رافع شاهين.. الوجه الأول والأخير على الشاشة الأردنية

07 فبراير 2015
حسن شاهين ووالده رافع شاهين (العربي الجديد)
+ الخط -

قد لا يعرف الجيل الحالي من هو الإعلامي الأردني رافع شاهين (1943 - 2001)، الذي اشتهر في ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي ببرنامجه الشيق "فكر واربح" الذي ذاع صيته عربياً بين الناس، قبل انتشار موجة القنوات الفضائية، وشراء برامج المسابقات العالمية و"استنساخها" أو "تعربيها"، حيث ابتكر الإعلامي الراحل برنامجه ورتب فقراته حسب ما يستهوي الناس من المعلومة الدقيقة و"الشو البسيط"، حيث كان شاهين يخاطب الجمهور بلغة يفهمونها وتحترم قدراتهم، ولا يستغفلهم، حتى أصبح نجما ينافس نجوم الغناء والتمثيل.

 وطيلة ثلاثين عاماً أو يزيد، بقي شاهين متربعاً على صولجان النجومية، فبقي المذيع التلفزيوني الأشهر، كيف لا، وهو الحريص على إشاعة البسمة في كل البيوت التي وقت ساكنوها؛ أن يتسمروا كل ليلة خميس أمام الصندوق الخشبي العتيق الذي يحتوي شاشة بالأبيض والأسود غالبا، تنتقي ببهجة على محطتها المتاحة صاحب البرامج الشعبية الهادفة.

لم يركن شاهين للنجاح الذي سوف يحققه تالياً، فهو الذي يعد أكثر الوجوه التلفزيونية الإعلامية شهرة منذ انضمامه في العام 1969 إلى أسرة التلفزيون الأردني، وحتى اليوم؛ إذ لم يحظ مذيع أردني بشهرة شاهين حتى مع انتشار القنوات الفضائية وتنوع برامجها وإمكانياتها، إذ طور أدواته في الوقت الذي تتلمذ فيه على يد الإعلامي البارز شريف العلمي وساعده في برنامج "سين وجيم" في بداية السبعينيات، وبعد أن انفرد في برنامجه "فكر واربح" لسنوات طويلة بنجاح كبير، انتقل معارا إلى شاشة التلفزيون السوري الذي طلبه بالاسم، فأحبه الجمهور السوري طيلة العام 2000 الذي قدم فيه برنامج "جائزة المليون" قبل أن يعود مجدداً إلى شاشة التلفزيون الاردني.

في الفترة التي سبقت ظهور شاهين على شاشة التلفزيون السوري، نوّع فيها في برامجه، إذ قدّم على شاشة التلفزيون الأردني برامجَ أخرى يضاهي نجاحها "فكر واربح" ولكنها لا تتجاوزه، فقدم برنامج "خمسة على خمسة" و"مواهب على الطريق" و"جرب حظك"، كما استثمرت الشاشة الاردنية شهرته نهاية الثمانينيات بجعله يعلق على مباريات المصارعة العالمية في برنامج "عالم المصارعة"، كما جرب حظه في تلفزيونات الخليج العربي الحكومية، حيث أشرف على إعداد مجموعة من برامج المسابقات الثقافية، وأدى مهمته فيها كما يجب.

وشاهين الذي واكب انطلاقة التلفزيون الأردني، اتكأ على ذيوع برنامجه "فكر واربح" حتى صار علامة من علامات برامج المسابقات الشهيرة، فكان سر نجاحه؛ تعدد مواهبه وقدرته الفذة على تقديم ما هو جديد ومختلف، وجاء ابتكاره لشكل برامج المسابقات، الذي يسعى بالأساس لتغذية عقل المتسابق والمتلقي معا بالمعلومة الصحيحة.

وكعادة الكبار في الموت، تسلل المرض الخبيث إلى جسد شاهين في نهايات العام 2000، حيث أصيب بسرطان المعدة؛ ما أدى إلى استئصالها، فوهن جسدُه، حتى أسلم الروح لخالقها في أذار/مارس 2001.

واليوم.. يسعى نجله البكر الدكتور حسان، لإعادة برنامج "فكر واربح" للحياة من جديد، متكئاً على عاملين اثنين، كما كشف لـ"العربي الجديد" أولهما- أردنية فكرة البرنامج وعدم استنساخها من الغرب، وثانيهما- الشبه الواضح للعيان بين الوالد الراحل والابن، يضيف حسان في حديثه: من خلال مراقبتي للشاشة الأردنية على مدار بضع سنوات، لم يعرض عليها أي برنامج مسابقات يتضمن جمهوراً في الاستوديو، وقائماً على فكرة اشراك الحضور في البرنامج دون ترتيب مسبق وعلى الهواء مباشرة، حتى إن برامج المسابقات التي تعرضها الفضائيات العربية، هي عبارة عن أفكار مشتراة من نسخ أجنبية علما بأن برنامج "فكر واربح" هو فكرة أصيلة لوالدي الراحل، وليست مشتراة من أحد.

 وحول فكرة إعادة إحياء البرنامج، يشير شاهين الابن إلى أن البرنامج سيقدَّم بحلته المعرفية التي يعرفها الناس، إنما بتقنيات وإمكانيات متطورة، وسأحافظ على نفس النسق الذي ابتدعه والدي، حيث سيبدأ التلفزيون الأردني في دورته البرامجية الجديدة بعرض البرنامج أسبوعياً، ويشير شاهين الابن إلى الشبة الكبير الذي يجمعه بوالده، فيقول: كان ذلك دافعاً ومحفزاً إضافياً لبذل المزيد من الجهد؛ لإضفاء صفة الشرعية على البرنامج، ولئلا يقال: إن الإعلام قد يورَّث دون موهبة حقيقية.

المساهمون