توفيق حطب..خطوط جديدة للموضة

15 فبراير 2015
من مجموعة توفيق حطب
+ الخط -
ثمة ما يدعو للتساؤل.. هل هناك خطوط جديدة للموضة اليوم؟ ولماذا يهرب معظم مصممي الأزياء إلى أوروبا، وبحثاً عن ماذا؟ في السنوات الأخيرة، وجد تصميم وتنفيذ الأزياء العربية طريقاً آخر، لكن هذه المرة نحو أوروبا، ربما تمهيداً لدخول العالمية.

وفعلاً دخل إلى عالم الممثلات أو المغنيات الأجنبيات. هذه الخطوط تابعت خريطة الأزياء التي لا تقف عند حدود، ولم تغب يوماً عن ميول وتنفيذ مصممّي لبنان تحديداً، الذين ملأوا الدنيا وشغلوا الناس.

مجدداً يطير مصمم الأزياء اللبناني توفيق حطب إلى روما، ومن هناك يكمل مسيرة الأزياء التي تتكأ على خطوط الموضة العالمية، لكنّه يشاكس، فيعود إلى عصور انقضت، ويفتح نوافذ شرقية أوروبية.

في عرضه الأخير "سحر الألوان" ارتدت عارضات حطب داخل صالة الريتز" فندق "رجيس" فساتين رسمت بدقة، وعنها يقول حطب لـ "العربي الجديد": "كانت ألواني تضج بالأنوثة الساحرة، كالزهر، الأزرق، الأصفر والأخضر. وتميزت بالأقمشة الراقية، كالدانتيل والشيفون والتول المطرز الذي يتلاءم مع كافة الأذواق والمناسبات التي تكثر في موسم الصيف".

اختار حطب ألوان الربيع الزاهية ليضمّها إلى مجموعته الجديدة التي اتجهت نحو موضة أبسط وأرقى. استمدت رموزها من التصاميم القديمة بجزء كبير منها، وقدَّمت بديلًا للطابع المفرط الذي طغى على الجزء الأكبر من فساتين السنوات الماضية.

يضيف حطب: "اتّسمت المجموعة نفسها بتصميمات مزخرفة، ورسومات واضحة وخطوط جريئة في الأثواب والاستخدام المتكرر للألوان الفاقعة.. واستمر الأسود بدرجاته المختلفة، لبعض الوقت، باعتباره اللون المعبر عن الهدوء".

ويتابع: "أقرت عروض الاستهلاك المُترفة الجديدة، الابتكار المعتدل ومفهوم المتعة الجمالية، بهدف تدعيم التنافس اليوم مع المنتجات الصناعية أو التي يحفل بها السوق العادي. نحن نضيف إليها إحساسنا بالقماش وتفاصيل أخرى مثل الدهشة والبهجة، لأنها لا ترتبط بما تتطلبه المرأة، ويزيد من معرفتها لحقيقة ما يريده جسدها".

توحي هذه المجموعة بالرفاهية والإبداع المتحرر الذي يتسم رغم ذلك "بالتهذيب". "سئلت عن الألوان- يقول حطب- التي استعملتها، وكانت إجابتي للصحف الإيطالية، أنّها مستوحاة من فكرة ضرورة حصول المرأة أو الفتاة على حلمها من خلال الفستان وإدراك تفاصيله. وبالتالي، اعتمدت على الرسم والتطريز والشك.

أمّا الرسم على القماش، بالنسبة لي، فليس جديداً، فقد نفذته في عروض سابقة. ومثلما توجهت إلى الطبقات البرجوازية، توجهت أيضاً إلى الطبقات العادية عبر البساطة التي غذيت بها الأزياء مجدداً على صورة مرآة تعيدنا إلى الماضي".

وأنهى: "نعم، هناك رسالة، في أن تكون هذه الأزياء مألوفة لدى النساء كما بالنسبة للمصممين، وعلينا التعامل على نحو مكثف مع أساليب التسويق البارعة، إضافة إلى الأسئلة حول الصورة وما إذا كانت الملابس هي التي ترتدينا أم نحن من نرتديها".

إجمالًا، تغيَّرت الملابس عبر التاريخ وغيَّرت التاريخ، وهذه المجموعة، تؤكد اتجاهنا في هذا المضمون العابث بمئات الأزياء التي تشبه بعضها، لكن تكمن محاولتنا اليوم، التقدّم كل عام نحو هدف أبعد". وعن عروسه، يؤكد حطب أنّه عاد إلى الفستان الطويل البسيط ذي الطابع الأوروبي، والتطريز الذي زيّنه على جانبيه.
المساهمون