"تحرير الشام" تنشر قواتها العسكرية بشكل كامل على جبهة جبل التركمان شرق محافظة اللاذقية

01 نوفمبر 2021
تمكنت "هيئة تحرير الشام" من قتل قائد "جماعة جند الله" أبو حنيفة الأذري (Getty)
+ الخط -

استطاعت "هيئة تحرير الشام" (جبهة النصرة سابقاً) نشر قواتها العسكرية بشكلٍ كامل على جبهة جبل التركمان شرق محافظة اللاذقية، وذلك بعد القضاء على جماعة "جند الله" الإسلامية التي يقودها أبو حنيفة الأذري، وإبعاد جماعة "جنود الشام" التي يقودها مسلم الشيشاني عن المنطقة من خلال اتفاق أُبرم بين الهيئة وقائد الجماعة.

وحول الجماعات الإسلامية المستقلة المتبقية في مناطق نفوذ سيطرة "هيئة تحرير الشام"، قالت مصادر من محافظة إدلب لـ"العربي الجديد" إن هناك جماعتين مستقلتين؛ الأولى تُطلق على نفسها اسم "أنصار الإسلام" وتتمركز في محيط مدينة جسر الشغور غرب محافظة إدلب، وفي منطقة دوير الأكراد ضمن منطقة سهل الغاب غرب محافظة حماة، وتتألف من نحو 200 عنصر جُلهم (سوريو الجنسية)، بالإضافة لجماعة "شام الإسلام" التي تتمركز في جبل التركمان شمال شرق اللاذقية، والتي تضم نحو 400 مقاتل بينهم 150 مقاتلاً وقيادياً (مغربي الجنسية)، بالإضافة لـ 50 مقاتلاً (سوادني الجنسية)، والبقية من العناصر السوريين.

وحول هاتين الجماعتين، أكد عباس شريفة، وهو باحث في مركز "جسور للدراسات"، أن "الجماعتين مرتبطتان بهيئة تحرير الشام، وتعملان تحت إمرة الهيئة، ومن المستبعد أن تتعاطى الهيئة مع هاتين الجماعتين بما أنهما تحت إمرتها". 

وأضاف أن "الهيئة تتبع سياسة عامة في الوقت الحالي، وهي التضييق على المهاجرين من أجل حملهم على الخروج الطوعي من إدلب وإنهاء هذا الملف من خلال الضغط الاقتصادي على المهاجرين والضغط الأمني دون عملية قتالية، لأن القتال يُشكل لهيئة تحرير الشام إحراجاً أمام جنودها".

إلى ذلك، لفتت مصادر مقربة من هيئة تحرير الشام، في حديث لـ "العربي الجديد"، إلى أن "الهيئة تمكنت من قتل أبو حنيفة الأذري قائد جماعة جند الله، وأبو حذيفة الأذري القائد العسكري لتلك الجماعة، بالإضافة لاعتقال تسعة قياديين غالبيتهم أذريون، ونحو 40 عنصراً من الجماعة خلال معاركهم في جبل التركمان خلال الأسبوعين الفائتين، بالإضافة لبسط الهيئة سيطرتها على جميع مقرات الجماعة، ومصادرة كافة معداتهم العسكرية بما فيها الأسلحة الفردية الخفيفة".

وأوضح شريفة أن "استهداف جماعة جند الله من قبل تحرير الشام جاء لعدة أسباب؛ السبب الأول أن جماعة جند الله اعتبرتها الهيئة أنها امتداد للجماعة الأذرية التكفيرية التي كانت في عام 2014 تتمركز بريف المهندسين غرب محافظة حلب، وتم هناك تفكيكها، ومن ثم تجمعت في منطقة جبل التركمان شرق محافظة اللاذقية". 

وأضاف "السبب الثاني أن تحرير الشام اعتبرت أن سرايا أبي بكر الصديق التي كانت تستهدف الأرتال التركية في منطقة إدلب، هي عبارة عن مجموعات أو خلايا تابعة لجند الله الذين يحملون العقيدة التفكيرية".

وتابع "السبب الثالث يتعلق في مخاوف تحرير الشام من أن تتحول جماعة جند الله إلى بؤر جاذبة للعناصر الساخطة سواءً من خلايا تنظيم (حراس الدين) المتشدد، أو عناصر تنظيم "القاعدة" أو التنظيمات الأخرى حتى ينضموا لهذه الجماعة ويصنعوا كتلة عسكرية حرجة يستطيعون من خلالها فرض وجودهم، إضافة إلى ذلك رغبة الهيئة بالسيطرة على نقاط الرباط والجبهات وإنهاء وجود أي فصيل خارج غرف العمليات التي تقودها".

ويعتقد شريفة أنه "بالنسبة لجماعة جنود الشام التي يقودها مسلم الشيشاني، فإنه تم تفريغ نقاط رباطهم في جبهات الساحل، لكنهم لا يزالون موجودين، وأعتقد أنهم يعملون الآن مع كتائب التركستان بعدما لجأ إليهم مسلم الشيشاني، أما جماعة جند الله فمن المتوقع أن يتحولوا إلى خلايا نائمة وإلى حالة فردية بعدما تم سلب سلاحهم ونقاط الرباط التي كانت موجودة".

وأشار شريفة إلى أنه "لم يبق حالياً أي من الفصائل الإسلامية خارج سيطرة تحرير الشام، الكل الآن بما فيهم التركستان مبايعون للهيئة ويعملون تحت سيطرتها وإدارتها، وكل الفصائل منضوية تحت غرف العمليات التي تقودها أو تديرها تحرير الشام".

وأما بالنسبة لمستقبل تحرير الشام في إدلب، نوه شريفة إلى أن "الهيئة مُسيطرة تماماً على منطقة إدلب من خلال ثلاثة أذرع أساسية وهي: الذراع الاقتصادي، ويتمثل في السيطرة على المعابر، والذراع الإداري، ويتمثل في السيطرة على حكومة الإنقاذ ومجالس الإدارة المحلية، والذراع الأمني من خلال جهاز الأمن العام التابع لهيئة تحرير الشام، وسيطرة عسكرية كاملة باعتبارها القوة الأكبر والتي تفرض سيطرتها على المنطقة".

وأضاف "السيطرة متحققة اليوم لتحرير الشام" مشيراً إلى أنها أنهت حالة الفصائل المستقلة غير التابعة لأي غرف عمليات، والتي تعمل بشكل منفرد من خلال القضاء على "جند الله" و"جنود الشام".

المساهمون