أحمد منصور بين "دقن أبو الهول وحرق التقلية"

القاهرة

أحمد عزب

avata
أحمد عزب
21 يونيو 2015
CC1D7479-53C5-4BFC-9BC5-32CA54EDC4D9
+ الخط -
فور انتشار أنباء القبض على الإعلامي بقناة "الجزيرة"، أحمد منصور، في مطار برلين بألمانيا، إثر مذكرة توقيف مصرية قدمت للإنتربول الدولي، اجتاح اسمه منصات التواصل الاجتماعي، ليصبح الأكثر ذكراً وحديثاً، وإن اختلفت وجهات النظر.

فبين متضامن، وشامت، ومتابع، ومحلل سياسي، انتشرت التعليقات على الخبر، وقفز وسم #أحمد_منصور إلى صدارة قائمة الأكثر تداولاً على "تويتر"، ودشن متضامنون معه وسماً آخر تحت اسم #الحرية_لأحمد_منصور، دعماً لموقفه بعد احتجازه.
وكان العالم قد نقل خبر احتجاز الإعلامي أحمد منصور في مطار برلين عن قناة "الجزيرة" وتدوينة منصور نفسه عبر حساباته الشخصية، التي قال فيها: "ما زلت رهن الاعتقال في مطار برلين في انتظار تحويلي إلى قاضي التحقيق. والسؤال هو: كيف تحولت الحكومة الألمانية والبوليس الدولي إلى أداة في يد النظام الانقلابي الدموي في مصر بقيادة الإرهابي عبدالفتاح السيسي".

صورة لأمر الاعتقال الصادر بحقي من السلطات المصرية عبر الإنتربول بتاريخ 2 أكتوبر 2014 وصورة من شهادة الإنتربول... http://t.co/dOVIbO7Byf
وتسرّب مقطع فيديو خاص بمنصور من مقر احتجازه، أكد فيه أنه تم توقيفه بناء على طلب ألماني من السلطات المصرية، وليس الإنتربول الدولي، رغم أن ألمانيا ليست موقعة على أي اتفاقيات مع القاهرة تلزمها بتسليم المتهمين، معبراً عن خشيته أن تكون ألمانيا عقدت اتفاقاً سرياً مع السيسي أثناء زيارته الأخيرة لتسليمه شخصياً.

الإعلام المصري كاد يقيم الأفراح بهذا الخبر، فعمرو أديب كاد أن يرقص أو "يزغرد" على الهواء، وهو يعدد مواطن النصر والعزة في توقيف منصور، ويتوعد الإخوان بالويل والثبور في كل مطارات العالم. ورغم أنه لم يرجح تسليمه للسلطات المصرية، إلا أنه رأى مجرد توقيفه نصراً للنظام المصري، وقال: "إحنا عملنا الورق صح، واللي عمل القضية دي معلم".
وركز على النصر المعنوي الذي حققه الانقلاب، كونه أول توقيف لمطلوب بعد عدد القضايا التي لفقها قضاء الانقلاب لكل معارضيه، وحاول تصوير الإخوان كالمقهورين المرعوبين بعد هذا التوقيف، وأكد أنه أفضل رد على حملة الإخوان التي صاحبت زيارة السيسي لألمانيا، ووصف ذلك بـ"بركات الشهر الكريم".


أما وائل الإبراشي، الذي تصعب معرفة مشاعره، بسبب برود ملامح وجهه الدائم، كما يصنفه متابعوه، فقد خرجت كلماته تعبر عن الفرح والشماتة في أحمد منصور الذي كان "يخالف مواثيق العمل الإعلامي، ويوجه الإهانات على الشاشة لقضاء مصر الشامخ، وجيشها العظيم، بالإضافة إلى تهمة الانتماء لجماعة الإخوان "الإرهابية"، وهي القائمة التي يرددها ضد أي رافض للانقلاب، كما أنه رأى أن: "ألمانيا من الواجب عليها تسليم منصور للسلطات المصرية".


على منصات التواصل، احتدم الصراع بين المستخدمين حول حقيقة استيقاف منصور، ووصل الأمر إلى تبني نظريات تثبت التآمر عليه شخصياً، وليس بناءً على طلب الإدارة المصرية الحالية.

"الفاروق الليبي" تبنى فرضية عقاب منصور على إثر عدم التجاوب مع المجتمع الدولي عقب لقائه الشهير مع الجولاني وقال: "من استطاع اللقاء بالجولاني، ثم لا يتجاوب مع المجتمع الدولي بإدلاء معلومات مهمة فجأة، يصبح مطلوباً، وعليه الكثير من القضايا". ووافقه البرلماني الكويتي وليد الطبطبائي وقال: "أسأل الله الفرج لأحمد منصور، وأظن أن سبب احتجازه ليس معارضته انقلاب السيسي، ولكن لمقابلته الجولاني، كما اعتقل تيسير علوني لمقابلته بن لادن".

اقرأ أيضاً: أحمد منصور والسقوط في امتحان المهنيّة

المحامي والحقوقي أحمد حلمي المشاغب دائما على تويتر، تحدى الجميع وراهن على عدم تسليم منصور للسلطات المصرية وقال: "ولمزيد من الإيضاح.. لا يوجد بين ألمانيا ومصر اتفاقية تسليم مجرمين، ولا اتفاقية تعاون قضائي، بالتالى تنفيذ الأحكام غير ملزم". وأضاف: "وكون أن أحمد منصور يحمل أيضاً الجنسية الإنجليزية سيجعل طلب تسليمه لمصر أمراً لا يمكن تحققه.. بيننا ساعات وسنرى".
المستشار وليد شرابي اعتبر التوقيف دليلاً قاطعاً على فساد بعض المؤسسات الدولية وقال: "توقيف الإعلامي أحمد منصور يفضح ذمماً مالية فاسدة داخل مؤسسات أمنية دولية، وواهم من يظن أن مصر هي التي تدفع تلك الرشاوى".
زميل منصور في قناة الجزيرة، الإعلامي عبدالصمد ناصر، طالب كل الصحافيين المصريين وغيرهم بالتضامن، وقال: "إلى زملائي الصحافيين المصريين وغير المصريين في شتى الدول، علينا نصرة زميلنا أحمد منصور، فلنقف أمام سفارات ألمانيا حيث وجدت، أو نسلمها عرائض احتجاج".
أسماء عبرت عن خيبة أمل كبيرة حيال هذا الاهتمام الكبير من قبل السلطات المصرية: "الاهتمام اللي قايمة الدولة به عشان يقبضوا على المحترم أحمد منصور معملتش ربعه عشان يستردوا الأموال اللي اتهربت للخارج.. فعلا نظام سيسي".
د.محسن المطيري عبر عن صدمته من شعارات الحرية والديمقراطية التي يرفعها الغرب وقال: "الديمقراطية الغربية تكشف عن وجهها الكالح وتقبض على الإعلامي أحمد منصور لأجل نظام السيسي القمعي، هنا تسقط كل شعارات الحرية الكاذبة".
محمد عبر عن صدمته الشديدة في دولة كبيرة مثل ألمانيا التي انقلبت الأوضاع فيها وقال: "كان الأجدى والأحرى بالسلطات الألمانية بدلاً من أن توقف الزميل أحمد منصور، كان من باب أولى أن تمنع دخول قاتل سفاح مثل السيسي إلى أراضيها".
حسام الركايبي كشف عن بعض الميزات في الاعتقال بألمانيا وليس مصر: "تم توقيف أحمد منصور فى ألمانيا. والجميل أنه مستمر بالاتصال بالإنترنت، ويسجل فيديوهات على صفحته، ويستخدم تويتر، ماذا لو كان تم توقيفه فى مصر؟".

وسخرت علياء من كم التهم الأسطورية التي اتهمته بها السلطات المصرية: "أحمد منصور موقوف بناء على طلب مصر بتهم السرقة والاغتصاب والاختلاس والقتل وتوقيع دقن أبوالهول وحرق التقلية". 

ذات صلة

الصورة
جواز سفر مصري - مصر (إكس)

مجتمع

أُحيل محامٍ مصري إلى المحاكمة الجنائية بتهمة تزوير محرّرات رسمية وجمع أموال من عائلات سوريّة في مصر، وذلك في مقابل إتمام إجراءات الجنسية المصرية المنتظرة
الصورة
الدرس انتهى لموا الكراريس

منوعات

أحيا مصريون وعرب على مواقع التواصل الذكرى الـ54 لمذبحة مدرسة بحر البقر التي قصفها الاحتلال الإسرائيلي يوم 8 إبريل/نيسان عام 1970 في مدينة الحسينية.
الصورة
المؤرخ أيمن فؤاد سيد (العربي الجديد)

منوعات

في حواره مع " العربي الجديد"، يقول المؤرخ أيمن فؤاد سيد إنه لا يستريح ولا يستكين أمام الآراء الشائعة، يبحث في ما قد قتل بحثاً لينتهي إلى خلاصات جديدة
الصورة
مئات يترقبون انتشال المساعدات على شاطئ بحر غزة (محمد الحجار)

مجتمع

يواصل الفلسطينيون في قطاع غزة ملاحقة المساعدات القليلة التي تصل إلى القطاع، وبعد أن كانوا يلاحقون الشاحنات، أصبحوا أيضاً يترقبون ما يصل عبر الإنزال الجوي.
المساهمون