استمع إلى الملخص
- اختيار السنوار جاء بالإجماع من الأطر القيادية ومجلس شورى الحركة، مع دعم حماس له في مواجهة التحريض الإسرائيلي.
- يحيى السنوار، قائد عسكري بارز في حماس، أمضى 22 عاماً في السجون الإسرائيلية، ويُعرف بصلابته ومعرفته العميقة بالعقلية الإسرائيلية.
أعلن أبو عبيدة، الناطق باسم كتائب القسام، الذراع العسكرية لحركة حماس، مبايعة الكتائب يحيى السنوار رئيساً للمكتب السياسي للحركة خلفاً للشهيد إسماعيل هنية الذي اغتالته إسرائيل في طهران.
وأضاف أبو عبيدة في منشور له على تليغرام، أن: "كتائب القسام تعلن جهوزيتها الكاملة لتنفيذ قرارات السنوار"، لافتاً إلى أن كتائب القسام "ترى أن اختيار السنوار رئيساً للحركة خلفاً لهنية دليل على حيوية الحركة وتماسكها وقوتها".
وأعلنت حركة المقاومة الفلسطينية (حماس)، مساء الثلاثاء، اختيار يحيى السنوار رئيساً للمكتب السياسي للحركة خلفاً للشهيد إسماعيل هنية الذي اغتالته إسرائيل في طهران. وبذلك يكون السنوار رابع من يترأس المكتب السياسي لحماس بعد موسى أبو مرزوق (1992 - 1996) وخالد مشعل (1996 - 2017) وإسماعيل هنية (2017 - 2024).
وجاء اختيار يحيى السنوار وفق معلومات حصلت عليها "العربي الجديد"، بناء على إجماع في الأطر القيادية ومجلس شورى الحركة في الخارج الذي انعقد عقب انتهاء مراسم استقبال العزاء بهنية التي أقيمت في الدوحة، وتأكيداً من الحركة دعمَها السنوار، في ظل التحريض الإسرائيلي الكبير ضده، باعتباره مهندس عملية "طوفان الأقصى" واقتحام الحدود بين القطاع والأراضي المحتلة.
وفي بيان آخر أصدرته "حماس"، قالت الحركة إنها قررت اختيار السنوار رئيساً للمكتب السياسي بعد مشاورات ومداولات معمّقة وموسعة في مؤسسات الحركة القيادية. وأكدت أنها إذ "تعبّر عن ثقتها بالأخ أبي إبراهيم قائداً لها في مرحلة حساسة، وظرف محلي وإقليمي ودولي معقد، فإنها تسأل الله سبحانه وتعالى أن يوفقه ويسدد خطاه، وأن يكتب النصر المؤزر المبين لشعبنا وقضيتنا".
والسنوار المولود في عام 1962 لم يظهر للعلن منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وقبلها أيضاً لم يكن كثير الظهور منذ إطلاق سراحه في صفقة الأسير الإسرائيلي جلعاد شاليط عام 2011، ويعتقد أنه لا يزال في نفق ويحيط نفسه بأسرى إسرائيليين، ويقال في الكواليس والغرف المغلقة إنه واحد من أكثر قادة حماس معرفة بالعقلية الإسرائيلية وطريقة تفكيرها. وانتخب السنوار مرتين لرئاسة حماس في قطاع غزة خلفاً لهنية نفسه الذي انتخب رئيساً للمكتب السياسي لحماس لدورتين انتخابيتين قبل أن ينتقل من غزة إلى الدوحة لإدارة شؤون الحركة في أقاليمها الثلاثة.
ويعرف عن الرجل الذي أمضى 22 عاماً في السجون الإسرائيلية صلابته وعناده، كما أنه يميل في شخصيته وتكوينه إلى الشخصية العسكرية وليس إلى السياسية، ومنذ الإفراج عنه في صفقة شاليط وحتى انتخابه لرئاسة حماس أول مرة لم يكن يظهر للعلن كثيراً، وحتى بعدها كان نادر الظهور، لكنه كان أحد أقل قادة حماس والفصائل الفلسطينية تصريحاً لوسائل الإعلام.
ويحيى السنوار هو مهندس معركة "سيف القدس" التي أطلقتها المقاومة في عام 2021 رداً على الاعتداءات الإسرائيلية في حي الشيخ جراح والقدس والضفة الغربية، ومنذ ذلك الحين كثر الحديث الإسرائيلي عن ضرورة التخلص منه واغتياله.
وبحسب النظام الداخلي لحركة حماس، يجري اختيار الشخصيات في المناصب القيادية عبر انتخابات داخلية تُجرى كل أربع سنوات، ويشارك فيها أعضاؤها في قطاع غزة وفي سجون الاحتلال الإسرائيلي. ويختار الشخصيات لمنصب معين أعضاء مجلس الشورى، ومن ثم تُطرَح الأسماء للتصويت عليها، والفائز بأعلى أصوات يحوز المنصب.