الوحدة أخطر من البدانة المفرطة

30 نوفمبر 2015
الوحدة قد تكون قاتلة (Getty)
+ الخط -
الشعور بالوحدة لم يعد مجرّد شعور، بل أصبح خطرًا على الصحة ينافس الأمراض المزمنة. هذا ما توصّلت له دراسة حديثة أجريت في جامعة شيكاغو، حيث تبيّن أن الأشخاص الوحيدين هم عرضة للموت المبكر بنسبة 15 في المائة أكثر من الأشخاص الذين يحسّون أنهم مرغوبون من قبل من حولهم، ما يجعل الوحدة "مرضًا" أسوأ بمرتين من البدانة المفرطة على الصحّة.

تشير الدراسة إلى أن شعور الفرد أنه وحيد أو غير مرحّب به يضعف جهاز المناعة لديه، ويخفّف من قدرة الجسم على محاربة الفيروسات، ويدفع ضغط الدم إلى معدّلات خطيرة. وبالإضافة إلى زيادة احتمالات الإصابة بالاكتئاب، تؤدي الوحدة إلى نظام نوم متقطّع، وبالتالي اعتماد الفرد على المنومات واختباره الكسل شبه-الدائم في أوقات النهار.

ومن خلال دراسة أفراد من الجنسين، وجدت الدراسة أن الذين صرّحوا بشعورهم بالوحدة يرتفع لديهم نشاط جينات الCTRA المتعلّقة بجهاز المناعة، ما يحدّ من محاربة الجسم للفيروسات، ويزيد الالتهابات في الجسم، فيؤدي أحيانًا إلى مشاكل قلبيّة لديهم.

هذا وقد أظهرت التجارب على قرود المكاك أن التغيّرات هذه تحمل نتائج غير سارّة على الجسم، إذ انتشر فيروس نقص المناعة (المشابه للـHIV في البشر) في دم ودماغ القرود بسرعة كبيرة، وهذا حدث لا يحتمل المصابون بالفيروس البشري حدوثه.

يقترح الباحث جون كاسيوبو أن التغيّرات في جهاز المناعة تؤثر على السلوك الاجتماعي للفرد، لأنها تجعل الإنسان عرضة للقلق، فيخسر الحافز الذي يدفعه إلى الخروج وملاقاة الناس، ما يفسّر لماذا يكون الخروج من نمط حياة الوحدة صعبًا في بعض الأحيان.

وأثبت فريق الباحثين أن العلاقة بين الجينات المذكورة والشعور بالوحدة مزدوجة، أي أن الذين يشعرون بالوحدة تزداد لديهم بالتالي جينات CTRA، والذين تزداد لديهم جينات CTRA في الأساس هم عرضة للشعور بالوحدة على مدى أشهر أيضًا.

إقرأ أيضاً: عيد الطفل السوري؟
دلالات
المساهمون