"أبو عزرائيل" يفشل أمام "داعش"

05 اغسطس 2015
تقلص ظهور أبو عزرائيل تدرجياً (تويتر)
+ الخط -
على الرغم من مرور عام كامل على إنشاء ما يعرف بمليشيات "الحشد الشعبي" في العراق، إلا أنها فشلت في تسويق نفسها كقوة شعبية وطنية أو سلاح فعّال في وجه التنظيم المتطرف. فقد تورّطت في جرائم وانتهاكات فظيعة في العراق على أسس مذهبية ضيقة، كما أخفقت في المجال الإعلامي على نحو مخالف تمامًا لتنظيم "داعش"، رغم بشاعة الأخير وفظاعة جرائمه.

وابتكر "الحشد الشعبي" شخصيّة أراد منها أن تكون "مرعبة للأعداء ومطمئنة للأصدقاء". واختار "أبو عزرائيل" اسما لها، فالاسم يعني "الموت". ونجح نوعاً ما في اختيار الشخص المجسّد لذلك الدور، وراح يسوق له عبر مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام، وهو يرتدي زياً عسكرياً مختلفاً نوعاً ما عن اللباس العسكري التقليدي، يحمل أسلحة رشاشة حيناً، وحيناً يرمي الرصاص، وأخرى يحمل أسلحة بيضاء، وكل ذلك في ساحات المعركة، بحسب الأفلام القصيرة والصور التي سوقها "الحشد"، وفقاً للمخرج المسرحي محمد العبيدي.

المعلومات التي نشرت عن "أبو عزرائيل" تُشير إلى أنّ اسمه الحقيقي أيوب آل ربيع، وهو ينتمي لـ"كتائب الإمام علي". ويظهر "أبو عزرائيل" في المقاطع المصورة مبتسماً ويلقي عبارات سخرية تثير الضحك، برغم توجيهه تهديدات لداعش، فيما يتطلب الأمر الظهور بوجه عابس. ويقول العبيدي: "فشل أبو عزرائيل في أداء هذا الدور؛ لضعف في الإلقاء، وعدم قدرته على تغييب شخصيته الحقيقية المحبة للمزاح والسخرية، في وقت يتطلب الدور البأس والقوة والشدة والحدة".


اقرأ أيضاً: "الحشد الشعبي" يروّج لانتصارات وهميّة 

وفي هذا الصدد، يرى المخرج علي حسن، أنه "كان على منتجي هذه الشخصية الانتفاع من شخصية السفاح "أبو طبر"، الذي يعد أشهر الشخصيات التي عرفها العراقيون على مر الزمن، وجسد دوره بإتقان في مسلسل عرض قبل نحو عامين، الفنان كاظم القريشي". والأخير بحسب حسن "معروف بطيبته ودمث أخلاقه، صار وجوده في الحياة الاجتماعية بعد عرض المسلسل يثير الرعب لدى الناس؛ وذلك هو التجسيد الحقيقي للدور".

على جانب آخر، يجد المدون قيس الفلاحي أنّ "القصص الكثيرة التي تنشر في مواقع التواصل الاجتماعي، نقلاً عن مقاتلين رافقوا "أبو عزرا" (وهو لقب مرقق أطلق على "أبو عزرائيل") تكاد تخالف الحقيقة"؛ موضحاً أن عدد مقاطع الفيديو والصور والتعليقات التي ينشرها "أبو عزرائيل" تشير إلى أنه "لا عمل له في ساحات القتال سوى الترويج لشخصيته". ويقول: "أبو عزرائيل كتب تعليلاً فشل في جعله مقنعاً للآخرين، ذاكراً أن أصدقاء له يديرون صفحاته الشخصية على مواقع التواصل الاجتماعي، لعدم تفرغه لذلك الأمر؛ بسبب انشغاله في القتال".

الدعم الإيراني لتلك الشخصية لا يمكن إنكاره، ففي منشورات له ذكر "أبو عزرائيل" أنه كان في إيران لزيارة "مشهد" المدينة التي تحوي ضريح "الإمام علي الرضا" من أحفاد "الإمام علي بن أبي طالب"، وهو أمر طبيعي. لكن الملفت في الأمر كشفه مقطع "فيديو" ظهر فيه أبو عزرائيل محاطاً بجمع من الإيرانيين الذين كانوا بالإضافة إلى التقاط صور معه والسلام عليه، يقومون بـ"التبرك به" من خلال المسح على رأسه وكتفه.

"البطل الأسطوري" وبعد نحو عام على ظهوره، اختفى تدريجياً من صفحات العراقيين على مواقع التواصل، على خلاف من أول ظهوره إذ روجوا له كثيراً، اعتقاداً منهم أنهم بذلك يدعمون مواطنيهم معنويا، لكنهم اكتشفوا بعد وقت، أن الآلة الإعلامية فشلت في اختيار شخصية تواجه الإعلام المضاد.


المساهمون