اكتشاف أقدم حالة طاعون في السويد

09 ديسمبر 2018
بكتيريا Yersinia pestis المسببة للطاعون (Getty)
+ الخط -

في مقبرة بالقرب من مدينة غوكيم، غرب السويد، اكتشف الباحثون، يوم أمس السبت، جثّة امرأة تبلغ من العمر عشرين عاماً، دُفنت مع العشرات من أقاربها، كما ذكرت "شبيغل أون لاين". وكانت المرأة مزارعة في مقتبل عمرها.

ويعتقد الباحثون أنَّها كانت ضحيَّة نوعٍ مبكر جدًا من البكتيريا المسببة للطاعون "Yersinia pestis". في مجلّة "سيل" Cell، العلميّة المحكّمة، يشير فريق بحثي من السويد والدنمارك وفرنسا، كيف ساعدهم هذا الاكتشاف في إعادة رسم أصل العوامل الوراثية لمرض الطاعون.


من خلال بقايا المرأة، تمكّن الباحثون من إرجاع أصل سلالة بكتيريَّة لم تكن معروفة من قبل، إلى الطاعون. وهذا دليل على أنّ الطاعون هو أقدم الآفات التي فتكت بكوكب الأرض منذ بداية البشرية. وسابقاً، كان العلماء يفترضون أنَّ العامل المسبب لمرض الطاعون، قد أتى من خلال هجرة قبائل البدو إلى أوروبا، أو ما تسمى قبائل الجامنجا، منذ حوالي 4800 سنة. لكن، يشير الاكتشاف في السويد إلى أنّ وقت إصابة المرأة بالمرض هو قبل قدوم هذه القبائل إلى أوروبا. بالإضافة إلى ذلك، فإن البكتيريا التي سببت مرض الطاعون لهذه المرأة، مختلفة وراثياً، بشكل أو بشكل آخر، عن البكتيريا التي جلبتها قبائل الجامنجا إلى أوروبا. 

ويتكهّن الباحثون، من خلال هذا الاكتشاف، بأن الطاعون من الممكن أن يكون أوّل وباء في تاريخ العالم. وربّما يكون هذا المرض هو السبب في انخفاض أعداد السكان في المستوطنات العملاقة في العصر الحجري، في مولدوفا ورومانيا وأوكرانيا. 

وقد فتك مرض الطاعون، مرّة أخرى، بالبشرية في القرن السادس الميلادي. ووفقاً لتقديرات بعض المؤرخين، فإنّ حوالي نصف سكان الامبراطورية الرومانية ماتوا بسبب هذا الوباء. أمّا في العصور الوسطى، فقد حصد المرض ما لا يقل عن 25 مليون ضحيَّة، أي ثلث سكان أوروبا في ذلك الوقت. وجدير بالذكر، أنّ الطاعون لم يُهزم حتّى الآن على كوكبنا، وهو لا يزال منتشرًا في مدغشقر مثلاً. وينتقل هذا الوباء عن طريق القوارض إلى الحيوانات الأليفة، ومن ثمّ إلى البشر. ويتوقع الباحثون قدوم نوع جديد من الطاعون.
المساهمون