تشير تقارير حكومية ومنظمات محلية ودولية إلى وجود أكثر من 600 ألف نسمة ما زالوا محاصرين في أحياء الجانب الغربي من مدينة الموصل، الذي تقدر مساحته بنحو 15 كيلومترا مربعا ويضم نحو 46 حيا سكنيا، مع انعدام الممرات الآمنة التي وعدت بها الحكومة العراقية سابقا وعدم إمكانية هروبهم إلى خارج المدينة.
ويشهد الجانب الغربي من المدينة موت العشرات من السكان يوميا نتيجة القصف العنيف، إضافة إلى موت آخرين نتيجة مضاعفات انعدام الغذاء والدواء والماء الصالح للشرب.
وأكدت مصادر محلية في مدينة الموصل لـ"العربي الجديد"، أن "سكان الجانب الغربي من المدينة يعانون أوضاعا إنسانية مأساوية نتيجة نفاد المواد الغذائية واشتداد آثار الجوع على كثير من العوائل التي باتت تأكل الأعشاب التي تنبت في حدائق المنازل".
وأضافت المصادر أن "أغلب العوائل نفد ما لديها من طعام مع ارتفاع أسعار المواد الغذائية، إنْ وُجدت، ما اضطر أغلبها لتناول وجبة واحدة خلال يوم كامل"، مشيرين إلى أن "السكان المحاصرين لجأوا إلى طرق بدائية في إعداد الطعام وكذلك التدفئة مستخدمين في ذلك الخشب وأوراق الكتب وسط موجة البرد القارس التي تشهدها المدينة هذه الأيام".
وأشارت مصادر طبية في مدينة الموصل لـ"العربي الجديد"، إلى أن "المستشفيات والمراكز الطبية في الجانب الغربي من مدينة الموصل بلا مواد طبية وأدوية لعلاج الحالات المرضية والمصابين جراء القصف المستمر، ما يؤدي في أغلب الأحيان إلى الوفاة".
وقال عضو مجلس محافظة نينوى عبد الرحيم الشمري، لـ"العربي الجديد"، إن "أكثر من 500 ألف مدني من الموصل يواجهون المجاعة بسبب الحصار المفروض على المدينة وأسرهم من قبل داعش، والطوق العسكري الذي تفرضه القوات الأمنية"، لافتاً إلى أن "الحصار ساهم في إضعاف قوة تنظيم داعش وأربك مخططاته، لكنه في الوقت ذاته تسبب في حدوث مجاعة كبيرة بين السكان".
وطالب الشمري الحكومة العراقية "بضرورة التعامل مع وجود مئات آلاف السكان المحاصرين في غرب الموصل، وإيجاد ممرات آمنة تسمح لهم بالخروج من مناطق القتال وضمان سلامتهم ووضع حد لمعاناتهم الطويلة".
وأفاد العميد فراس بشار في قيادة عمليات نينوى "العربي الجديد"، بأن "الحصار على مناطق غرب الموصل اشتد كثيرا بعد سيطرة قوات الحشد الشعبي على طريق سنجار - تلعفر الواقع شمال غرب الموصل، والذي أدى إلى قطع طريق دخول المواد الغذائية إلى داخل مدينة الموصل".
أضاف بشار أن "قيادة العمليات المشتركة وضعت خططا لفتح ممرات آمنة للسكان المحاصرين بالتنسيق مع منظمات دولية تستعد هي الأخرى لاستقبال موجة جديدة من النازحين، يتوقع حدوثها خلال انطلاق معارك السيطرة على أحياء غرب مدينة الموصل".
وأعلنت القوات الأمنية العراقية سابقا عن إكمال استعداداتها لبداية الهجوم على جانب الغربي لمدينة الموصل للقضاء على آخر معاقل تنظيم "داعش" في الموصل، وهي بانتظار أوامر رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، بحسب تصريح قائد العمليات المشتركة الفريق عبد الأمير رشيد يار الله.