ألغاز الوسوف.. إلغاء حفلات وألبوم أرشيفي وسباق إنتاجي

07 مارس 2015
+ الخط -


الكاريزما الفريدة التي يتمتع بها المطرب السوري جورج وسوف، فضلاً عن الهوس الكبير الذي يبديه عشاقه، جعلت من صاحب لقب "سلطان الطرب"، رقماً صعباً في الساحة الفنية وسبباً لبقائه في صدارة المشهد الغنائي أكثر من ثلاثين عاماً.

وعلى مدار تاريخه تعرّض "أبو وديع" لهزات عدة، تراوحت بين الفني والإنساني والسياسي، لكنه دائماً ما يفوز بتعاطف جمهوره ومن قبلهم بعض الإعلاميين، حتى بات في نظر بعضهم منزهاً عن الخطأ.

ولأن للعمر ضريبة، وضريبته أشد على المطربين الذين يعتبر صوتهم هو "رأس مالهم" الحقيقي، فإن المِحن التي تعرّض لها الوسوف لها تأثير سلبي على مسيرته، سواء مرضه الأخير وإدمانه على الكحوليات والمخدرات، أو موقفه السياسي الذي أعلنه من الأردن بعد انطلاق الثورة السورية بخمسة أشهر حول انحيازه إلى النظام السوري.

وفي إطلالاته الأخيرة كان "كورال" فرقته يُكمل تأدية أغنياته عنه، لكن "الكاريزما" التي يحظى بها "نفعته" في إنعاش حضوره فنياً، فهو يتكئ على أرشيف هائل من النجاحات ومحبة الناس التي يصفها بأنها "هبة من الله".

والحفلان اللذان أُلغيا للوسوف في الأردن هذا الأسبوع، دار جدل كبير حولهما منذ الإعلان الأول، إذ يشكّل ظهوره على المسارح الأردنية حدثاً نسبة إلى حجم جمهوره الكبير، فضلاً عن جمهوره في فلسطين المحتلة الذي يعتبر المهرجانات الأردنية متنفساً وحيداً له، وكانت آخر إطلالات وسوف في الأردن قبل أربع سنوات، عبر مشاركته في مهرجان جرش للثقافة والفنون عام 2011.

والحفل الأول الذي تم إلغاؤه كان مقرراً إقامته في الخامس من الشهر الحالي في قاعة "الأرينا" غربي العاصمة الأردنية عمّان، إذ تواترت الأخبار عن هجوم كبير شنه وزير الأوقاف والمقدسات الإسلامية الأردني السابق، محمد نوح القضاة على الحفل ومنظميه، والذي بيّن أن إقامة الحفل الفني في هذا الوقت الذي يقف فيه الأردن بين كتلة ملتهبة من الحروب في الدول المجاورة، بسبب التنظيمات الإرهابية، خاصة تنظيم داعش، يعتبر دخيلاً على العادات الأردنية، ويؤدي إلى شرخ وحدة الصف المجتمعي.

وكان هجوم القضاة مبرراً لإدارة جامعة عمّان الأهلية، المالكة للمجمع الاستثماري الذي تقع فيه قاعة الحفل، لإلغاء حجز القاعة، وبالتالي أصدرت الشركة المنظمة بياناً بتأجيل الحفل لإشعار آخر لم يعلن عنه بعد.

وبينما بدأت الشركة المنظمة للحفل الثاني الدعاية في فندق الرويال، والذي كان مقرراً أن يقام في اليوم التالي للحفل الأول الملغى، كانت شائعات إلغاء الحفل الثاني تدوي، حتى بدد الوسوف الشائعات بإطلالته هاتفياً على فضائية "رؤيا" الأردنية، مؤكداً إقامة الحفل وأنه قادم للقاء الجمهور.



ولم يمض على تصريح الوسوف أكثر من 24 ساعة، حتى أعلنت الشركة المنظمة تأجيل الحفل إلى إشعار آخر لأسباب لم تسمّها، معلنة بدء حملة إعادة أثمان التذاكر كاملة غير منقوصة.

وتوصل "العربي الجديد" إلى معلومات، مفادها عدم حصول منطمي الحفل على موافقات أمنية لإقامته، فضلاً عن الاعتراض على عدد من عازفي فرقة الوسوف الموسيقية كونهم من حملة الجنسية السورية والذين لا يستطيعون دخول الأردن من دون تأشيرة دخول.

الوسط الفني والإعلامي الأردني لم يفاجئه خبر إلغاء حفلات الوسوف في الأردن، (رغم أن التأجيل أو الإلغاء هذه المرة ليس بسببه) فسلطان الطرب له سوابق مع الجمهور الأردني بهذا الاتجاه، فقد اعتذر مرتين عن إحياء حفلين جماهيريين، رغم نفاد تذاكر الحفلين وقتها، بحجج مختلفة في عام 2004 و2005، وتم تبادل دعاوى قضائية بينه وبين متعهدي الحفلين آنذاك، وكانت النتيجة الاتفاق بأن يغني الوسوف حفلاً جماهيرياً مشتركاً للمتعهدين معاً في قاعة الأرينا، إضافة إلى إحيائه لحفل "زفاف" مقابل إسقاط الدعاوى القضائية، وهذا ما تم.

لكن أشهر ما واجهه الوسوف مع الجمهور الأردني، كان في افتتاح مهرجان الأردن الدولي عام 2008، وهي الدورة التي اتهمت بالتعامل مع جهات إسرائيلية، فتمت الدعوة إلى مقاطعة المهرجان، ما جعل الوسوف يتردد في المشاركة، وتخلّف عن موعد الطائرة القادمة من العاصمة اللبنانية، مما دعا وزير الثقافة وقتها الشاعر جريس سماوي ونقيب الفنانين الأردنيين المخرج شاهر الحديد للذهاب إلى مقر إقامة الوسوف والعودة به إلى الأردن، حيث وصل الوسوف إلى موقع الحفل براً، قبل ساعة واحدة من انطلاقه.

وطرحت روتانا للصوتيات والمرئيات "الشركة المنتجة السابقة لأعمال الوسوف" أخيراً "ألبوم" غنائياً له، يضمّ مجموعة مختارة من أجمل ما قدمه خلال مسيرته مع الشركة.

ويحمل الألبوم الجديد عنوان "إشتقنالك" ويتضمن 14 أغنية تم اختيارها من مجموعة الألبومات التي قدمها الوسوف، كما اختارت روتانا لقطة من كليب الوسوف الأخير "بيحسدوني" غلافاً للألبوم الحدث كما سمته.

وتبدو الخطوة محاولة لنيل رضا الوسوف صاحب الجماهيرية الطاغية، لإنتاج وتوزيع ألبومه الجديد، والذي يعمل على تسجيل أغنياته في استوديو طوني سابا في بيروت منذ عدة أشهر، بعد شائعات أن شركة بلاتينيوم التابعة لمجموعة إم بي سي، تضع عينها على مفاوضته والقبول بكل شروطه في سبيل ضمه للشركة، بعد انضمام الفنانة الإماراتية أحلام.

المساهمون