"صدى سوشال": الفضاء الرقمي ذراع للإبادة الجماعية في غزة

09 يوليو 2024
فلسطيني يحاول التقاط إشارة شبكة الاتصالات في رفح، 19 يناير 2024 (فرانس برس)
+ الخط -
اظهر الملخص
- كشف مركز صدى سوشال عن تزايد الانتهاكات الرقمية ضد الفلسطينيين على منصات التواصل الاجتماعي، حيث يتم حذف المنشورات التي تكشف جرائم الاحتلال الإسرائيلي وحظر المستخدمين الفلسطينيين، بينما تُترك حملات التحريض الإسرائيلية مستمرة.

- استمرت شركة ميتا في حذف المحتوى الذي يفضح الاعتداءات الإسرائيلية، حيث تم تسجيل أكثر من 1300 حالة انتهاك رقمي ضد مناصري فلسطين، بما في ذلك حظر أرقام مستخدمي واتساب، مع مخاوف من حصول جيش الاحتلال على بيانات المستخدمين.

- تصاعدت حملة التحريض الإسرائيلي ضد الفلسطينيين منذ أكتوبر، حيث تم تسجيل أكثر من 55 ألف منشور إسرائيلي يحرض على العنف، وندد مركز صدى سوشال بالحصار الرقمي المفروض على غزة ودعا إلى تكثيف الجهود لإنهاء الحصار.

كشف مركز صدى سوشال عن تزايد في حالات الانتهاك الرقمي بحقّ المستخدمين الفلسطينيين لمنصات التواصل الاجتماعي، في ظل استغلال الاحتلال للفضاء الرقمي كإحدى "أذرع حرب الإبادة الجماعية المستمرة في قطاع غزة".

وفي تقرير شهريّ مايو/أيار ويونيو/حزيران الماضيين، الذي صدر الاثنين، وثّق "صدى سوشال" تواصل حذف المنشورات التي تكشف جرائم الإبادة الإسرائيلية في غزة، وحظر المستخدمين الفلسطينيين، مع ترك الباب مفتوحاً أمام حملات التحريض الإسرائيلية المتواصلة.

ومنذ بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في السابع من أكتوبر/تشرين الأوّل الماضي، شكّل الفضاء الرقمي ومنصات التواصل الاجتماعي إحدى جبهات الحرب الإسرائيلية على الفلسطينيين، بدءاً من التعتيم على الرواية الفلسطينية وحذف الحسابات المؤيدة لفلسطين، وإطلاق محاكمات بحق فلسطينيين في الضفة الغربية والداخل المحتل، بسبب تعليقات أو منشورات على الشبكات الاجتماعية.

استمرت شركة ميتا، مالكة "فيسبوك" و"إنستغرام"، في حذف المحتوى الذي يفضح الاعتداءات الإسرائيلية في قطاع غزة. يوم 26 مايو/أيار الماضي أحرقت قوات الاحتلال خيم النازحين الفلسطينيين في مدينة رفح، وبعد 24 ساعة على "محرقة الخيام" تلقى "صدى سوشال" أكثر من 130 شكوى من مستخدمين نشروا صوراً ومقاطع توثق الجريمة قبل أن تتعرض للحذف من قبل شركة ميتا.

تكرّر الأمر لاحقاً، في 8 يونيو/حزيران الماضي، مع ارتكاب الاحتلال لمجزرة مخيم النصيرات، إذ تلقى المركز 86 شكوى تتعلق بحذف مقاطع فيديو وصور توثّق جريمة الاحتلال. وندّد "صدى سوشال" بحذف المواد التوثيقية، خاصةً أنّها تشكل أحد المصادر الرئيسية للحقوقيين في محاسبة دولة الاحتلال التي تواجه اتهامات دوليةً بارتكاب إبادة جماعية.

وأشار في الوقت نفسه، إلى أنّ ذلك جزءٌ من انحياز شركات التواصل الاجتماعي المستمر ضدّ الرواية الفلسطينية، معلناً عن تسجيله أكثر من 1300 حالة انتهاك رقمي بحق مناصري فلسطين على المنصات المختلفة في مايو ويونيو، أبرزها حظر أرقام 23 شخصاً من مستخدمي تطبيق المراسلة واتساب.

ولفت المركز إلى وجود "مخاوف حقيقية" حول حصول جيش الاحتلال على بيانات مستخدمي "واتساب" في غزة، لتغذية نظام الذكاء الاصطناعي لافندر الذي يستخدمه في قتل الفلسطينيين في قطاع غزة، خاصةً مع صدور تقارير تتحدث عن ثغرة أمنية في التطبيق. تزامن ذلك، مع تقارير أخرى عن وصول معلومات وبيانات لفلسطينيين في قطاع غزة إلى أجهزة أمن الاحتلال، بغرض ابتزازهم وتهديدهم بنشر صور ومحادثات شخصية في حال رفضوا التعاون معه.

كذلك، نبّه "صدى سوشال" من جديد إلى تصاعد حملة التحريض الإسرائيلي ضد الفلسطينيين منذ السابع من أكتوبر الماضي، وسجّل "صدى سوشال" أكثر من 55 ألف منشور إسرائيلي يحرّض على العنف ضد الشعب الفلسطيني، من الدعوات لارتكاب إبادة جماعية في الضفة الغربية، وصولاً إلى استخدام السلاح النووي ضد غزة. كما استمر الترويج لخطاب الكراهية ضد المتظاهرين والناشطين المؤيدين لفلسطين، ووسمهم بمعاداة السامية، وفقاً لـ"صدى سوشال".

وندّد المركز بالحصار الرقمي الذي فرضه الاحتلال على غزة منذ أكثر من 20 عاماً، وقيامه بتدمير شبكة الاتصالات في القطاع خلال العدوان الحالي. أشار إلى أنّ "الظلام الرقمي" ينعكس بشكل كارثي على حياة الفلسطينيين في القطاع، الذين صاروا عاجزين عن التواصل مع لجان الطوارئ والإسعاف، أو معرفة النقاط الآمنة.

ودعا التقرير إلى "تكثيف الجهود لإنهاء الحصار الإنساني والرقمي المفروض على قطاع غزة، وإدخال كامل الاحتياجات الطبية والغذاء والماء والوقود ومعدات الاتصالات بشكلٍ فوري".

المساهمون