على الرغم من مرور أسبوع كامل على إعلان بغداد تحرير كامل الأراضي والمدن العراقية من سيطرة تنظيم "داعش" الإرهابي، إلا أن الحديث عن التنظيم وما بعده، ما زال يهيمن على الشارع العراقي في المنازل والمقاهي وحافلات النقل العمومي، وفي أي مكان يمكن أن يجتمع فيه أكثر من ثلاثة أشخاص يتحدثون في شؤون وهموم الوطن.
"العربي الجديد" تجوّل في شوارع العاصمة العراقية بغداد، واستطلع آراء عدد من المواطنين حول أمنياتهم لمرحلة ما بعد "داعش"، التي أجمعت كلها على أهمية توفير الحقوق والعيش بكرامة ومحاربة كل أشكال الفساد.
يقول المواطن علي السوداني: "بعد الانتصار على داعش أتمنّى من الحكومة أن توفر لنا الأمان، وهذا أضعف الإيمان، وأن تقضي على الفساد لأنه الآفة أو الباب الذي أدخل التنظيم للعراق".
في حين يقول جورج عيسى: "سعيد للخلاص من داعش، من أجل المسيحيين والمسلمين وكل العراقيين، لكن أتمنّى من الحكومة ألا تنسى من قاتل وضحى، وأن تقوم بتكريمهم".
أما الشاب عمار أحمد الذي فقد ثلاثة من إخوته خلال القتال ضد تنظيم "داعش" فيقول "أتمنى من الحكومة العراقية أن تقطع جذور داعش الفكرية، وأن توقف التصريحات الطائفية من السياسيين، وتضع حداً للنزاع الطائفي في الإعلام فالشعب منها بريء". ويتابع: "إن لم يتوقف الخطاب السياسي الطائفي سنكون قد عدنا للنقطة الصفر، كأننا لم نفعل شيئاً ولم نضحّ وسيعود داعش مجدداً".
أما كميل أبو حسن فيقول "أمنياتنا بسيطة من الحكومة العراقية قياساً بالتضحيات التي قدمناها في المعارك من دماء وبنى تحتية كبيرة أرهقت ميزانية البلاد وأرقام الأموال الطائلة التي استنزفت المواطن، في المقابل نتمنى القضاء على الفساد، فالبلاد فيها خيرات كثيرة، إلى متى يبقى الخير في باطن الأرض والفقر على سطحها؟".
ولم يخف مصطفى العبيدي فرحته بالانتصارات على "داعش"، مشجعاً الحكومة العراقية في خطواتها التي أعلنتها بضرب الفساد بيد من حديد، واصفاً الفاسدين بدواعش السياسة، ويضيف أن "القضاء على داعش سياسياً هو الأهم الآن بعد الانتصار عليه في ساحة المعارك، فالسياسي الفاسد هو الداعشي، وعلى الحكومة القضاء على الفساد في مفاصل الدولة".