متحف فطّوم: كل ما يخطر في بالك

18 يناير 2016
متحف فطوم (فيسبوك)
+ الخط -
هل بحثت عن الجيل الأول من الموبايلات والذي يبلغ طوله تقريباً طول ذراعك؟ وهل تملكتك الرغبة في رؤية أدوات الزينة التي كانت تستخدمها المرأة قبل مئة عام؟ وهل أنت من هواة مشاهدة العملات المعدنية القديمة؟ أشياء أخرى كثيرة سوف يجدها من يقوم بزيارة "متحف فطوم المنزلي" الذي أقامته فطوم عوض في منزلها المتواضع في عمان، وبجهودها الذاتية ومساعدة محبيها ومشجعيها.

بدأت فطوم عوض هذه الهواية، وهي جمع الأثار التي قاربت على الانقراض، منذ صغرها وتحديدا في سن الخامسة، وبدأت الأشياء والتحف القديمة تستهويها وتلفت انتباهها، حتى قررت أن تجمعها في مكان واحد، وأعلنت بين أصدقائها وعائلتها أنها سوف تتلقى منهم كل الأشياء التي يعتبرونها "موضة قديمة"، وتلحقها بمتحفها الصغير الذي اطلقت عليه اسم "متحف فطوم المنزلي". وعلاوة على ذلك فهي تقوم بشراء أي تحف قديمة وتجذبها وتبحث عنها مهما كلفتها من مال أو جهد، ولا يهدأ لها بال حتى تراها قد انضمت لرفوف متحفها المتواضع.

أصبح الآن لدى فطوم ما يزيد عن ألف قطعة أثرية يعود عمر أقدمها إلى ثلاثمائة عام أي ثلاثة قرون، وحبها للتاريخ العربي عامة هو الدافع الأول الذي جذبها لهذه الهواية، حيث ما إن تدخل عتبة بيتها حتى تفوح رائحة التاريخ ويأخذك الحنين إلى حضارة عريقة كانت تحتل مكانتها بين الحضارات العالمية.

لا تكتفي فطوم بجمع هذه المقتنيات الأثرية النادرة ورصها، ولكنها تبحث عن تاريخها وفائدتها واستخداماتها؛ وذلك من خلال والدها الثمانيني الذي يروي لها قصة الشروال مثلا أو لجام الحصان وأدوات الزراعة التي كانت تستخدم قديما بطريقة يدوية، ورغم مشاركة فطوم بمعارض محلية في عمان والزرقاء إلا أن لديها طموحا أكبر؛ وهو أن يصبح لديها متحف متنقل تجوب به كافة أنحاء الأردن، لكي يتعرف الجيل الجديد من طلبة المدارس والجامعات على تاريخ بلادهم ووطنهم العربي الكبير، خاصة في ظل التحديات والحروب التي يتعرض لها العرب في كل مكان وبكل الطرق، ولكن لكل شيء أصله العربي كما تقول، والسرقات ما زالت مستمرة للتاريخ الأردني والفلسطيني خاصة، وتوجز فطوم عوض رسالتها بقولها: "أمة بلا تاريخ ولا ماض هي أمة بلا مستقبل".


اقرأ أيضاً: المطربة الفلسطينية ريم بنّا تفقد صوتها
دلالات
المساهمون