من حق الحراك الشعبي أن يخطئ

15 أكتوبر 2015
من ساحة الشهداء وسط العاصمة بيروت (العربي الجديد)
+ الخط -
تنقسم آراء رواد مواقع التواصل الاجتماعي اللبنانيين بين مؤيد ومعارض، مع كل نشاط يقوم به الحراك الشعبي، سواء على صعيد المجموعات أو الأفراد. لا بل تكثر التحليلات الفيسبوكية، وتفتح جبهات القصف على هذا الحراك الشعبي العفوي، الذي خرج إلى الشارع واستطاع أن يخلق لغة جديدة بين المواطنين، من دون أي تكلفة اجتماعية أو طبقية أو سياسية أو دينية.

انتقد الناشطون اللبنانيون خبر زيارة "حركة طانيوس شاهين" القوى السياسية في لبنان، وهي مجموعة من ضمن الحراك، إلا أنها أخذت طابعاً تنظيمياً بشكل رسمي منذ أسابيع قليلة، منهم من عارض نشاط الحركة معتبراً أن لا حوار مع السلطة، ومنهم من دعم الفكرة مؤمناً أن الحل الوحيد للتغيير هو إيجاد لغة تواصل بين الحراك والسلطة الفاسدة.

لا معنى لأي انتقاد لهذا الحراك، الذي خرج إلى الشارع على هيئة أفراد ومجموعات، خارج أي أيديولوجيا وخارج أي قرار سياسي ممنهج. فليخطئُوا لا بأس، فهم حراك، وحدها التجربة تولد النجاح.

للأسف، يوماً بعد يوم، يقترب هذا الحراك نحو استنساخ أحداث الثورة السورية، لا من جهة الشعب، بل من جهة السلطة. كثيرة هي أخطاء هذا الحراك، لكنها أخطاء بريئة أمام فساد السلطة. غير منتظم هذا الاندفاع نحو التغيير، لكنه أوضح وأصدق من خطاب زعماء الطوائف. لا يمكن محاسبة هذا الحراك على أنه منظمة سياسية مخضرمة، من حقه أن يتخبط يميناً وشمالاً وأن يخلق مساره وتجربته، النقد حاجة... لكن ليس من أولويات المرحلة.

أجمل ما في هذا الحراك، هو نضوجه اليومي. في الأمس كانوا مجموعة، اليوم مجموعات وأفراد، ومع الوقت الأفراد يتحولون إلى مجموعات... يمكن أن نسمي ذلك "تنظيم الاندفاع" بشكل ذاتي. واليوم أصبحت كل مجموعة تخلق لغة خاصة بها للتواصل مع الشعب ومع السلطة. وأثبت هذا الحراك أنه يملك لغة سياسية لا تقتصر على اعتصامات أو تظاهرات في شوارع المدينة فقط.

ثلاثة أمور يحققها الحراك بشكل يومي، وتظهر بشكل واضح على مواقع التواصل الاجتماعي بشكل ملحوظ، إما عبر المنشورات الفيسبوكية، أو تغريدات سريعة أو فيديوهات شخصية، أولها، تواصل الناس من جميع الفئات والطبقات الاجتماعية بلغة واحدة وهي محاربة الفساد. الأمر الثاني تطوير فكرة المحاسبة عند الشعب المستقل والمنتمي إلى أحزاب أو منظمات سياسية، وأخيراً أن الشخص التابع لحزب أصبح لديه الجرأة أن يسأل قيادته عن حقوقه... لقد برزت شجاعة داخل كل شخص متردد بين الطائفة السياسية والحرية دفعته إلى أن يخطو نحو الحرية بإرادة قوية.

اقرأ أيضاً: رشا عزب تسلم نفسها إلى السلطات المصرية بسبب مظاهرة
المساهمون