اتهمت أحزاب أردنية وقوى سياسية الولايات المتحدة بالانحياز التام لإسرائيل، داعية الجهات الرسمية الأردنية إلى عدم الانخراط في تحالفات عسكرية وأمنية يقودها الاحتلال الإسرائيلي.
واستنكر ائتلاف الأحزاب القومية واليسارية الأردنية، في بيان يوم الخميس، ما وصفه بـ"الأهداف العدوانية المعلنة لزيارة رئيس الولايات المتحدة الأميركية جو بايدن للمنطقة، وعلى رأسها ما يسمى دمج الكيان الصهيوني بالمنطقة العربية والإقليم في إطار إنشاء أحلاف عسكرية وأمنية يقودها الاحتلال".
وقال الائتلاف، الذي يضم أحزاب "البعث العربي الاشتراكي"، و"البعث العربي التقدمي"، و"الحركة القومية للديمقراطية المباشرة"، و"الشعب الديمقراطي"، و"الشيوعي" و"الوحدة"، إن الأنظمة العربية المنخرطة في مثل هذا المشروع والتي أبدت استعدادها لتكون جزءاً منه، تتحمل المسؤولية التاريخية عن النتائج المدمرة التي تحملها مثل هذه السياسات الاستعمارية في الوطن العربي، والتي تستهدف تصفية الحقوق الوطنية المشروعة للشعب الفلسطيني، والإخلال بالأمن القومي العربي، والسطو على مقدرات الوطن العربي، وتكريس هيمنة الولايات المتحدة الأميركية على العالم في مواجهة التحولات الجارية في الموازين الدولية.
وأضاف البيان، أن "الأمة العربية التي أسقطت حلف بغداد عام 1955 قادرة على مواجهة المشاريع الاستعمارية الجديدة في منطقتنا وأحلافها المشبوهة".
ودعت في هذا السياق الجهات الرسمية الأردنية إلى عدم الانخراط في مثل هذا المشروع وتعريض الأردن لمخاطر جمة هو في غنى عنها والوفاء لدماء الشهداء الأردنيين الذين سقطوا دفاعاً عن الكرامة الوطنية والقومية وتحقيق الاستقلال ضد الاحتلال الصهيوني العنصري.
من جهتها، قالت جماعة الإخوان المسلمين في الأردن، إن زيارة الرئيس الأميركي إلى المنطقة والتي افتتحها بزيارة دولة الاحتلال وما تمخض عنها من تصريحات ومواقف خطيرة، تؤكد استمرار الإدارة الأميركية بذات النهج الداعم للاحتلال وجرائمه المستمرة.
وأضافت الجماعة في بيان لها الخميس، أن "محاولة إدماج الكيان المحتل في المنطقة عبر بناء تحالفات يكون جزءا منها، أو أي صيغة أخرى محل رفض شعبي صارم، ومسار لن يكون مستقبله إلا الفشل".
وتابع البيان، أن "العلاقة الطبيعية مع دولة استعمار واحتلال توسعي ينتهك كل المحرمات ويدّنس المقدسات ويقتل الأبرياء ويشرد الملايين من أبناء الشعب الفلسطيني، هي علاقة صراع ونضال مستمر حتى تحرير فلسطين واندحار المحتل وعودة الحقوق لأصحابها فهذا هو الطريق الوحيد للحل وليس عبر تحسين الظروف المعيشية للشعب الفلسطيني في ظلّ الاحتلال، وعليه فإن حرف بوصلة الصراع عن المحتل هي شراكة في جرائمه البشعة".
وأوضحت الجماعة أن "تأكيد بايدن دعم بلاده المطلق لدولة الاحتلال، بما في ذلك الدعم العسكري والأمني والتقني وتأكيده ودعمه ليهودية الدولة، يجعل من الإدارة الأميركية شريكة في جرائم الحرب والمجازر وأبشع صور إرهاب الدولة التي نفذها الكيان المحتل بحق الشعب الفلسطيني، والتي تسببت بتهجير أبناء الشعب الفلسطيني عن أرضهم وتسببت بمعاناتهم المستمرة من قتل وتشريد وانتهاك لأبسط حقوق الإنسان تحت وطأة الاحتلال وجرائمه".
ودعا البيان "الإدارة الأميركية لوقف الانحياز الأعمى والكف عن استفزاز شعوب الأمة عبر هذا السلوك العدائي الذي تمثله سياساتها بحق الشعب الفلسطيني وكل أبناء الأمة"، مشيراً إلى أن "هوية فلسطين الإسلامية العربية التاريخية هوية راسخة لا يغير من حقيقتها ادعاء زائف، ولا إعلان باطل".
كما دعت الجماعة "شعوب الأمة الإسلامية لتأكيد رفضها للسياسات الأميركية المنحازة للاحتلال والداعمة لجرائمه، والتعبير عن رفضها المطلق لوجود الكيان المحتل واعتباره كتلة سرطانية في جسدها لا يمكن القبول بالتطبيع معه أو الاعتراف به".
وأضافت أن "التطبيع مع المحتل طعنة في ظهر الشعب الفلسطيني ونضاله وجهاده الممتد منذ عقود وخيانة لدمائه وتضحيات أبنائه".