طارق الجندي والأوركسترا الوطنية: ليس عُوداً فقط

27 فبراير 2019
أحاول أن ألتفت إلى التأليف الموسيقي أيضاً (فيسبوك)
+ الخط -
في ألبومه "ترحال"، اكتفى الموسيقي وعازف العود الأردني، طارق الجندي، بتوزيع مُتقشّف؛ عود وإيقاع، وباص. في عمله الذي تلاه، "صور"، الذي صدر قبل أربعة أعوام، ذهب إلى توزيع أوسع، ليضم، إلى جانب العود، كل من البيانو (غدير عبيدو) وفلوت (آلاء تكروري) وإيقاع (ناصر سلامة) وتشيلّو (فادي حتّر) وباص غيتار (منذر جابر).

حينها، قال الجندي، في حديثٍ إلى "العربي الجديد": "الموسيقي كالرّسام، يمزج أصواتاً مختلفة، ليحقّق تأثيراتٍ أكبر عليه وعلى المتلقّي". وفعلاً، ها هو صاحب "بين بين"، يزيد من سعة التوزيع الموسيقي، ليذهب بالعود إلى مساحة أكبر، من خلال كتابة قطع بتوزيع أوركسترالي، سيحملها في الثامن والعشرين من الشهر الجاري إلى دير اللاتين في محافظة مادبا الأردنية.

تصاحب الجُندي، في العرض، الأوركسترا الوطنية، بقيادة محمد عثمان، ليقدّم وإيّاها مجموعةً من قطعه الجديدة، التي كتب بعضها للعود، وكتب بعضها الآخر بتوزيع أوركسترالي. لماذا التوزيع الأوركسترالي؟ نسأل الجندي، فيجيب: "هذه تجربة لا تنفي تجربتي السابقة، أي العود والإيقاع وحيدين، أو بمرافقة عدد محدود من الآلات، ما يزال العود مع الإيقاع قائمَين. لكن هذه التجربة الجديدة أحاول عبرها أن أوسّع من وسائلي التعبيرية كمؤلّف موسيقي".

يضيف، في حديثه إلى "العربي الجديد": "المسألة، هنا، تتعلّق بالحوار الذي يحصل بين العود والأوركسترا، والقدرة على تقديم عمل شرقي فيه حوارية بين كل هذه الآلات".

أما بالنسبة إلى العود، وما يبلغه من آفاق في مرافقته للأوركسترا، فيقول الجندي: "يبقى العود يعمل على الارتجال، والحوار، وعلى جُمل قد تكون مدروسة أكثر تفرضها هذه المصاحبة. طبيعة صوته، هنا، تختلف؛ فهو يرافق أربعين عازفاً يتحاورون عبر آلات مختلفة. هنا، في هذا السياق، أحاول أن ألتفت إلى التأليف الموسيقي، وليس عزف العود فقط".

يتألّف العرض من ثمانية أعمال ألّفها الجُندي، وعملين، أحدهما لاتيني والآخر أرمني، وقطعة من تأليف الموسيقي العراقي فايز ميناس. 11 قطعةً سيجول بها صاحب "ألحان من طفولتي" عدّة محافظات أردنية، وذلك بدعم من مؤسسة "عبد الحميد شومان". فإلى جانب مادبا، سيطلّ الجندي على جمهوره في محافظتي الزرقاء وإربد. وهذه الجولة الثانية له في المحافظات الأردنية برفقة الأوركسترا.

لماذا هذا الإصرار على الخروج من عمّان والذهاب لتقديم عروض في المحافظات الأخرى؟ يجيب الجندي: "الأردن ليست عمّان فقط. لا يمكن لها أن تبقى مركزيةً، مقابل تهميش بقية المدن والمحافظات الأردنية".

يوضّح: "لا بدّ للموسيقي أن يذهب إلى الجمهور الذي يستطيع أن يصله، ويتواصل معه عن قرب". أما بالنسبة إلى ردود فعل الجمهور، الذي عادةً يميل إلى الغناء أكثر من الموسيقى، يقول الجندي: "تباينت ردود الفعل، لكن في معظمها كانت إيجابية. إن استمررنا بالعمل بهذه الطريقة، ستُراكم خلال عقد لتؤسّس لمشهد ثقافي وفني مميز، أفضل مما هو الآن". وإن كان سيصدر هذا العمل في ألبوم، فيشير الجندي إلى أن هذا لن يحدث، التسجيلات كلها موجودة على يوتيوب.

يجمع الفنان الأردني طارق الجندي (1983) بين التأليف الموسيقي وتدريس العزف على آلات مختلفة في عدد من المعاهد والأكاديميات، وكان قد أصدر كتاباً العام الماضي بعنوان "دراسات ومؤلّفات لآلة العود"، يتضمّن رؤيته الموسيقية وجوانب من تجربته التي بدأها منذ أكثر من عشر سنوات.

المساهمون