستيطان.
ورافقت عمليات التجريف احتجاجات ومواجهات بين شرطة الاحتلال وأهالي النقب، أسفرت عن اعتقال العشرات، بينهم قاصرون وفتيات.
وأوقفت سلطات الاحتلال عمليات التجريف في قرية سعوة -الأطرش بعد انتهاء المرحلة الأولى، وذلك بحسب اعتراف مدير "الصندوق القومي اليهودي" أبراهام دوفدوفاني أمس في مقابلة مع الإذاعة الإسرائيلية، نافيا مزاعم وزير الرفاه الاجتماعي في حكومة الاحتلال الإسرائيلية مئير كوهن عن التوصل إلى تفاهمات مع الأهالي ومع حزب "القائمة العربية الموحدة"، برئاسة منصور عباس، المشاركة في ائتلاف حكومة الاحتلال الحالي، الذي حاول إظهار وقف أعمال التجريف وكأنها تحت ضغوط الحزب وتهديداته للائتلاف الحكومي.
وقد أقرّ المرشح السابع على "القائمة الموحدة" عطا أبو كديغم، في مقابلة مع قناة الكنيست الرسمية، بعلم القائمة المسبق بانتهاء أعمال التجريف خلال ثلاثة أيام.
ورغم ادعاءات "القائمة الموحدة" تحقيق إنجاز بوقف عمليات التشجير في أراضي قرية سعوة -الأطرش، فإن مسؤولين في "الصندوق القومي" أكدوا أن مشروع التحريش سينتقل إلى مراحل متقدمة في وقت لاحق بعد انتهاء تسوية الأراضي في المرحلة الحالية".
تظاهرة في جامعة تل أبيب تضامناً مع أهالي النقب
وجاءت التظاهرة في الجامعة، التي أقيمت أصلا على أراضي قرية الشيخ مونّس بعد النكبة، في الوقت الذي تقاطر فيه فلسطينيون من الجليل والمثلث إلى النقب للمشاركة في التظاهرة التي دعت إليها لجنة التوجيه العليا للعرب في النقب، ولجنة الدفاع عن الحريات في لجنة المتابعة العليا في الداخل، في الثالثة من ظهر اليوم عند مفترق قرية سعوة - الأطرش، التي شهدت منذ مطلع الأسبوع عمليات تجريف من قبل آليات حكومة الاحتلال بزعم إعداد الأرض لزراعة الأشجار فيها، وهي خطوة تعتبر مقدمة لمصادرة أراضي أهالي قرى نقع بئر السبع.
وكانت المواجهات التي وقعت بين الأهالي وقوات الاحتلال منذ مطلع الأسبوع أسفرت عن عدد من الإصابات في صفوف الأهالي واعتقال أكثر من ستين فلسطينيا، بينهم قاصرون.
عشرات المعتقلين في هبة سعوة - الأطرش
من جهة أخرى، أعلن المحامي شحادة بن بري، أحد المحامين الذين يترافعون عن معتقلي النقب، في مقابلة مع إذاعة "صوت النقب" المحلية صباح الخميس، أن عدد معتقلي هبة سعوة - الأطرش بلغ حوالي 80 معتقلا، من ضمنهم قاصرون، فيما أكد أن الشرطة تستأنف قرارات الإفراج بهدف تمديد الاعتقال للأسبوع المقبل.
وكانت وسائل الإعلام نقلت عن شرطة الاحتلال الإسرائيلي أنها شنت، الليلة الماضية، حملة اعتقالات في عدد من بلدات وقرى النقب، طاولت 21 معتقلا، غير الذين تم اعتقالهم في مواجهات أمس الأربعاء.