برلين تحذر من تطورات "غير إيجابية" بشأن برنامج إيران النووي.. وسيول تتعهد بالإفراج عن أموال طهران المجمدة

12 ابريل 2021
استهداف "نطنز" يلقي بظلاله على المحادثات النووية (فاطمه بهرامي/ الأناضول)
+ الخط -

حذّرت ألمانيا، اليوم الاثنين، من أن التطورات الأخيرة المرتبطة بمنشأة "نطنز" النووية الإيرانية "غير إيجابية" بالنسبة للمحادثات الرامية لإحياء الاتفاق بشأن برنامج طهران النووي، فيما تتواصل الزيارة الرسمية غير المسبوقة لرئيس الوزراء الكوري الجنوبي تشونغ سي-كيون لطهران، الذي تعهد بالإفراج عن أموال إيرانية مجمدة بموجب العقوبات الأميركية.
وقال وزير الخارجية الألماني هايكو ماس، قبل المحادثات المرتقبة في فيينا خلال الأسبوع الحالي: "ما نسمعه حاليا من طهران لا يمثّل مساهمة إيجابية، خصوصا التطورات في نطنز".
واتهمت الخارجية الإيرانية، اليوم الاثنين، إسرائيل بالوقوف وراء الحادث "التخريبي" الذي وقع في منشأة نطنز النووية أمس الأحد، لافتةً إلى أن المنشأة تعرضت "للإرهاب النووي" من خلال قطع التيار الكهربائي عن أجزاء منها، من دون أن يخلف ذلك خسائر بشرية أو تلوثاً إشعاعياً.
وأفاد ماس أن مفاوضات فيينا "لن تكون سهلة، لكن حتى الآن كانت هناك روح بنّاءة" ظهرت في أوساط المشاركين، مشيراً في الوقت ذاته إلى أن الوضع في نطنز سيكون له "معنى خاصا"، وقد يعطي دلالات بشأن مدى إمكانية تطبيق طهران لاحقا الأمور التي ستجرى مناقشتها في فيينا.
واستهداف "نطنز" هو الثاني من نوعه، حيث تعرضت المنشأة، فجر الثاني من يوليو/ تموز الماضي، لانفجار في إحدى صالاتها لتجميع أجهزة الطرد المركزي المتطورة، خلّف "خسائر كبيرة"، بحسب الطاقة الذرية الإيرانية، وسط تلميحات إسرائيلية وتقارير غربية عن ضلوع الاحتلال الإسرائيلي في الحادث.
في غضون ذلك، واصل رئيس وزراء كوريا الجنوبية تشونغ سي-كيون مباحثاته الرسمية في طهران اليوم الاثنين، مجريا لقاءات مع رئيس مجلس الشورى الإسلامي (البرلمان) محمد باقر قاليباف ومستشار المرشد الأعلى علي لاريجاني.  
ووجه قاليباف انتقادات حادة للضيف الكوري الجنوبي خلال اللقاء، لالتزام بلاده بالعقوبات الأميركية ضد إيران، ما تبعه هبوطا حادا في التجارة بين البلدين، فضلا عن تجميد سيول نحو 7 مليارات دولار من الأرصدة الإيرانية، هي عوائد صادرات النفط، بسبب الضغوط والعقوبات الأميركية. 
وقال رئيس البرلمان الإيراني إن "الشعب الإيراني يعرف أصدقاءه في الأيام الصعبة، لذلك كوريا الجنوبية لم تحقق توقعات هذا الشعب"، داعيا إلى إعادة العلاقات الثنائية إلى مرحلة قبل العام 2018، أي قبل الانسحاب الأميركي من الاتفاق النووي.
وأشار قاليباف إلى "تاريخ العلاقات الطيبة" بين البلدين، معربا عن سعادته لزيارة رئيس وزراء الكوري الجنوبي لطهران، مع الإعراب عن الأسف لهبوط العلاقات الاقتصادية، مخاطبا تشونغ بالقول إنه "إذا سأل سفيركم المواطنين في سوق طهران عن سلوك كوريا الجنوبية من العام 2018، فسيعرف أنه مرفوض بتاتا وانطباع الناس عنكم سلبي".  
ووصل رئيس وزراء كوريا الجنوبية مساء الأحد إلى العاصمة الإيرانية طهران، في زيارة هي الأولى من نوعها منذ 44 عاما تستمر ثلاثة أيام، ومن المقرر أن يلتقي مع الرئيس الإيراني حسن روحاني. 
وكان تشونغ قد التقى أمس نائب روحاني إسحاق جهانغيري، الذي انتقد بدوره تجميد سيول الأرصدة الإيرانية، داعيا إلى الإفراج عنها.
ونقلت وكالة الجمهورية الإسلامية الإيرانية للأنباء (إرنا) عن تشونغ قوله في مؤتمر صحافي مشترك "المفاوضات بخصوص خطة العمل الشاملة المشتركة تجرى بشكل بناءن ويبدو أن ... تطوير العلاقات وحل المشكلات ضروريان لصالح البلدين وتقدمهما".

وقالت وزارة الخارجية الإيرانية إن الإفراج عن الأموال الإيرانية مهم لتعزيز العلاقات.
وقال المتحدث باسم الوزارة سعيد خطيب زاده للصحافيين اليوم الاثنين: "تأثرت علاقاتنا بهذه القضية... جرت مناقشة بعض الحلول، ولكن يبقى أن نرى إلى أي مدى يمكن تنفيذها".
وتتصدر أجندة مباحثات رئيس وزراء كوريا الجنوبية في طهران أزمة الأرصدة الإيرانية المجمدة لدى بنكين في سيول بسبب العقوبات الأميركية، والتي تقدر بـ7 مليارات دولار.  
وأفادت وكالة أنباء "يونهاب" الكورية الجنوبية، اليوم الاثنين، بأن سيول ستفرج عن جزء من هذه الأموال عبر قناة سويسرا المالية، التي أنشئت للتجارة الإنسانية مع طهران بموافقة أميركية قبل عامين لتسهيل تصدير السلع الطبية والأساسية.  
 

المساهمون