استمع إلى الملخص
- **التداعيات القانونية والسياسية**: الصفقة كانت ستخضع لتدقيق مكافحة الاحتكار في الولايات المتحدة، وتواجه غوغل انقسامات داخلية واحتجاجات بسبب تعاونها مع سلطات الاحتلال الإسرائيلي ومشروع نيمبس.
- **حركة الاحتجاج داخل غوغل**: تشهد غوغل حركة متنامية من موظفيها ضد مشروع نيمبس، مع طرد عشرات الموظفين المحتجين وتوقيع أكثر من 1100 طالب وموظف على تعهد بعدم قبول وظائف في غوغل وأمازون حتى تفضّا شراكتهما مع الاحتلال.
فشلت مساعي شركة غوغل للاستحواذ على شركة ويز الإسرائيلية للأمن السيبراني، مقابل 23 مليار دولار أميركي، وفقاً لما كشفه مصدر مطلع على النقاشات بين الطرفين لصحيفة وول ستريت جورنال الأميركية. وقال الرئيس التنفيذي لـ"ويز"، عساف رابابورت في رسالة وجهها إلى الموظفين يوم الاثنين عبر البريد الإلكتروني واطلعت عليها "وول ستريت جورنال"، إن الشركة ستبدأ إجراءات اكتتاب عام أولي. وكتب رابابورت: "أعلم أن الأسبوع الماضي كان مجهداً وسط الضجة التي رافقت عملية الاستحواذ المحتملة. وعلى الرغم من شعورنا بالإطراء إزاء العروض التي تلقيناها، فإننا قررنا الاستمرار في طريقنا لبناء ويز". وأشار إلى أن شركته تعتزم الوصول إلى مليار دولار من الإيرادات السنوية المتكررة قبل الاكتتاب العام.
وأفاد مصدر "وول ستريت جورنال" بأن "ويز" تهدف إلى تحقيق الإيرادات السنوية المتكررة البالغة مليار دولار خلال العام المقبل، ثم الاكتتاب العام الأولي في غضون السنوات القليلة المقبلة. ووفقاً لـ"وول ستريت جورنال"، فإن "ويز" تدر حالياً 500 مليون دولار من الإيرادات السنوية المتكررة.
كان من الممكن أن تؤدي الصفقة مع "ويز" إلى إطلاق تدقيق من قبل مسؤولي مكافحة الاحتكار في الولايات المتحدة، إذ تنتظر شركة غوغل حالياً صدور حكم في دعوى قضائية رفعتها وزارة العدل، تدعي أنها استخدمت وسائل غير قانونية للاحتفاظ بهيمنتها في البحث عبر الإنترنت. ورفعت الوكالة الفيدرالية العام الماضي دعوى ثانية على "غوغل" لمكافحة الاحتكار.
ولو تمّت الصفقة لكانت ستثير انقسامات داخلية إذ تشهد غوغل غلياناً منذ بدء العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، بسبب تعاونها مع سلطات الاحتلال في مجالات عدة. انتفض موظفون داخل "غوغل" ومواطنون وناشطون خارجها ضد التعاون بين الشركة الأميركية العملاقة والاحتلال الإسرائيلي، وخصوصاً ضد مشروع نيمبس، وهو عقد وقّعه الطرفان إلى جانب "أمازون" عام 2021، قيمته 1.2 مليار دولار، لتوفير خدمات سحابية إلكترونية للجيش والحكومة الإسرائيليين. وتسمح هذه التكنولوجيا بمزيد من المراقبة وجمع البيانات بشكل غير قانوني عن الفلسطينيين، وتسهل توسيع المستوطنات اليهودية غير القانونية على الأراضي الفلسطينية. وُقّع هذا العقد في الأسبوع نفسه الذي هاجمت فيه قوات الاحتلال الإسرائيلي فلسطينيين في قطاع غزة، ما أدى إلى استشهاد ما يقرب من 250 شخصاً، من بينهم أكثر من 60 طفلاً. وبموجب شروط العقد، لا تستطيع "غوغل" و"أمازون" منع أي جهة حكومية إسرائيلية، وبينها الجيش، من استخدام خدماتهما، ولا تستطيعان إلغاء العقد.
وبسبب هذا التعاون تشهد "غوغل" منذ فترة حركة متنامية بين موظفيها ضغطاً على الشركة لإسقاط المشروع. وتضم المجموعة الاحتجاجية المسماة "لا تكنولوجيا للأبارتهايد" نحو 40 موظفاً في "غوغل" يشاركون بشكل وثيق في هذا الحراك، وفقاً للأعضاء الذين يقولون إن هناك مئات الموظفين الآخرين المؤيدين لهم. وطردت "غوغل" عشرات الموظفين الذين احتجوا علناً على الإبادة الجماعية في غزة وعلى تعاون الشركة مع الاحتلال. كما وقّع أكثر من 1100 من طلاب العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات والموظفين الشباب، من أكثر من 120 جامعة أميركية، على تعهد بعدم قبول وظائف أو تدريب داخلي في شركتي "غوغل" و"أمازون"، حتى تفضّا شراكتهما مع الاحتلال الإسرائيلي عبر مشروع نيمبس.
تأسست "ويز" عام 2020، وسرعان ما أصبحت واحدة من أهم الشركات في مجال أمان الحوسبة السحابية المزدهر. وهي مدعومة من قبل أصحاب رؤوس الأموال الاستثمارية البارزين في وادي السيليكون، بما في ذلك سيكويا كابيتال، وأندريسن هورويتز، وإندكس فنتشرز، ولايتسبيد فينتشر بارتنرز.