مجلات مهرجان كانّ: "تورّط" جماليّ بالسينما

22 مايو 2017
جوليان مور وكاميرات الصحافيين (Getty)
+ الخط -
لن تتخلّى صحفٌ ومجلات مختلفة، في فرنسا وأوروبا، عن مشاركتها العملية في يوميات مهرجانات سينمائية دولية عديدة. والمطبوعات هذه ـ السينمائية والفنية والسياسية والثقافية ـ تُخصِّص أعداداً مستقلّة بهذه الدورة أو تلك، أو تمنح الحدث السينمائيّ حيّزاً كبيراً في صفحاتها واهتماماتها ومتابعاتها اليومية.
وهذا، إنْ دلّ على شيء، فهو يكشف عن المعنى الأسمى لـ "التورّط" الجماليّ بمهرجانات سينمائية، تمتلك سطوة دولية، تؤهّلها ـ بشكل غير مباشر ـ لأن "تفرض" قواعدها على كثيرين، يعملون في قطاعات مرتبطة بالفن السابع، بدءاً من صناعة السينما بحدّ ذاتها، ووصولاً إلى كل ما يحيط بها، من ثقافة وفكر وإعلام وصحافة ونقد وتحليل. وهذا الأخير مفتوحٌ على علوم النفس والاجتماع والجمال والتاريخ، وغيرها.
ينطبق هذا كلّه على مهرجان "كانّ" السينمائيّ الدوليّ، في دورته الـ 70 (17 ـ 28 مايو/ أيار 2017). فالمهرجان، بثباته منذ سنين طويلة في المكانة الدولية الأولى، يستقطب مؤسّسات إعلامية وصحافية كثيرة، في فرنسا وأوروبا وأميركا وآسيا، فإذْ بها تُصدر ما يُلائمها كمؤسّسات فاعلة ومؤثّرة، وأيضاً ما يُلائم تلك المكانة، وما يحترم مُشاهدين وقرّاء، يريدون متابعة النتاجات السينمائية الحديثة، وقراءة تحاليل ومعلومات ومعطيات وذكريات وحوارات، تتعلق كلّها بالمهرجان أولاً، وبدورته الجديدة ثانياً، وبصناعة السينما وإنتاجاتها ثالثاً.
مع "كانّ"، يستمرّ التقليد المتّبع منذ سنين مديدة: مجلات غير سينمائية، كـ "ماغازين ليترير" و"غالا" و"مدام فيغارو" و"إكسبرس" (التي تُخصِّص صفحات جمّة في ملاحقها تحديداً) وغيرها، تُقدِّم للمُشاهد/ القارئ ما يحتاج إليه من معطيات سينمائية مختلفة، تُعينه على مُشاهدة أفضل، وتخزِّن في ذاكرته توثيقاً وأرقاماً، بالإضافة إلى متابعات نقدية وحوارات كثيرة. أما المجلات السينمائية، بالإضافة إلى صحفٍ يومية، فستكون الأكثر تورّطاً مهنياً، على الأقلّ، في هذا العالم الجمالي البديع.
والمجلات المتخصّصة كثيرة، باللغتين الأكثر تداولاً (الفرنسية والإنكليزية)، كما بلغاتٍ أخرى أيضاً. وإذْ تهتمّ مجلات الثقافة والنقد السينمائيين بالنتاجات الجديدة، وبما تُقدّمه من أسئلة وتحاليل ومراجعات، فإن مجلات الاختصاص المهنيّ تمنح القارئ ما يرغب في معرفته، بخصوص حركة الإنتاج، والسوق السينمائية، والمشاريع الجديدة، وعناوين شركات الإنتاج والتوزيع.
هذا جزءٌ من حالة السينما في مهرجاناتها. و"كانّ" أكثر المهرجانات الدولية إثارة لحركة صحافية كهذه.



المساهمون