انطفأت أمس إحدى شموس حفل (1،2،3، soeils)، برحيل الفنان الجزائري رشيد طه (1958 - 2018)، عن عمر ناهز 60 عامًا، وهو الحفل الذي أحياه الراحل إلى جانب الفنان الشاب خالد والشاب فضيل في قلعة باريس – بيرسي سنة 1998؛ أي قبل عشرين عاماً. نشرت عائلة طه في بيان لها تداولته وسائل إعلامية فرنسية، "إن ابنه إلياس، عائلته، وأقاربه، يعلنون بكل أسف وفاة رشيد طه، إثر أزمة قلبية ليلة الأربعاء الماضية".
المغني الكاريزمي في فرقة "بطاقة إقامة (1981)، ولد في وهران غربي الجزائر في 17 سبتمبر/ أيلول 1958، قضى سنواته الأولى في الجزائر قبل أن ينتقل في سن العاشرة إلى الألزاس شرقي فرنسا.
بدأ طه الغناء المنفرد في مطلع التسعينيات بعد أن غادر فرقته، وأطلق عدّة ألبومات، منها "بارباس" (1991) و"ديوان" (1991)، و"مايد إين مدينة" (2000).
يعتبر متتبّعو رشيد طه أنه واحد من أبرز موسيقيي "الروك الفرنسي" في الثمانينيات، ورافع لواء الجيل الثاني من مهاجري شمال أفريقيا. انصبّت أغانيه التي مزجت بين الموسيقى الشعبية الجزائرية والموسيقى العصرية، حول الهجرة والعنصرية والفقر والتهميش، وحقّق ألبومه "ديوان" نجاحا كبيرا؛ إذ يحتوي العمل على عدد من أغاني الشعبي من بينها "يا الرايح وين مسافر"، وهي أغنية من تأليف الفنان الشعبي دحمان الحرّاشي (1928-1980).
عرف رشيد طه بالتزامه الذي لم يفارقه حتى في أغانيه المنفردة، سواء موسيقيًا أو من خلال المواضيع التي يتناولها؛ إذ كانت انطلاقته بأغنية "دوس فرانس" لـ شارلز ترينت بطريقة ساخرة. يقول طه: "لقد اكتشفت أغنية الشعبي الجزائرية عبر الراديو، في حانة في إحدى أحياء الألزاس؛ حيث كنت أعيش مع والديَ، إنه يشبه قليلًا نصوص جاك كيرواك بالنسبة لنا، ولكنه بطريقة شرقية".
المزيج الثقافي الذي يحمله الفنان الجزائري رشيد طه، والتنوع الثقافي بين بلده المنشأ والبلد الذي هاجر إليه، أسهما كثيرًا في تكوين شخصيته الموسيقية، فهو لم يعتمد على تصدير الأغاني التراثية بشكلها الكلاسيكي في المهجر، ولكن تفطن إلى مزج الطبوع الجزائرية بالموسيقى العصرية في وقت مبكّر جدًا، ما جعله يجد قبولًا جماهيريا، سواء بين الجالية المغاربية المقيمة في فرنسا أو من الفرنسيين.
أطلق رشيد طه عدّة ألبومات، امتزجت فيها موسيقاه بالآلات الإلكترونية العصرية، والوصلات الجامايكية، كان آخر ألبوم "زوم" سنة 2013، وكان على وشك إطلاق ألبومه الأخير مع شركة "Believe" مطلع عام 2019.
في كواليس حفل "1،2،3، soeils" في باريس، كان رشيد طه يتحدّث إلى وسائل إعلامية عن موسيقى الراي، وكانت الهجرة إلى أوروبا، من بين الأسباب التي ربطها رشيد طه بتمازج الطبوع الموسيقى المغاربية آنذاك. في ذلك الحفل الشهير، غنّى رشيد طه "يا الرايح وين مسافر" و"عبد القادر يا بو علام"، وهي أغاني ما زال صداها يترّدد في الأعراس والشوارع إلى غاية اليوم، فهو رغم كونه أعاد تصدير التراث الجزائري على طريقته، حاول بطريقته الموسيقية أن يمدّ جسور التواصل بين الثقافات على اختلافها وتنوّعها. يشير، أيضًا، إلى أنه في كثير من الأحيان ما كان الفنان الجزائري يتعامل مع منتج مغربي أو تونسي والعكس؛ فالهجرة، بحسب رأيه، أدت إلى تلاحم الجاليات على الصعيد الفنّي أيضًا.
في تصريحات سابقة، اعتبر رشيد طه موسيقى "الروك أند رول" موسيقى أفريقية انتقلت إلى أوروبا من الشمال الإفريقي، مثلها مثل "الجاز" و"الريغي" الذي سافر من أفريقيا نحو القارة الأميركية، وهو ما يؤكّد توجّهه الموسيقي نحو الهجرة وخلفيته الثقافية التي اكتسبها.
تميّز طه، أيضًا، بأدائه على الخشبة، فمن شاهد حفل "1،2،3، soeils"، سيكتشف أن الفنان كان الأكثر حركة بين رفيقيه الآخر؛ خالد وفوضيل، بحركاته وإيماءاته وقفزاته وجولاته على الخشبة جيئة وذهابا، فهو لم يكن يغنّ الروك فحسب بل، كان يؤدّيه أيضًا. لكنه ظلّ محصوراً في غناء الراي، وكان يزعجه هذا الأمر؛ فالراي هو جزء من الثقافة المغاربية، صحيح، لكنه ليس كلّ شيء هناك، خصوصاً أن رشيد طه بالذات كان مهتمّاً بموسيقى الروك، ويسعى دائماً إلى مزجها بالغناء المغربي. واللافت في أسلوبه، أنه لم يكن مجرّد خليط مجاني وحسب، بل كان مزجاً ينمّ عن فهم خاص لكل نوع موسيقي وإمكاناته وما يُتاح له مزجه فيه؛ إذ كان يبحث دائماً عن نقاط الالتقاء بين الأنواع الموسيقية المختلفة في سعيٍ منه إلى خلق صيغة متجانسة في ما بينها.
كان طه مميزًا بأدائه لأغنية الروك الفرنسي كما يطلق عليها بعضهم، فهو يعتبر أنهم ينظرون إليه في فرنسًا شخصًا مختلفًا "كأنني قادم من الفضاء" حسب ما أدلى به لإحدى الوسائل الإعلامية. فرشيد طه كان الفنان الوحيد القادر على التوقّف في منتصف العرض وإشعال سيجارة، ومواصلة الغناء وهو ينفث دخانها من دون ّأن يكترث.
فعلياً، كان طه يحضّر لثلاث حفلات غنائية في بلجيكا وفرنسا، كانت الأولى بتاريخ 23 سبتمبر/أيلول الجاري في مدينة جانفيلييه، أما الثانية فكان من المقرر إقامتها في 14 أكتوبر/تشرين الأول المقبل في باريس، أما الثالثة فكانت ستقام في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل بمتحف الصوت في بروكسل.
المغني الكاريزمي في فرقة "بطاقة إقامة (1981)، ولد في وهران غربي الجزائر في 17 سبتمبر/ أيلول 1958، قضى سنواته الأولى في الجزائر قبل أن ينتقل في سن العاشرة إلى الألزاس شرقي فرنسا.
بدأ طه الغناء المنفرد في مطلع التسعينيات بعد أن غادر فرقته، وأطلق عدّة ألبومات، منها "بارباس" (1991) و"ديوان" (1991)، و"مايد إين مدينة" (2000).
يعتبر متتبّعو رشيد طه أنه واحد من أبرز موسيقيي "الروك الفرنسي" في الثمانينيات، ورافع لواء الجيل الثاني من مهاجري شمال أفريقيا. انصبّت أغانيه التي مزجت بين الموسيقى الشعبية الجزائرية والموسيقى العصرية، حول الهجرة والعنصرية والفقر والتهميش، وحقّق ألبومه "ديوان" نجاحا كبيرا؛ إذ يحتوي العمل على عدد من أغاني الشعبي من بينها "يا الرايح وين مسافر"، وهي أغنية من تأليف الفنان الشعبي دحمان الحرّاشي (1928-1980).
عرف رشيد طه بالتزامه الذي لم يفارقه حتى في أغانيه المنفردة، سواء موسيقيًا أو من خلال المواضيع التي يتناولها؛ إذ كانت انطلاقته بأغنية "دوس فرانس" لـ شارلز ترينت بطريقة ساخرة. يقول طه: "لقد اكتشفت أغنية الشعبي الجزائرية عبر الراديو، في حانة في إحدى أحياء الألزاس؛ حيث كنت أعيش مع والديَ، إنه يشبه قليلًا نصوص جاك كيرواك بالنسبة لنا، ولكنه بطريقة شرقية".
المزيج الثقافي الذي يحمله الفنان الجزائري رشيد طه، والتنوع الثقافي بين بلده المنشأ والبلد الذي هاجر إليه، أسهما كثيرًا في تكوين شخصيته الموسيقية، فهو لم يعتمد على تصدير الأغاني التراثية بشكلها الكلاسيكي في المهجر، ولكن تفطن إلى مزج الطبوع الجزائرية بالموسيقى العصرية في وقت مبكّر جدًا، ما جعله يجد قبولًا جماهيريا، سواء بين الجالية المغاربية المقيمة في فرنسا أو من الفرنسيين.
أطلق رشيد طه عدّة ألبومات، امتزجت فيها موسيقاه بالآلات الإلكترونية العصرية، والوصلات الجامايكية، كان آخر ألبوم "زوم" سنة 2013، وكان على وشك إطلاق ألبومه الأخير مع شركة "Believe" مطلع عام 2019.
في كواليس حفل "1،2،3، soeils" في باريس، كان رشيد طه يتحدّث إلى وسائل إعلامية عن موسيقى الراي، وكانت الهجرة إلى أوروبا، من بين الأسباب التي ربطها رشيد طه بتمازج الطبوع الموسيقى المغاربية آنذاك. في ذلك الحفل الشهير، غنّى رشيد طه "يا الرايح وين مسافر" و"عبد القادر يا بو علام"، وهي أغاني ما زال صداها يترّدد في الأعراس والشوارع إلى غاية اليوم، فهو رغم كونه أعاد تصدير التراث الجزائري على طريقته، حاول بطريقته الموسيقية أن يمدّ جسور التواصل بين الثقافات على اختلافها وتنوّعها. يشير، أيضًا، إلى أنه في كثير من الأحيان ما كان الفنان الجزائري يتعامل مع منتج مغربي أو تونسي والعكس؛ فالهجرة، بحسب رأيه، أدت إلى تلاحم الجاليات على الصعيد الفنّي أيضًا.
في تصريحات سابقة، اعتبر رشيد طه موسيقى "الروك أند رول" موسيقى أفريقية انتقلت إلى أوروبا من الشمال الإفريقي، مثلها مثل "الجاز" و"الريغي" الذي سافر من أفريقيا نحو القارة الأميركية، وهو ما يؤكّد توجّهه الموسيقي نحو الهجرة وخلفيته الثقافية التي اكتسبها.
تميّز طه، أيضًا، بأدائه على الخشبة، فمن شاهد حفل "1،2،3، soeils"، سيكتشف أن الفنان كان الأكثر حركة بين رفيقيه الآخر؛ خالد وفوضيل، بحركاته وإيماءاته وقفزاته وجولاته على الخشبة جيئة وذهابا، فهو لم يكن يغنّ الروك فحسب بل، كان يؤدّيه أيضًا. لكنه ظلّ محصوراً في غناء الراي، وكان يزعجه هذا الأمر؛ فالراي هو جزء من الثقافة المغاربية، صحيح، لكنه ليس كلّ شيء هناك، خصوصاً أن رشيد طه بالذات كان مهتمّاً بموسيقى الروك، ويسعى دائماً إلى مزجها بالغناء المغربي. واللافت في أسلوبه، أنه لم يكن مجرّد خليط مجاني وحسب، بل كان مزجاً ينمّ عن فهم خاص لكل نوع موسيقي وإمكاناته وما يُتاح له مزجه فيه؛ إذ كان يبحث دائماً عن نقاط الالتقاء بين الأنواع الموسيقية المختلفة في سعيٍ منه إلى خلق صيغة متجانسة في ما بينها.
كان طه مميزًا بأدائه لأغنية الروك الفرنسي كما يطلق عليها بعضهم، فهو يعتبر أنهم ينظرون إليه في فرنسًا شخصًا مختلفًا "كأنني قادم من الفضاء" حسب ما أدلى به لإحدى الوسائل الإعلامية. فرشيد طه كان الفنان الوحيد القادر على التوقّف في منتصف العرض وإشعال سيجارة، ومواصلة الغناء وهو ينفث دخانها من دون ّأن يكترث.
فعلياً، كان طه يحضّر لثلاث حفلات غنائية في بلجيكا وفرنسا، كانت الأولى بتاريخ 23 سبتمبر/أيلول الجاري في مدينة جانفيلييه، أما الثانية فكان من المقرر إقامتها في 14 أكتوبر/تشرين الأول المقبل في باريس، أما الثالثة فكانت ستقام في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل بمتحف الصوت في بروكسل.