سورية: المعارضة تستعد لجولات أستانة وجنيف والنظام يصعّد ميدانياً

06 مارس 2017
مواطن سوري في بلدة الباب (الأناضول)
+ الخط -


مع انتهاء جولة التفاوض الرابعة في جنيف بين وفدي النظام السوري والمعارضة، بإعلان المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا عن جدول أعمال من 4 نقاط للجولة المقبلة، وهي الحكم والدستور والانتخابات والإرهاب، والتي سيتم بحثها بالتوازي وفق دي ميستورا، وفي هذا السياق، بدأ الطرفان في تحضير ملفاتهما استعداداً لجولتي التفاوض القريبتين في أستانة وجنيف، في وقتٍ يواصل النظام السوري تصعيد عملياته العسكرية في مناطق سيطرة المعارضة السورية، خصوصاً في إدلب وريف دمشق. وقد بدأت الهيئة العامة لـ"الائتلاف الوطني السوري" أمس الأحد، اجتماعاً يستمر ليومين في إسطنبول التركية، تُقيّم فيه جولة مفاوضات جنيف 4 والأوضاع الميدانية في سورية.

في هذا الصدد، أعلن المسؤول الإعلامي في الائتلاف أحمد رمضان لـ"العربي الجديد"، أن "الاجتماع يتناول ما تمّ إنجازه في جنيف، ويستمع إلى عرض حول أبرز النقاط التي تمّ التطرّق إليها، ويبحث في سبل الاستعداد للجولة المقبلة من المفاوضات". وأضاف أن "وفد المعارضة استطاع في الجولة الأولى من جنيف 4 تثبيت موضوع الانتقال السياسي بالتعاون مع الأمم المتحدة، في إطار جنيف 1 وقراري مجلس الأمن 2118 و2254"، مشيراً إلى أن "وفد النظام ظلّ إلى ما قبل اليوم الأخير في جولة جنيف 4 يرفض التطرّق لهذا الموضوع، ولم يغير موقفه إلا بعد أن هدده دي ميستورا بالخروج إلى العلن وتحميله مسؤولية فشل الاجتماع، بعد ضغوط روسية كبيرة".

ولفت رمضان إلى أنه "لا ضمانات تُلزم النظام بهذه الموافقة، باستثناء أن الأمم المتحدة توثق هذه الالتزامات، إذ سيقدم دي ميستورا عرضاً لما جرى في جنيف الأربعاء المقبل أمام مجلس الأمن"، معتبراً أن "النظام لا يستطيع التملص من التزاماته إلا إذا وفّر له الروس الغطاء المطلوب". وتابع أن "هناك مشكلة في الموقف الروسي بسبب تناقض المواقف التي لا يمكن البناء عليها، لكن الجانب الروسي كان محرجاً من فشل جولة التفاوض في جنيف باعتبار أنه كان اللاعب الوحيد بغياب الجانب الأميركي، لأن فشل جنيف يعني فشل أستانة. لذلك رأينا أن نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف أعلن بنفسه موافقة النظام السوري على الانتقال السياسي قبل أن يعلن النظام ذلك".

من جهتها، ذكرت عضو الوفد الإعلامي في وفد المعارضة ربا حبوش لـ"العربي الجديد"، أن "المعارضة ملتزمة بالعملية السياسية وجدول الأعمال الذي تمّ الاتفاق عليه، وستكون الأولوية وفق وجهة نظرنا للانتقال السياسي". وأوضحت أن "وفد المعارضة سوف يسعى للحفاظ على أداء متوازن خلال الجولة المقبلة، ويقوم بتحضير الملفات المطلوبة بشأن سلال التفاوض الأربع المطروحة، مع مواصلة التشاور مع الأصدقاء ومع المبعوث الدولي وفريقه خلال الفترة المقبلة". وأشارت حبوش إلى أن "مسألة مكافحة الإرهاب التي طلب وفد النظام إضافتها إلى التفاوض سوف توزع على محطتي التفاوض في أستانة وجنيف. وتتناول أستانة المسائل المتعلقة بتصنيف الجهات الإرهابية، بينما يجري في جنيف بحث آليات مكافحة الإرهاب بعد تشكيل الجسم الذي سيحكم في المرحلة الانتقالية".



كذلك أعلن مسؤولون روس أن "الجولة المقبلة من جنيف، ستكون في العشرين من الشهر الحالي"، رغم اكتفاء دي ميستورا بالقول إنها "ستعقد هذا الشهر" من دون أن يعطي تاريخاً محدداً. وذكرت مصادر صحافية أن "الجانب الروسي عمد إلى إعلانه عن استئناف التفاوض في 20 مارس/آذار الحالي، من دون التشاور مع دي ميستورا، والذي قال إنه سيجري خلال الأيام المقبلة مشاورات مع الأمين العام للأمم المتحدة ومع مجلس الأمن الدولي، لتقديم إيجاز عما تحقق في جولة جنيف المنتهية".

من جانبه، أبدى الرئيس الإيراني، حسن روحاني، أمله في "نجاح الجهود التركية الروسية الإيرانية الرامية في سورية"، معتبراً أن "لا مخرج في سورية إلا بالاتفاق على حل سياسي". وخلال مؤتمر صحافي مشترك عقده والرئيس الأذري إلهام علييف، والذي وصل إلى طهران أمس الأحد، قال روحاني إنه "من الضروري احترام وحدة أراضي دول المنطقة وحل النزاعات فيها بالحوار"، مشيراً إلى أن "استخدام بعض الأطراف الإقليمية للإرهاب كوسيلة لتوسيع نفوذها في المنطقة أمر خاطئ، ولهذا الإرهاب جذور سلفية وهابية، وإيقاف دعم التنظيمات الإرهابية كفيل بإنهاء هذه المسألة".

ميدانياً، واصل النظام السوري عملياته العسكرية قدماً، من دون إبداء أي اكتراثٍ باتفاقية وقف إطلاق النار، الداخلة في حيز التنفيذ منذ 30 ديسمبر/كانون الأول الماضي، محاولاً تحصيل المزيد من المكاسب الميدانية، بالتزامن مع جولات التفاوض الحالية.

في إدلب، قُتل ستة مدنيين، وجُرح أكثر من 15 آخرين، بغارات استهدفت بلدة كفرنبل، إذ أكدت مصادر محلية هناك بأن "القصف الجوي نفذته طائرات روسية بالصواريخ والقنابل، والتي سقطت داخل أحياءٍ سكنية".
كذلك تعرّضت مناطق أخرى بذات المحافظة لقصفٍ جوي منذ صباح أمس الأحد، أبرزها مدينة خان شيخون وقرى تل عاس وبعربو، وذلك بعد ساعاتٍ من سلسلة غارات، أوقعت أربعة قتلى وعدداً من الجرحى في بلدة الدانا شمالي إدلب قرب الحدود السورية التركية. وفي وسط البلاد، أدى قصف طيران النظام الحربي، على قرية الغجر ومدينة الرستن في ريف حمص الشمالي، لسقوط عدد من الجرحى.

بموازاة ذلك، قال نشطاء محليون في غوطة دمشق الشرقية والأحياء الشمالية الشرقية للعاصمة السورية، إنهم "سجلوا أخيراً تصعيداً كبيراً بغارات طيران النظام، والتي تحدثت بعض المصادر أنها تجاوزت ثلاثين غارة، واستهدفت مناطق حرستا وسقبا والافتريس بالغوطة الشرقية، وبساتين برزة ومحيط القابون شمال شرق العاصمة دمشق. كما استمرت محاولات قوات النظام البرية للتقدم داخل برزة والقابون، وتحدث "المكتب الإعلامي لحي القابون" في هذا السياق، عن تصدي مقاتلي المعارضة السورية لهجوم من قوات النظام في جبهات حرستا الغربية وبساتين برزة شرق مدينة دمشق.