آلاف التونسيين يتظاهرون ضد إجراءات قيس سعيد: "الشعب يريد عزل الرئيس"

تونس

بسمة بركات

avata
بسمة بركات
26 سبتمبر 2021
تونس
+ الخط -

تظاهر الآلاف في شارع الحبيب بورقيبة وسط العاصمة تونس، اليوم الأحد، رفضاً للانقلاب والخروج عن الدستور.

وانطلقت المظاهرة قبل موعدها المحدد، منتصف النهار، وتوافد التونسيون بكثافة إلى شارع بورقيبة قبالة المسرح البلدي، في مشهد يفوق بكثير مظاهرة السبت الماضي، 18 سبتمبر/أيلول، برغم التضييقات التي فرضتها قوات الأمن على دخول العاصمة وعلى الوصول إلى شارع بورقيبة نفسه، ما يعكس توسع جبهة رافضي الانقلاب.

ورفع المتظاهرون الأعلام ونسخة من الدستور التونسي، تعبيراً عن رفضهم حادثة حرقه أمس السبت على يد مجموعة تدعي الدفاع عن قيس سعيد.

كما رفع المتظاهرون شعارات رافضة للانقلاب "الشعب يريد إسقاط الانقلاب" و"الشعب يريد عزل الرئيس" و"بالروح بالدم نفديك يا وطن"، و"يا شعب ثور ثور ضد الديكتاتور"، وهاجم كثيرون فرنسا، معتبرين أن الانقلاب يحمل بصمة فرنسية على حد قولهم.

وشهدت الاحتجاجات مشاركة شخصيات وطنية وبعض المسؤولين الحزبيين، مع الإشارة إلى خروج مظاهرة في مدينة تطاوين جنوب تونس اليوم الأحد، وأخرى في مدينة صفاقس وسط شرق تونس أمس السبت، وكذلك في العاصمة الفرنسية باريس.

 

وأكد القيادي في حركة "النهضة"، الحبيب خضر، الذي شغل مهمة مقرر عند كتابة دستور 2014، في تصريح لـ"العربي الجديد " أن "هذا الحضور المكثف يؤكد أن الدستور يتضمن آليات تحميه من داخله"، مبيناً أنه "إذا تم تجاوز هذه الآليات فهناك شعب يحميه، وهذه عينة من الشعب التونسي رغم التضييقات التي حاولت منع المحتجين من بقية المحافظات من القدوم إلى شارع الحبيب بورقيبة حيث تم إيقاف الحافلات التي كانت تقلهم".

وقال خضر: "إن الدستور هو دستور الثورة، وهو دستور بناء الدولة الديمقراطية الاجتماعية، والتي ما زلنا نطمح جميعا لاستكمال بنائها وتركيز هياكلها".

وأكد بلقاسم محمودي، وهو طبيب، أن "هذه الهبة الشعبية من كل أطياف المجتمع جاءت لحماية تونس وحماية دستورها"، مضيفا أن "تونس يجب أن تعيش بالانتخاب وفي كنف الشرعية. وتابع أن "تونس تبنى بالانتخابات وليس بالانقلابات"، مشيراً إلى أن "شعب تونس يحب تونس ورايتها، وهو صف واحد من أجل الوحدة الوطنية ومن أجل نجاح ديمقراطيتها".

وأوضح أنهم "قدموا كمواطنين يدافعون عن الشرعية، وليس وراءهم أحزاب ولا منظمات"، مؤكدا أن "شعب تونس لا يهان وكرامته مصانة فهو الشعب الذي أنجز انتخابات وتداولا سلميا للسلطة، ولن يقبل بالعودة إلى الظلم وحكم الفرد الواحد".

وأكد مراد، موظف، أنه "ضد الانقلاب، فالمراسيم التي اتخذها قيس سعيد لا تقبل الطعن وهو الحاكم بأمره، وهذا غير مقبول في نظام برلماني منتخب"، مؤكداً أن "وقفتهم اليوم هي للتنديد والتعبير عن رفضهم القرارات المتخذة من قبل سعيد".

وأفادت آمال، ربة بيت، بأن "ما حصل يتطلب نزول كل القوى إلى الشارع، خاصة إذا تعلق الأمر بالحريات والحقوق والنظام الديمقراطي"، مؤكدة أنها "لم تتردد في القدوم والصراخ مع المحتجين، لأنه لا يجب الرجوع إلى فترة حكم الفرد الواحد، ونظام طغيان بن علي، فالدستور كتب بدماء الشهداء ولا مجال للتراجع عنه وضد كل من يتطاول على الدستور".

وفي كلمة إلى المحتجين، قال أستاذ القانون الدستوري، جوهر مبارك: "إن سعيد يحاول إجهاض الثورة باسم الثورة"، مبيناً أن "قوى الشر حاولت وعلى امتداد 10 أعوام إسقاط الثورة ولكن تم التصدي لها وإفشال محاولاتها"، مضيفاً أن "الانقلاب يسقط وسيتم التصدي له أيضا". وأضاف مبارك أن "قيس قبل أن يكون مجرد أداة في يد القوى المناهضة للثورة التي تريد وأدها" مؤكداً أن "سعيد أصبح فاقداً للشرعية والمشروعية وهو ساقط لا محالة".

واعتبر الناشط السياسي، حبيب بوعجيلة أن "السلطة للشعب، وقيس سعيد انقلب على الدستور باسم الإرادة الشعبية"، مؤكدا أن "سعيد لم يستمع للجماهير الشعبية ولأصواتها، وتراكم نضالاتها، وعليه أن يدخل في حوار حقيقي مع الناس طبق القانون والشرعية الدستورية، وإلا فإن هذه الجماهير قادرة على أن تسقط الانقلاب".

وأكد القيادي في حركة "النهضة"، نجيب مراد، في تصريح لـ"العربي الجديد"، أن "الآلاف يجتمعون اليوم في شارع الثورة أمام المسرح البلدي رداً على الانقلاب ولعزل قيس سعيد، لأنه خرق الدستور يوم 25 يوليو وعطل مؤسسات الدولة".

وبين مراد أن "سعيد لا يمكن أن يتحمل مسؤولية قيادة الدولة ويجب عزله، وهذه الوقفة تعبر عن مطلب شريحة واسعة من المجتمع التونسي"، مؤكداً أن "هذه الوقفة للرد على ما ادعاه قيس سعيد بأن أغلبية الشعب معه". وشدد مراد على أنه "لا بد من انتخابات مبكرة لمعرفة حقيقة الدعم الذي يدعيه الرئيس".

ويرى منجي، أحد المواطنين المشاركين في التظاهرات، أن "غلق الطرقات ومنع المحتجين من بقية المحافظات من الالتحاق بالوقفة دليل على أن لا شرعية للرئيس"، مؤكداً أن "الشرعية هي للشارع الذي حضر اليوم بكثافة وهو ذاته الذي أوصل سعيد للسلطة، وهذا الشعب نفسه هو الذي انتخب البرلمان والأحزاب وهو ذاته الذي أسقط بن علي". وشدد على أن "الشعب التونسي مسالم ورغم قرارات سعيد التي تهدف إلى تقسيم التونسيين، فإنه سيظل يدافع عن الشرعية".

ذات صلة

الصورة
عبد اللطيف المكي في العاصمة التونسية، إبريل 2020 (ياسين قايدي/الأناضول)

سياسة

استخدم الرئيس التونسي قيس سعيّد القضاء لتوجيه ضربة لمنافسيه في الانتخابات التونسية الرئاسية، حيث صدرت أحكام بالسجن على عدد من المرشحين.
الصورة
مسيرة احتجاجية في تونس للمطالبة بإطلاق سراح المعتقلين السياسيين، 25 يوليو 2024 (العربي الجديد)

سياسة

طالبت عائلات المعتقلين السياسيين في تونس بإطلاق سراحهم بعد مضي سنة ونصف سنة على سجنهم، وذلك خلال مسيرة احتجاجية انطلقت وسط العاصمة.
الصورة
مسيرة لجبهة الخلاص تطالب بتحديد موعد للانتخابات في تونس (العربي الجديد)

سياسة

أكدت جبهة الخلاص الوطني، في مسيرة حاشدة أهمية تحديد موعد واضح للانتخابات الرئاسية في تونس التي لم يبق عليها سوى بضعة أشهر
الصورة

سياسة

لم يتحدد موعد الانتخابات الرئاسية في تونس إلى غاية الآن، ولكنها قد تجرى ما بين شهري سبتمبر/ أيلول وأكتوبر/ تشرين الأول، وفق ما أعلنته هيئة الانتخابات.
المساهمون