صرخات موجعة من مخيم بزيبز العراقي: نازحون يشكون أحوالهم

28 اغسطس 2024
نازحون بمخيم بزيبز العراقي، في 26 أغسطس 2024 (إكس)
+ الخط -

أثارت صرخات ومناشدات نازحين عراقيين في مخيم بزيبز بمحافظة الأنبار العراقية، تداولتها مواقع التواصل الاجتماعي في البلاد، موجة انتقادات موجهة للحكومة بسبب إهمال الملف، وسط معاناة إنسانية وانعدام شامل لأبسط متطلبات الحياة.

وعلى مدى اليومين الأخيرين، تداول نشطاء ومدونون عراقيون مقاطع فيديو من داخل مخيم بزيبز الذي ما زالت تسكنه العديد من العوائل التي لم تستطع العودة إلى مناطقها بسبب سيطرة بعض الفصائل المسلحة عليها في منطقة العويسات بالأنبار وجرف الصخر في بابل.

ومن داخل خيمة في مخيم بزيبز العراقي بدا أحد النازحين في حالة يُرثى لها، وهو يشكو وضعه، موجهاً خطابه لوزيرة الهجرة والمهجرين العراقية إيفان جابرو، مؤكداً أنها "أهملت الملف بشكل كبير، وأنها لم تتابع أحوال النازحين. لا تصلنا مساعدات إلا في كل 6 أو 7 أشهر حصة واحدة فقط"، مبيناً أن "الوزيرة وعدتنا بمولدات للكهرباء ومبردات هواء، ولم نحصل على شيء".

وقال النازح: "أدعو الوزيرة إلى أن تأتي للمخيم مع أطفالها وأن يبقوا لساعة واحدة فقط في الخيمة، ليروا مأساة حرارة الجو القاتلة"، متسائلاً: "ما عمل وزارة الهجرة، وما إنجازاتها بالملف؟".

كذلك نقل نازح آخر معاناته عبر مقطع فيديو، صوّر فيه خزانات الماء وهي خالية، مؤكداً أنهم لم يحصلوا على الماء "منذ أكثر من 20 يوماً"، وأن معاناتهم شديدة، إذ لا يستطيعون غسل ملابسهم، كذلك فإنهم عاجزون عن طهي الطعام لعدم وجود المياه.

مأساة مخيم بزيبز وسط صمت حكومي

المناشدات التي انتشرت على مواقع التواصل لم تجد أي رد من وزارة الهجرة أو أي جهة مسؤولة أخرى، على الرغم من أنها أثارت تعاطفاً شعبياً وموجة غضب من ناشطين ومدونين، انتقدوا "الصمت الحكومي إزاء الملف".

المدونة سلسبيل الشمري، علّقت على تلك المقاطع المصورة، على صفحتها في منصة "إكس"، قائلة: إن "نسيان النازحين خطيئة".

فيما علّق الإعلامي عمر الجنابي، على مقاطع الفيديو، قائلاً: "حال النازحين في مخيم بزيبز غرب بغداد في ظل حكومة الخدمات.. عراقيون يعيشون في خيم مهترئة منذ أكثر من 10 سنوات، ولا يوجد لديهم ماء للشرب".

 من جهته، أطلق زعيم حزب السيادة، خميس الخنجر، حملة لدعم النازحين في المخيم، وقال في بيان له للحزب، مساء أمس، إنّ "الحملة الإنسانية التي نفّذت تحت شعار (قوافل الغيث)، استهدفت آلاف العوائل في مخيم بزيبز التي تعاني ظروف النزوح، لتكون هذه القوافل عاملاً مهماً للتخفيف من حدة واقعهم وشظف عيشهم"، مؤكداً أنه "وزعت آلاف السلال الغذائية المتنوعة، بالإضافة إلى توفير المياه الصالحة للشرب، فضلاً عن تلبية الاحتياجات الخاصة للمرضى وكبار السن والأيتام والأرامل".

ونهاية يوليو/ تموز الماضي، تراجعت الحكومة العراقية عن تنفيذ قرار إغلاق مخيمات النازحين في العراق نهائياً، وأتى إعلان حكومة بغداد تأجيل عملية التنفيذ، وقد ربطت ذلك بالعمل على تهيئة الظروف المناسبة لعودة العراقيين المهجّرين إلى مناطقهم الأصلية بعد انتقادات لمحاولاتها إغلاق المخيمات من دون توفير الظروف المناسبة.

قضايا وناس
التحديثات الحية

يُذكر أنّ قرار الإغلاق الشامل للمخيمات كان قد قوبل باعتراضات كثيرة من قبل حقوقيين وسياسيين وغيرهم، إذ رأى هؤلاء أنّ الظروف غير مناسبة لذلك، وأنّ الأمر سيسبّب أزمات أخرى. وكانت منظمة "هيومن رايتس ووتش" قد حذّرت أخيراً من أنّ خطط إغلاق مخيمات النازحين في العراق تُهدّد حقوق كثير من المقيمين فيها.

المساهمون