"الحشد الشعبي" تنظم استعراضها العسكري الأول غداً السبت

25 يونيو 2021
الاستعراض العسكري يحمل رسائل إلى الداخل والخارج (أحمد الربيعي/فرانس برس)
+ الخط -

تُنظم الفصائل العراقية المسلحة ضمن "الحشد الشعبي"، غداً السبت، استعراضاً عسكرياً داخل المعسكر الرئيس لجماعة "مجاهدي خلق" الإيرانية المعارضة، وهو الاستعراض الأول من نوعه، بمناسبة ما قالت إنه ذكرى تشكله السابعة، فيما كشفت مصادر لـ"العربي الجديد" أن العرض سيتخلله عرض طائرات مسيرة إيرانية الصنع.

وأكد مصادر مقربة من "الحشد الشعبي" لمراسل "العربي الجديد"، اليوم الجمعة، أنه سيتم عرض طائرات مسيرة إيرانية الصنع، إضافة إلى دبابات (تي 72) وصواريخ متوسطة المدى خلال الاستعراض.

ووفقاً للمصادر ذاتها، فإن العرض سيتضمن أيضاً مدافع وأسلحة هجومية مختلفة، أغلبها يعود لفصائل محددة حليفة لإيران استقدمت ترسانتها للمشاركة في الاستعراض، من بينها كتائب "حزب الله" و"النجباء" و"عصائب أهل الحق" و"البدلاء" و"سيد الشهداء".

وأشار أيضاً إلى بدء مسلحين في "الحشد الشعبي"، منذ فجر الجمعة، بعملية إغلاق طريق الخالص ـ بعقوبة ضمن عملية تأمين الاستعراض العسكري للفصائل المسلحة.

وتعليقاً على ذلك، قال الخبير بالشأن السياسي العراقي أحمد النعيمي أن العرض المرتقب لفصائل الحشد "عبارة عن مجموعة رسائل للداخل والخارج".

وأوضح النعيمي، في حديث لـ"العربي الجديد"، أن "وجود طائرات مسيرة قاصفة شبيهة بتلك الموجودة في اليمن المعروفة باسم صماد 3، وكذلك الصواريخ متوسطة المدى، رسائل غير مريحة لدول الجوار، وتحديداً السعودية التي تمتلك أكثر من 800 كيلومتر من الحدود مع العراق".
وبين أن "الداخل سيتلقى رسائل من مليشيات وليس من هيئة الحشد الشعبي، إذ أثبتت التجارب أن هيئة الحشد الشعبي عبارة عن غطاء إداري لتوزيع الرواتب لا أكثر، وأن الفصائل تعمل بموجب ارتباطها وتوجهاتها ومصالحها".
وأصدرت رئاسة "الحشد الشعبي"، أمس الخميس، بياناً ذكرت فيه أن الاستعراض سيقام في محافظة ديالى، داخل المعسكر الرئيس لجماعة "مجاهدي خلق" الإيرانية المعارضة التي غادرت العراق عقب الغزو الأميركي للبلاد.
وبحسب بيان صدر عن "هيئة الحشد الشعبي"، فإن الاستعراض سيقام في "أرض معسكر الشهيد ابو منتظر المحمداوي (معسكر مجاهدي خلق)، وسينطلق في الساعة الثامنة صباحاً.
ويشهد الاستعراض، بحسب البيان، حضور قيادات "الحشد الشعبي" وعوائل قتلى الفصائل المسلحة، إضافة إلى شخصيات دينية وثقافية واجتماعية.
ولم يذكر البيان ما إذا كان رئيس الحكومة مصطفى الكاظمي سيشارك في الاستعراض من عدمه، لكن مصادر سياسية في بغداد قالت لـ"العربي الجديد" إنه تم توجيه دعوة إليه، ولا يعلم لغاية الآن ما إذا كان سيلبيها أم لا، لكن هناك قيادات عسكرية عراقية ستكون موجودة".

وأوضحت أن "شخصيات سياسية ونواباً وقادة كتل سيشاركون في العرض العسكري كضيوف، إضافة إلى وجود قادة مليشيات وأعضاء بارزين فيها".
ومنذ أسابيع، دخلت حكومة رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي في توترات كبيرة مع فصائل في "الحشد الشعبي" حليفة لإيران، أبرزها "كتائب حزب الله" و"عصائب أهل الحق" و"النجباء"، على خلفية اعتقال القيادي في مليشيات "الطفوف" قاسم مصلح بتهمة اغتيال ناشطين مدنيين في كربلاء، جنوبي العراق.
ونقلت قناة "صابرين نيوز"، المنصة الإعلامية لمليشيات "كتائب حزب الله"، على تطبيق تلغرام، جانباً من الاستعدادات لإقامة الاستعراض.


ويقع المعسكر الذي سيقام فيه استعراض الفصائل المسلحة على بعد 10 كيلومترات من بلد الخالص شمال مدينة بعقوبة، مركز محافظة ديالى، ويمثل المعسكر المعقل الرئيس لجماعة "مجاهدي خلق الإيرانية" المعارضة، والتي انسحبت منه عام 2012 عقب هجمات قادتها جماعات مسلحة وسلسلة تضييق من الحكومة العراقية، انتهت بمبادرة أممية تكفلت بنقل أعضاء الجماعة من العراق إلى دول عدة. 
ويخضع المعسكر البالغة مساحته نحو 20 كيلومتراً مربعاً، حالياً، لسيطرة فصائل مسلحة عدة مدعومة من طهران، ويعتقد أنه المركز الرئيس لتطوير أسلحة فصائل الحشد، بما فيها الصواريخ والطائرات المسيرة.
واعتبر اليوم الذي أصدر فيه المرجع الديني علي السيستاني فتوى "الجهاد الكفائي"، في الثالث عشر من يونيو/حزيران عام 2014، إثر اجتياح تنظيم "داعش" مساحات واسعة من مدن شمالي وغربي البلاد، ذكرى تأسيس "الحشد الشعبي"، والتي صوّت البرلمان في العام 2016 على مشروع قرار قدمته قوى سياسية عدة اعتبرت فيه "الحشد الشعبي"، منظومة أمنية رسمية وأقرت لعناصرها رواتب شهرية مكافئة لرواتب الجندي في الجيش العراقي، وموازنة تسليح وتطوير سنوية.

غير أن ذلك لم يغلق باب الجدل والمطالبات بحل تلك الفصائل أو دمجها في صفوف الجيش والشرطة، بسبب استمرار تحديها للدولة والخروج عن قراراتها.

 
المساهمون