صدام داخل "العمال" البريطاني حول الاستفتاء الثاني لـ"بريكست" بحملة الانتخابات الأوروبية

30 ابريل 2019
يرغب العمال باستفتاء حول أي اتفاق مقبل على بريكست(Getty)
+ الخط -

يتجه حزب "العمال" البريطاني، نحو صدامٍ بين مؤيدي الاستفتاء على أي اتفاق حول "بريكست" ومعارضيه مساء اليوم الثلاثاء، عندما تجتمع اللجنة التنفيذية للحزب، لتحديد برنامجه الانتخابي لانتخابات البرلمان الأوروبي المقبلة. ويأتي ذلك بالتزامن مع أجواء تفاؤل حذر في المباحثات الثنائية بين "العمال" و"المحافظين" للتوصل إلى تسوية حول "بريكست".

وينتظر أن تستمر المباحثات بين مسؤولي الحزبين هذا الأسبوع، لتشمل قضايا خلافية أساسية، مثل الاتحاد الجمركي والسوق المشتركة وحقوق العمال وقوانين الحماية البيئية.

وبالرغم من عدم وجود عرضٍ حكومي جديد لـ"العمال"، إلا أن الوفدين خرجا بتفاؤل حذر يعود لتغير في نبرة المفاوضات يعكس بدوره وجود أرضية مشتركة يمكن البناء عليها، بخلاف مفاوضات الأسبوع الماضي.

ورأى ديفيد ليدنغتون، نائب رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي، ومدير المفاوضات، أن "الحاجة لمزيد من العجلة في المباحثات أمر يدفع للتفاؤل".

أما وزيرة البيئة في حكومة الظل العمالية سو هايمان، فأكدت أن "النقاشات كانت بناءة حقاً"، معربة عن اعتقادها أن الحكومة مستعدة "للتحرك باتجاهنا".

وكانت الحكومة البريطانية قد تخلت عن خططها لتمرير اتفاق "بريكست" من خلال التصويت على قانون الانسحاب من الاتحاد الأوروبي، ولجأت بدلاً من ذلك إلى إمكانية التصويت الاستشاري، إذا انهارت المباحثات مع "العمال".

وقال المتحدث باسم رئيسة الوزراء إن المباحثات الثنائية مستمرة "طالما هنالك احتمال التوصل إلى موقف واحد نتقدم به للبرلمان". ولكنه أضاف أن ماي ستلجأ إلى عدد من الأصوات الاستشارية للتوصل إلى حل برلماني.


وكان وزير الخارجية جيريمي هنت قد رأى في حديثٍ له أدلى به خلال الجولة الأفريقية التي يقوم بها الأسبوع الحالي، أن القبول بتسوية لـ"بريكست" تشمل اتحاداً جمركياً يشير إليه "العمال" سيواجه بالرفض من قبل النواب المحافظين. وقال هنت: "أعتقد أننا نجازف بخسارة عدد أكبر من أصوات المحافظين مما سنكسبه من أصوات العمال".

وتسعى حكومة ماي للتوصل إلى حل لـ"بريكست" قبل موعد الانتخابات الأوروبية، والتي ينتظر أن تكون استفتاء على مدى شعبية حزبها. إلا أن "العمال" لا يتعامل مع ذات الدرجة من الضغط، حيث إنه من المستفيدين من انعقاد الانتخابات في 23 مايو/أيار المقبل.

لكن "العمال"، من جهة أخرى، ليس في موقفٍ مريح هو الآخر. فالحزب يتجه نحو صدام بين مؤيدي الاستفتاء الثاني ومعارضيه خلال اجتماع يعقد مساء اليوم لوضع مسودة البرنامج الانتخابي للانتخابات الأوروبية.

وبينما يوجد تأييد كبير للاستفتاء الثاني في قواعد الحزب، وبقيادة نائب رئيسه طوم واطسون، فإن زعيم الحزب جيريمي كوربن، لا يزال معارضاً لإجرائه.

غير أن تسوية محتملة قد تؤدي إلى عرض استفتاء ثان بهدف وقف خطط المحافظين لتمرير صفقة ماي لـ"بريكست" أو الخروج من دون اتفاق.

وكان أكثر من 100 نائب عمالي قد بعثوا برسائل إلى اللجنة المركزية للحزب، يطالبون بأن يستغل "العمال" الحملة الانتخابية للمطالبة باستفتاء ثانٍ مهما كانت الظروف، بينما تعهد أكثر من 30 نائباً عمالياً في البرلمان الأوروبي بدعم الاستفتاء الثاني، ومن ثم دعم البقاء في الاتحاد الأوروبي.

إلا أن تسوية داخل الحزب ستقود إلى القبول باستفتاء ثانٍ مشروط، حيث يهدف فقط إلى وقف "بريكست" المحافظين الضار بمستقبل البلاد، كما يرى "العمال"، بينما ينتظر أن يترك البيان الانتخابي الباب مفتوحاً أمام احتمال استفتاء ثان في مراحل لاحقة وظروف مختلفة.

المساهمون