أمنيات السوريين المستحيلة

26 ديسمبر 2021
أقصى أمنيات سكان المخيمات العيش تحت سقف إسمنتي (عز الدين قاسم/الأناضول)
+ الخط -

في الوقت الذي يتحضّر فيه العالم لاستقبال العام الجديد، بتبادل التهاني والأمنيات بمزيد من النجاحات وتحقيق الأحلام والطموحات، لا تزال أمنيات من يعيشون في الداخل السوري لا تتعدى حصولهم على أبسط الحقوق التي يتمتع بها أي مواطن في هذا العالم.

فعلى المستوى السياسي، الذي يأمل الناس فيه بتحسين قوانين دولهم، لا تزال أقصى أحلام السوري في الداخل أن يعيش ضمن دولة تُحقق الحدود الدنيا من شروط الاستقرار.

إذ لا يزال السوريون يمنون النفس بأن يرأف المجتمع الدولي بحالهم، وتتوفر لديه الإرادة لفرض حل سياسي وفق القرارات التي وضعها هذا المجتمع الدولي نفسه.

أما على المستوى المعيشي، فتقتصر أمنيات السوريين على تمكّنهم من تأمين قوت يومهم حتى ولو عملوا في أكثر من وظيفة أو عمل في الوقت نفسه، فيما يتمنى سكان المخيمات أن يتمكنوا من العيش تحت سقف إسمنتي يقيهم برد الشتاء ومطره، وحر الصيف.

هذا فيما لا تتجاوز أحلام السوريين على المستوى الأمني، أن يتمكنوا من العيش والتنقل وهم في مأمن من اعتقال تعسفي من قبل سلطات الأمر الواقع في كل المناطق السورية، وفي مأمن من سرقة أو اختطاف أو ابتزاز من قبل العصابات التي تستمد قوتها من تلك السلطات.

وبالإضافة إلى ذلك، فإن أقصى أمنيات سكان الشمال السوري هي ضمان عدم استهدافهم بقذائف مدفعية وصواريخ طائرات قد تباغت أياً منهم في أي لحظة.

أما على مستوى قطاع التعليم، فلا يزال حلم الطلاب هو التمكّن من استكمال تعليمهم حتى ولو اضطروا للعمل إلى جانب الدراسة، فيما يحلم الطلاب في شمال سورية بأن يتم الاعتراف بالشهادات التي يحصلون عليها بعد قضاء سنوات طويلة في الدراسة، الثانوية منها والجامعية.

أحلام وأمنيات كثيرة يتمناها السوريون في كل مجالات الحياة الأخرى، كأن يتم إنصافهم أمام القضاء، وأن يتم التوقف عن ابتزازهم على الحواجز المنتشرة في الطرقات، وأن تتوفر السلع الأساسية الضرورية لاستمرار حياتهم، وأن يتمكنوا من تأمين تلك السلع من دون الوقوف في طوابير تستهلك معظم وقتهم.

غير أنّ السوريين الذين يعيشون في مناطق السيطرة المختلفة من البلاد، أصبحوا يشعرون مع تعاقب السنوات، أن الحصول على أي من هذه الحقوق التي يتمتع بها أي إنسان، هو مجرّد أمنيات، تحققها أصبح ضرباً من ضروب المستحيل.

المساهمون