هددت إسرائيل بالرد على الهجوم الذي استهدف، أمس الجمعة، سفينة إسرائيلية قبالة ساحل عمان، وأسفر عن مقتل شخصين.
ونقل موقع "والاه" عن مسؤول إسرائيلي كبير قوله: "إسرائيل سترد على الهجوم، لكن المسألة تتعلق بالكيفية والتوقيت"، على حد تعبيره.
وأشار الموقع إلى أن القيادات السياسية والعسكرية في إسرائيل أجرت، الليلة الماضية، مشاورات مكثفة حول سبل الرد على الهجوم الذي استهدف سفينة "مرسير ستريت"، التي يملكها رجل الأعمال الإسرائيلي إيال عوفر.
وذكر موقع "والاه" أن وزير الأمن الإسرائيلي بني غانتس أجرى، الليلة الماضية، مشاورات مكثفة مع رئيس هيئة أركان الجيش، أفيف كوخافي، وقيادات عسكرية وأمنية أخرى، لبحث سبل الرد على استهداف السفينة.
وبحسب الموقع، فقد اطلع غانتس وكوخافي على المعلومات الاستخبارية التي بحوزة إسرائيل عن الهجوم، وبحثا أشكال الرد العسكري والسياسي المحتملة، مشيراً إلى أن وزارة الأمن ستزود وزارة الخارجية بالمعلومات التي بحوزتها من أجل إطلاع المجتمع الدولي على حقيقة الهجوم.
وذكر الموقع أنه، حسب التقديرات الأميركية، فإن الهجوم على السفينة تم باستخدام طائرة بدون طيار، لافتاً إلى أن السفينة تعرضت لهجومين، أحدهما صباح الجمعة والآخر مساء الخميس.
يشار إلى أن عنصري طاقم السفينة اللذين قتلا في الهجوم أجنبيان؛ أحدهما بريطاني والآخر روماني.
وفي السياق، نقلت قناة "كان" الرسمية الإسرائيلية عن مسؤول كبير في تل أبيب قوله إنّ الهجوم على السفينة لن يؤثر على توجهات إسرائيل لمواصلة المعركة ضد إيران.
وفي سياق متصل، صرح وزير الخارجية الإسرائيلي يئير لبيد بأنه يريد أن يحيل على الأمم المتحدة قضية الهجوم على الناقلة.
وكتب لبيد، في تغريدة على "تويتر"، الجمعة، "أعطيت تعليمات للسفارات في واشنطن ولندن والأمم المتحدة لتعمل مع محادثيها الحكوميين والوفود ذات الصلة في مقر الأمم المتحدة في نيويورك".
وقال لبيد على "تويتر": "أنا على اتصال دائم بوزير الخارجية البريطاني (دومينيك راب)، أبلغته الليلة بضرورة الرد بشدة على الهجوم على السفينة والذي قتل فيه مواطن بريطاني". وأضاف: "إيران ليست مشكلة إسرائيلية فقط، بل هي مصدر للإرهاب والدمار وعدم الاستقرار الذي يضر بنا جميعاً، علينا ألا نظل صامتين أبداً في وجه الإرهاب الإيراني، الذي يضر أيضاً بحرية الملاحة".
من ناحيته، قال رون بن يشاي، المعلق العسكري لصحيفة "يديعوت أحرنوت" إنّ تنفيذ الهجوم على السفينة دل على أنه قد جرى الإعداد له بشكل مسبق، وأثبت أنّ إيران تملك قدرات استخبارية متقدمة.
وفي تحليل نشره الموقع، توقع بن يشاي أن ترد إسرائيل بشكل مؤكد على الهجوم الذي "خلط الأوراق"، وأظهر أن إيران مستعدة لتحمل المخاطر مقابل ردها على الهجمات الإسرائيلية.
ولفت إلى أن إعلان وسائل إعلام إيرانية أن الهجوم على السفينة جاء للرد على الهجمات الإسرائيلية في سورية، يدل على أن الحرس الثوري الإيراني نفذ ما يبدو أن "حزب الله" عاجز عن تنفيذه انطلاقاً من سورية.
وحسب بن يشاي، فإنه من غير المستبعد أن الهجوم يحمل أيضاً رسالة إيرانية إلى الرئيس الأميركي جو بايدن، مفادها أن طهران لن تتردد في إشعال الخليج في حال لم يجر تأمين مصالحها في الاتفاق النووي.
أما يوسي ميلمان، معلق الشؤون الاستخبارية في صحيفة "هارتس"، فقد لفت في تغريدة على "تويتر" إلى أن إسرائيل هي التي بدأت حرب السفن من خلال مهاجمتها السفن الإيرانية في حوض المتوسط.
ويشار إلى أن تقارير دولية أشارت إلى أن وحدة "القوة 13"، وهي وحدة النخبة التابعة لسلاح البحرية الإسرائيلية، تولت مهمة تنفيذ الهجمات ضد السفن الإيرانية في حوض المتوسط وفي البحر الأحمر.
وكانت قناة "العالم" الإيرانية قد اعتبرت أن الهجوم على السفينة الإسرائيلية جاء رداً على هجوم نفذته إسرائيل في سورية واستهدف تحديداً مطار "الضبعة" في منطقة القصير.