أحمد الطنطاوي: مصر تعيش لحظة كارثية بحكم السيسي... ولن يسكتني ثانيةً إلا الموت أو السجن

13 مايو 2022
أول حديث للطنطاوي بعد غياب نحو عام ونصف (تويتر)
+ الخط -

بعد غياب عن المشهد السياسي والإعلامي استمر لنحو عام ونصف عام، عاد المعارض المصري الشاب أحمد الطنطاوي، رئيس حزب الكرامة، إلى الظهور مجدداً للحديث عن الجلسات المرتقبة لـ"الحوار الوطني"، الذي دعا إليه الرئيس عبد الفتاح السيسي أواخر الشهر الماضي في حفل "إفطار الأسرة المصرية"، بغرض التباحث بين السلطة والمعارضة في الأزمة الاقتصادية.

وفي أول ظهور له منذ خسارته مقعده النيابي في الانتخابات التي جرت أواخر عام 2020، حمّل الطنطاوي نظام الرئيس عبد الفتاح السيسي المسؤولية عن الفشل الاقتصادي "مكتمل الأركان" الذي تعيشه البلاد حالياً، مؤكداً أن حزبه تلقى دعوة "الحوار الوطني" بمزيد من الترقب الحذر، خصوصاً أن مصر تعيش في السنوات الثماني الماضية بشعار رئيس الجمهورية، وهو "ماتسمعوش كلام حد غيري".

وأضاف الطنطاوي، في مقابلة مع قناة "بي بي سي عربي"، مساء الخميس: "الآن تغير الحديث، والسلطة تقول إنّ الوطن يتسع للجميع، وإن الاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية"، مستطرداً بأنّ "قراءة النظام الحاكم للواقع تمثل كارثة حقيقية، لأنه لم يكن في الإمكان أسوأ مما كان منذ تولي الرئيس الحالي للحكم عام 2014".

وتابع: "رئيس الجمهورية ليس مصدر إلهام، أو خبيراً في العشرات من الملفات، وعليه أن يستعين بأفضل الخبراء -كل في تخصصه- في ظل مواجهة مصر خيارات صعبة، يجب أن ينتصر فيها لصالح الوطن"، مستدركاً: "قياساً على ممارسات السلطة، لن تكون هناك إشكالية إذا امتنعنا عن الحضور، لكننا نراها فرصة لاستنقاذ الوطن، لا لتبييض وجه السلطة، أو المشاركة في كرنفال سياسي".

أفضل شيء ممكن أن تقدمه السلطة الحالية هو أن تتحول إلى سلطة سابقة بانتخابات ديمقراطية ونزيهة

وزاد الطنطاوي: "نأمل أن ينتهي الحوار الوطني إلى حلول عملية لإنقاذ مصر من وضع شديد الصعوبة والتأزم، ونحن لا نرغب في تصفية الحسابات مع أحد، ولكن رؤية حزب الكرامة جزء من رؤية الحركة المدنية الديمقراطية، التي تضم مجموعة من الأحزاب والشخصيات الليبرالية واليسارية المصرية، وأعلنت قبولها لدعوة الحوار".

وواصل بقوله: "هناك فريقان في المعارضة المصرية، الأول يبحث عن حوار جاد ومسؤول يصل إلى نتائج حقيقية موضع التنفيذ، والثاني يريد المشاركة في أي فعاليات مثل منتديات الشباب التي يرعاها الرئيس وغيرها"، منبهاً إلى أن "مصر تعيش لحظة كارثية الآن، حذر هو منها في عام 2017، حين أطلق رؤية شاملة باسم الطريق الثالث".

وقال الطنطاوي: "نحن نبحث عن الحد الأدنى من الضمانات لإجراء حوار سياسي جاد، وطلبنا أن يكون هذا الحوار تحت مظلة مؤسسة الرئاسة، بوصفها الجهة الوحيدة التي تستطيع تنفيذ ما سينتهي إليه الحوار"، مشدداً على "أهمية أن يكون الحوار بين طرفين متكافئين، وليس بين تابع ومتبوعين".

وأضاف: "طرحنا تشكيل أمانة فنية من 10 خبراء محايدين، 5 تسميهم السلطة، و5 تسميهم المعارضة، لأن المسألة ليست مغالبة، ويجب أن يجلس في الحوار عدد متساوٍ من الطرفين"، مبرراً استدعاء السلطة للمعارضة بأنها "ضمن محاولاتها لتجاوز الأزمات التي تشهدها البلاد، وعلى رأسها الأزمة الاقتصادية".

وختم الطنطاوي: "كان من المفترض أن تنتهي ولاية الرئيس السيسي هذا العام بمرور ثماني سنوات، مثلما قال الدستور، ومثلما وعد هو نفسه. ونحن نرى أن أفضل شيء ممكن أن تقدمه السلطة الحالية هو أن تتحول إلى سلطة سابقة بانتخابات ديمقراطية ونزيهة، ويا حبذا لو كان هذا في أقرب وقت ممكن"، على حد تعبيره.

وكتب الطنطاوي على صفحته بموقع "فيسبوك"، تعليقاً على ظهوره الإعلامي بعد فترة غياب: "أقطع اليوم هذا الصمت الطويل، وقد يكون واجباً أن أقدم توضيحاً هاماً هو شخصي، ولكنني أراه ضرورياً. إن وجيعة العمر التي أجبرتني (كإنسان) على الغياب طوال تلك الشهور، لم ولن تنتهي ما كتب الله لي من أجل. فأنا لا أحب، ولا أستطيع، ولن أحاول أن أنسى".

واستكمل قائلاً: "واجبي كمسؤول في هذه اللحظة الهامة من تاريخ الوطن يفرض علي أن أحمل أمانتي، وأن أكمل رحلتي، سائلاً المولى العظيم من توفيقه ورحمته وفضله، وراجياً منكم دوام العون والسند، الذي كنت ممتناً له دائماً، وأنا اليوم إليه أحوج".

وأضاف الطنطاوي مخاطباً متابعيه: "أعاهدكم أنه لن يسكتني ثانيةً إلا الموت أو السجن، ورغم أنني سأظل ألزم نفسي في كل قول وفعل بحدود المسؤولية، وبالضوابط القانونية، إلا أن ذلك -للأسف- لا يمثل ضمانة كافية في ظل الخبرة السابقة مع السلطة الحالية. لذا، فقد كان لزاماً التنبيه لكل قريب مني يمكن أن يدفع ثمناً يشبه ما سبق"، في إشارة إلى حبس 6 من أصدقائه والعاملين معه على ذمة القضية المعروفة باسم "تحالف الأمل" منذ قرابة 3 سنوات.

وواصل: "هذا الأسلوب على قسوته، ولا أخلاقيته، وعدم قانونيته، لن يفيد السلطة تكراره أو استمراره، وإنني وإن كنت لا أكابر، بل لعلي أعترف أمام الكافة -دون خجل من ضعف إنساني- بأن ذلك قد عصر قلبي، لكنني أؤكد في الوقت ذاته حاسماً وقاطعاً بأنه لم ولن يكسر إرادتي، وقد تعلمت الدرس القاسي عبر الثمن الفادح".

يذكر أن الطنطاوي قد نشر نتائج قال إنها "موثقة" للانتخابات في دائرة قلين بمحافظة كفر الشيخ، في ديسمبر/كانون الأول 2020، تثبت حصوله على أعلى الأصوات في جولة الإعادة على غرار الجولة الأولى، بخلاف ما أعلنته اللجنة القضائية العامة (المركزية) في المحافظة، من حلوله في المركز الخامس لترتيب المرشحين الستة المتنافسين على المقاعد الثلاثة المخصصة للدائرة في البرلمان.

وفيما وصفها سياسيون آنذاك بـ"فضيحة مدوية"، أعلنت اللجنة القضائية خسارة الطنطاوي في انتخابات مجلس النواب، بعد نحو ساعتين من تسريب أجهزة الأمن خبراً عن خسارته، ونشره بصيغة "موحدة" على جميع المواقع الإخبارية الموالية للنظام، على الرغم من حصوله على أعلى الأصوات في الدائرة، وفقاً لنتائج محاضر الفرز الرسمية الصادرة عن لجان الانتخاب الفرعية.

وفي الشهر نفسه، أعلن المؤتمر العام لحزب الكرامة فوز الطنطاوي برئاسة الحزب بالتزكية، وتعيين محمد سامي رئيساً شرفياً، وذلك بعد انقضاء مدة الأخير في رئاسة الحزب، الذي ينتمي إليه عدد من الشخصيات السياسية المعروفة، مثل المرشح الرئاسي السابق حمدين صباحي، ووزير القوى العاملة السابق كمال أبو عطية، ووزير الصحة السابق عمرو حلمي، والبرلماني السابق أمين إسكندر.

دلالات
المساهمون