"مواطنون ضد الانقلاب" في تونس: يوم 14 يناير سيكون "يوماً فارقاً" في مواجهة الانقلاب
أعلنت المبادرة التونسية "مواطنون ضد الانقلاب"، اليوم الخميس، أنها تستعد ليوم 14 يناير/ كانون الثاني، ليكون يوم غضب و يوما فارقا لمواجهة الانقلاب، مؤكدة أن هناك مشاورات مع عديد العائلات السياسية لتكوين جبهة سياسية بديلة للانقلاب.
وأضافت المبادرة التي نظمت مؤتمرا صحافيا اليوم الخميس في مقر إضراب الجوع الذي تخوضه مجموعة من الشخصيات الوطنية، أنها لن تفك هذا الإضراب الذي لم يعد ملكا للمبادرة، مبينة أن الإضراب لا يرجو مطالب من قيس سعيد، بل هو لتحقيق أهداف أخرى منها، تصحيح وضعية الاحتجاجات والسماح للمتظاهرين بالتعبير عن مطالبهم دون قمع، وتوحيد العائلة الديمقراطية وإعداد البديل السياسي لفترة ما بعد المنقلب ليخرج الإضراب باتفاق سياسي يكون بديلاً.
وقال عضو المبادرة الحبيب بوعجيلة في مداخلة له، إن هناك العديد من التفاعلات الدولية والرسائل التضامنية التي تصل إلى المبادرة، مبينًا أن الإضراب السياسي هو "صرخة حقوقية بأجساد المضربين ورسالة للعالم لمراقبة الصراع السياسي الحاصل"، مؤكدًا أن الهدف هو إيصال رسالة حول استعمال النظام أجهزة الدولة في الصراع.
ودعا إلى التوقف عن الضغط على القضاء لمواجهة خصوم الانقلاب، بما في ذلك المحاكمة السريعة للمنصف المرزوقي، مشيرا إلى أن بيان النقابات الأمنية خلال هذا الأسبوع يعكس الضبابية الحاصلة، مشيرا في الوقت ذاته إلى أن "الشارع أصبح واضحا وقد انتصر على شارع المنقلب وعلى التفويض الشعبي الذي يدعيه".
وقال إن الإضراب نجح وتحول إلى فضاء للحوار وإلى حلقات نقاش مستمرة، مؤكدا أنهم يرفضون تدويل القضية ويأملون سقوط الانقلاب.
كما أكد أن المبادرة في تواصل مستمر مع الاتحاد العام التونسي للشغل المعروف تاريخيا بانحيازه للخيار الديمقراطيـ معربًا عن توقع المبادرة وقوف الاتحاد في مواجهة الانقلاب، مضيفًا "يوم 14 يناير/ كانون الثاني سيكون يومًا للالتقاء".
وذكّر عضو الهيئة التنفيذية لمبادرة "مواطنون ضد الانقلاب" جوهر بن مبارك، بمضي 8 أيام على إضراب الجوع، مبينا في كلمته خلال المؤتمر أن مقر حزب "حراك تونس الإرادة" الذي يحتضن فعاليات الإضراب هو بيت غير مظلم كما يصفه المنقلب.
وأكد أن بعض المتربصين بالمسار الديمقراطي يتربصون بالإضراب ويشنون حملة ضده، كما أكد أن الإضراب من الناحية السياسية تحول إلى مركز ثقل سيتم الخروج منه بالانتصار، مشيرا إلى أن "أقنعة الانقلاب بدأت تسقط، وكل المراسيم والنصوص الصادرة منذ 25 يوليو/ تموز هي نصوص غير شرعية، وكل التزامات الانقلاب باطلة ولن يتم الاعتراف بها".
ولفت إلى أن هدف خارطة الطريق التي أعلنها الانقلاب هو احتكار السلطة التأسيسية السيادية عن طريق التحايل الإلكتروني، داعيا الشعب التونسي إلى مقاطعة هذه الاستشارة وعدم المشاركة فيها لأنها لا تعكس رغبة الشعب التونسي .
وقال إن سلطة الانقلاب انكشف أمرها في التعامل مع الحريات والحقوق، إذ برز ذلك في الاعتداء على حق التظاهر والتعبير والتنقل والسفر، مبينا أنه تبين أيضا زيف وعود سلطة الانقلاب التي أحبطت المسار الديمقراطي، وزادت تهميش المناطق والفئات المهمشة.
وقال بن مبارك في تصريح لـ"العربي الجديد"، إن يوم 14 يناير/ كانون الثاني سيكون مختلفا عن الاحتجاجات السابقة، نظرا للتعبئة التي ستحصل، داعيًا التونسيين للاستعداد ليكون هذا اليوم يوم غضب فارقا في مقاومة الانقلاب، مؤكدا أنهم سيخوضون نضالهم عن طريق الاحتجاج والتحركات.
وتابع أنهم سيقاضون حكومة بودن التي وضعت تدابير ونصوصا لتمويل الموازنة غير الشرعية، مشيرًا إلى أن هذا التمويل يعتبر اختلاسا للمال العام، مبينا أن كل الالتزامات المالية باطلة.
وحول الوضع الصحي للمضربين عن الطعام، قال بن مبارك إن وضعهم في تدهور وتحت المراقبة الطبية.
من جانبه، أكد عضو "مواطنون ضد الانقلاب" عز الدين الحزقي في كلمته، أنه خاض 33 إضرابا عن الطعام طيلة مسيرته، مشيرًا إلى اعتقاده بانتهاء زمن الإضرابات، إذ لم يتخيل يوما ما سيحصل له من اعتداء كما يقول.
وأكدت النائبة والمضربة عن الطعام فايزة بوهلال في تصريح لـ"العربي الجديد"، أن إضراب الجوع في يومه الثامن قاس، مشيرة إلى تصميم المضربين على مواصلة الإضراب رغم تدهور وضعهم الصحي، مؤكدة أن الدعم والمساندة من رافضي الانقلاب يمنحانهم جرعة جديدة كل يوم .
وأضافت أنهم ماضون قدما إلى حين تحقيق الهدف الأسمى من الإضراب وهو توحيد العائلة الديمقراطية وتكوين جبهة سياسية تضع مصلحة الوطن فوق كل اعتبار.
وأوضح القيادي في "حركة النهضة" العجمي الوريمي في تصريح لـ"العربي الجديد"، أن الإضراب مستمر وحقق نجاحا مهما، مبينا أنه تم وضع أولى اللبنات من خلال الحوارات والمشاورات مع عديد الأحزاب من أجل تشكيل مبادرة سياسية بديلة تتصدى للانقلاب.