"هواوي" تطلق حملة في بريطانيا دفاعاً عن دورها في شبكة الجيل الخامس

09 يونيو 2020
تواجه ضغوطاً متزايدة بسبب عقوبات أميركية (كين لوياو/Getty)
+ الخط -
أطلقت مجموعة "هواوي" العملاقة للتكنولوجيا حملةً إعلانية واسعة النطاق في المملكة المتحدة، أمس الاثنين، لإقناع الحكومة بعدم استبعاد معداتها من شبكة الجيل الخامس لأنظمة الاتصالات.

وتشير "هواوي" في الحملة إلى مساهمتها في شبكة الاتصالات البريطانية واقتصاد البلاد، بحسب "فرانس برس". ونشرت الشركة إعلانات على صفحة كاملة في الصحف الوطنية البريطانية وعبر حساباتها على مواقع التواصل الاجتماعي تحدد التزامها بتزويد شركات الهاتف المحمول بمعدات لشبكات الجيل الخامس، على الرغم من أن "البعض يتساءل الآن عن دورنا في مساعدة بريطانيا على ريادة الجيل الخامس".

وتكثف "هواوي" جهودها لكسب الرأي العام حيث تواجه ضغوطاً متزايدة من حملة تقودها الولايات المتحدة تهدف إلى إقناع الحلفاء بتجاهل معدات الاتصالات؛ بسبب مخاوف من أن بكين قد تستخدمها في التجسس أو التخريب، وهي تهمة نفتها الشركة على الدوام.
وذكر نائب رئيس الشركة الصينية فيكتور زانغ، في بيان، أمس الاثنين، "لقد نشأت شركة (هواوي) في المملكة المتحدة. كنا هنا لمدة 20 عاماً وكنا جزءاً لا يتجزأ من بناء شبكات الجيل الثالث والجيل الرابع التي نستخدمها يومياً". وأضاف "سوف تضر بالتأكيد سلسلة التوريد العالمية لصناعة أشباه الموصلات، التي تعتمد عليها الكثير من الصناعات"، على الرغم من أنه من السابق لأوانه استخلاص استنتاج حول التأثير.

وفي رسالةٍ للعموم، قالت الشركة "إنّها ملتزمة بتأمين أفضل المعدات لشبكة الجيل الخامس". 
وتأتي هذه الحملة في وقت تبدو مشاركة "هواوي" في إنشاء شبكة الجيل الخامس موضع تساؤل في المملكة المتحدة وسط مناخ من عدم الثقة بالصين، يغذيه وباء "كوفيد-19".
وكشفت الصحافة البريطانية، أواخر مايو/ أيار، أن رئيس الوزراء بوريس جونسون يفكر في استبعاد "هواوي" من شبكة الجيل الخامس بحلول عام 2023. واكتفت الحكومة بالقول إنها تدرس العواقب الأمنية للعقوبات الجديدة التي فرضتها واشنطن، والتي تهدف إلى منع "هواوي" من تطوير أشباه النواقل في الخارج بالاعتماد على التكنولوجيا الأميركية.
وبحسب "أسوشييتد برس"، تهدف القيود الأميركية المفروضة على صانعي أشباه الموصلات الأجانب، التي تم الكشف عنها الشهر الماضي، إلى الحد من قدرة "هواوي" على استخدام التكنولوجيا الأميركية، ما يزيد من حدة الصراع الجيوسياسي بين واشنطن وبكين حول تطوير الصناعة والأمن.

وفي يناير/ كانون الثاني، سمحت الحكومة البريطانية لـ"هواوي" ببناء 35% من البنى التحتية المطلوبة لنشر شبكة جديدة من الجيل الخامس في البلاد. ويتعرض جونسون لضغوط من أعضاء معسكره الذين يرغبون في اتباع سياسة أكثر صرامة تجاه الصين، وكذلك من حليفه الأميركي الذي يتهم "هواوي" بالتجسس لصالح بكين، الأمر الذي نفته على الدوام. ولوّح سيناتور أميركي مقرب من الرئيس دونالد ترامب، الأسبوع الماضي، بانسحاب القوات الجوية الأميركية الموجودة في المملكة المتحدة إذا سمحت الحكومة لشركة "هواوي" بالمشاركة في بناء شبكة الجيل الخامس.

وتتداخل قضية الجيل الخامس مع تللك المتعلقة بخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي "بريكست". وقال السفير الصيني في بريطانيا إن قرار التعامل مع "هواوي" سيكون اختباراً للعلاقات التجارية مع المملكة المتحدة، التي تبحث عن شركاء تجاريين بعد خروجها من الاتحاد الأوروبي، وفقاً لصحيفة "صنداي تايمز".

كما حذر بنك "إتش إس بي سي"، الواسع الانتشار في آسيا، الحكومة البريطانية من تداعيات حظر الشركة الصينية في المملكة المتحدة على أنشطته، بحسب صحيفة "ديلي تلغراف".

وواجهت "هواوي" انتكاسة، الأسبوع الماضي، في كندا، حيث قررت شركتان من شركات الاتصالات الثلاث الكبرى عدم استخدام معداتها لشبكات الجيل الخامس الخاصة بها.

المساهمون