بعد نشر تحقيق "العربي الجديد"، الهروب من اللقاح... تجارة شهادات تطعيم كورونا في الأردن، في أغسطس/ آب الماضي، والذي كشف كيف يتهرّب أردنيون من لقاح كورونا، ما أدى إلى ظهور تجارة شهادات التطعيم بالمملكة، أعلنت هيئة النزاهة ومكافحة الفساد عبر موقعها الإلكتروني في 17 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري أن مدعي عام النزاهة ومكافحة الفساد قرّر توقيف مسؤول أحد مراكز التطعيم في عمان التابع لوزارة الصحة 15 يوماً على ذمة التحقيق في مركز إصلاح وتأهيل الجويدة بتهمة جناية الرشوة.
وكان الموظف المذكور يُصدر من خلال جهاز الحاسوب العائد له شهادات مطاعيم ضد فيروس كورونا مقابل مبالغ مالية لأشخاص لم يتلقوه، وكشفت تحقيقات الهيئة أن هذا الموظف كان يقوم بإتلاف المطاعيم التي تصل كلفة بعضها إلى 80 يورو كي لا يظهر رقم التشغيلة للوزارة إذا صُرفت لأشخاص آخرين.
ووثق تحقيق "العربي الجديد" 10 حالات لأردنيين حصلوا على شهادات رسمية تفيد بتلقي المطعوم من دون أخذ أيٍّ من جرعاته، لأسباب متعددة، من بينها من يقول بأنه مجبّر على تلقيه بسبب العمل، أو الدراسة الجامعية، وآخرون بداعي السفر، وتتوزّع الحالات التي توصل إليها التحقيق على عدة مدن تشمل العاصمة وجرش والمفرق وإربد.
ويكشف التحقيق كيف يتم التحايل للحصول على شهادة المطعوم، إذ يبدأ ذلك بالتسجيل الإلكتروني على منصة تطعيم كوفيد - 19 لإدخال البيانات، واختيار مركز أخذ اللقاح، ثم يجرى التنسيق مع الوسيط الذي يسهل عمليه الدخول وإثبات الحصور إلى مركز إعطاء اللقاح في الموعد المحدد، ليرتب بدوره مع الشخص الذي يتواطأ معه من اللجنة أو مع مسؤول المركز ذاته أو الممرض المسؤول عن إعطاء اللقاح، ليتم إدخال الشخص إلى الغرفة المخصصة لأخذ اللقاح بعد تسليم الهوية إلى مدخل البيانات ويتم التخلص من الجرعة حتى لا ينكشف الأمر لدى مطابقة عدد الجرعات مع عدد متلقي اللقاح يومياً في مراكز التطعيم.