آلاف الفلسطينيين يشيعون جثمان الشهيد رأفت عيسة في جنين

10 نوفمبر 2022
أطلقت قوات الاحتلال النار على الشهيد خلال محاولته تجاوز جدار الفصل العنصري (Getty)
+ الخط -

شيع آلاف الفلسطينيين، ظهر اليوم الخميس، جثمان الشهيد العامل رأفت علي عبد الله عيسة (29 عاماً) إلى مثواه الأخير في بلدة صانور جنوب جنين، شمالي الضفة الغربية، بمشاركة شعبية وفصائلية.

وانطلق موكب تشييع جثمان الشهيد من أمام مستشفى الشهيد خليل سليمان الحكومي في مدينة جنين بمسيرة جابت شوارع المدينة، ثم نقل جثمان الشهيد من منطقة دوار جنين الرئيسي بواسطة مسيرة مركبات إلى مسقط رأسه في قرية صانور، وهناك ألقت عائلته نظرة الوداع عليه، ونقل بعدها إلى مسجد صانور الكبير حيث أديت عليه صلاة الجنازة بعد صلاة الظهر.

بعد ذلك، انطلقت مسيرة حاشدة، شارك فيها نحو أربعة آلاف فلسطيني من صانور وقرى وبلدات محافظة جنين، جابوا شوارع صانور وهم يحملون جثمان الشهيد عيسة الذي لف بالعلم الفلسطيني، على وقع الهتافات المنددة بجرائم الاحتلال، ورفعت خلال المسيرة أعلام فلسطين ورايات الفصائل الوطنية، فيما وصل جثمان الشهيد إلى مقبرة شهداء صانور، حيث ووري الثرى.

وبحسب الناطق باسم إقليم حركة فتح في جنين نصري حمامرة في حديث لـ"العربي الجديد"، فإن زوجة الشهيد عيسة وطفلته الوحيدة ووالديه وصلوا، اليوم الخميس، من الأردن، لإلقاء نظرة الوداع الأخيرة عليه، علماً أن الشهيد يسكن في الأردن وله أقارب في صانور، ووصل قبل نحو شهرين  للعمل في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948، لكن جنود الاحتلال أطلقوا النار عليه خلال محاولته الوصول إلى العمل يوم أمس الأربعاء.

وشدد حمامرة على أن ما جرى بحق العامل عيسة يدلل على عنجهية الاحتلال الإسرائيلي الذي يعلن حرباً شاملة على الشعب الفلسطيني، مؤكدًا أن الاحتلال الإسرائيلي والمجتمع الدولي يتحملان مسؤولية ما يجري، خاصة المجتمع الدولي الذي لا يقوم بمحاسبة حقيقية لإسرائيل على جرائمها.

وأطلقت قوات الاحتلال النار على الشاب عيسة يوم أمس، خلال محاولته دخول الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948 عبر فتحة في جدار الفصل العنصري المقام على أراضي قرية عانين غرب جنين، فأصابته بقدميه، وتأخرت بعلاجه، ما أدى لإصابته بنزيف حاد، وتسلمه الهلال الأحمر الفلسطيني عصر أمس، وأعلن عن استشهاده بعد وقت قصير، وفق ما أكده لـ"العربي الجديد" مدير الهلال الأحمر الفلسطيني في جنين محمود السعدي.

في شأن آخر، أغلقت قوات الاحتلال الإسرائيلي، عدة ساعات، اليوم الخميس، حاجز الجلمة العسكري المقام شمال شرقي جنين، ومنعت فلسطينيي الداخل المحتل عام 1948 من الدخول إلى مدينة جنين.

على صعيد آخر، اندلعت مواجهات بين الفلسطينيين وقوات الاحتلال، اليوم الخميس، قرب المدخل الشمالي لمدينة البيرة الملاصقة لمدينة رام الله وسط الضفة الغربية، كما اندلعت مواجهات أخرى في منطقة جبل الطويل في مدينة البيرة.

وأفاد الهلال الأحمر الفلسطيني في بيان صحافي، بأن طواقمه نقلت لمستشفى رام الله إصابتين بجروح بالرصاص الحي خلال مواجهات اندلعت قرب حاجز "بيت إيل" العسكري المقام على المدخل الشمالي لمدينة البيرة.

وأصيب عشرات الطلبة الفلسطينيين، اليوم الخميس، بحالات اختناق بالغاز السام المسيل للدموع، إثر قمع قوات الاحتلال مسيرة طلابية انطلقت من مدارس بلدة بيت أمر شمال الخليل جنوبي الضفة، إحياء للذكرى الثامنة عشرة لاستشهاد الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، وفق تصريحات للناشط الإعلامي في البلدة محمد عوض، مشيراً إلى أن قوات الاحتلال أغلقت بالتزامن البوابة الحديدية المقامة على مدخل البلدة ومنعت التنقل عبرها.

من جانب آخر، اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، مساء اليوم الخميس، الأسير المحرر مجدي رجا أبو الهيجا من مخيم جنين شمال الضفة أثناء عمله في مخبز على مفرق بلدة عجة جنوبي جنين، كما اعتقلت الفتى كرم أبو طبيخ (15 عامًا) من مدينة قلقيلية شمال الضفة، خلال تواجده بالقرب من الحاجز المقام على المدخل الشمالي للمدينة.

واعتقلت قوات الاحتلال، اليوم الخميس، الفلسطيني عمار زاهدة من مدينة الخليل، وأغلقت المدخل الجنوبي للمدينة، بينما نصب مستوطنون معرشاً في الأغوار الشمالية الفلسطينية، وسط مخاوف أن يكون ذلك مقدمة لإقامة بؤرة استيطانية لإغلاق مئات الدونمات الرعوية أمام الرعاة والمزارعين، وفق تصريحات للناشط الحقوقي عارف دراغمة.

وأشار دراغمة إلى أن قوات الاحتلال دهمت، اليوم الخميس، منطقة حمصة بالأغوار الشمالية وأخطرت بوقف بناء خيام ومنشآت لعائلتين، فيما لفت مسؤول ملف الأغوار بمحافظة طوباس معتز بشارات، في تصريح صحافي، إلى أن قوات الاحتلال صورت كذلك مساكن المواطنين وحظائر أغنامهم في المنطقة.

المساهمون