جبهة حرب جديدة في اليمن: الحوثيون يهاجمون قبائل آل ردمان بالبيضاء

17 يونيو 2020
توتر على خلفية مقتل امرأة بنيران مسلح حوثي (Getty)
+ الخط -
أعلنت جماعة "أنصار الله" (الحوثيين)، مساء اليوم الأربعاء، بدء عملية عسكرية للمرة الأولى ضد قبائل آل ردمان في محافظة البيضاء، وذلك بعد شهر ونصف من التوتر على خلفية مقتل امرأة بنيران مسلح حوثي، ورفض الجماعة لمطالب القبائل ولجان الوساطة، بتسليم الجناة للمحاكمة.

وقالت مصادر محلية لـ"العربي الجديد"، إنّ "جماعة الحوثي شنت قصفاً بقذائف الهاون والمدفعية على منطقة الشعف بمديرية آل ردمان، المعقل الرئيسي للزعيم القبلي، ياسر العواضي، الذي دعا في المقابل للاحتشاد القبلي ضد الحوثيين".
وأشارت المصادر، إلى أن اشتباكات بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة اندلعت بين رجال القبائل والحوثيين في منطقة "الحماطة" بين مديريتي آل ردمان والسوادية في البيضاء، فيما بدأ رجال القبائل بالانتشار على الهضاب لتأمين مناطقهم من الهجمات الحوثية المحتملة.

وتحدث ناشطون عن استخدام الحوثيين لسلاح الطائرات المسيرة بدون طيار في قصف قبائل البيضاء، فيما زعم الحوثيون دخول طيران التحالف السعودي الإماراتي بخط المعركة لمساندة الشيخ ياسر العواضي الذي تم اتهامه رسمياً بـ"العمالة". ولم يحقق بصحة الروايتين من مصادر مستقلة.

واتهم المتحدث العسكري للحوثيين، يحيى سريع، في بيان صحافي، على تويتر، الشيخ ياسر العواضي بالاعتداء على مواقعهم بمساندة التحالف السعودي الإماراتي بالدعم المالي واللوجيستي، وتحت هذا المبرر، دعا مجاميعهم للتحرك حتى تأمين منطقة آل ردمان.

في المقابل، أعلن الشيخ ياسر العواضي، أن مليشيات الحوثي قامت باستهداف آل ردمان بقذائف صاروخية في ظل وجود دور للوساطة ومشايخ البيضاء، داعياً القبائل للاحتشاد وتشكيل سرايا محور ردمان الدفاعية وفق الخطة السابقة للدفاع عن المديرية.


وقال العواضي في سلسلة تغريدات على "تويتر"، إنه "بعد مرور شهر ونصف من قضية العار وقتل الشهيدة جهاد ورفض تسليم الجناة للعدالة، وما هو معروض حالياً من الوساطة، فإني أدعو كل أبناء البيضاء ومأرب وشبوه وكل القبائل التي تواصلت إيجابياً إلى الاجتماع حال وصولها هذا البلاغ خلال اليوم بردمان".

وكانت القبائل قد احتشدت بكثافة مطلع شهر رمضان الفائت استجابة لما يُعرف بـ"النكف القبلي"، حيث قامت قبيلة آل ردمان بالاستنجاد بالقبائل المجاورة لدرء ما وصفته بـ"الظلم الحوثي وهتك أعراض النساء"، في إشارة لمقتل امرأة على أيدي مسلح حوثي داخل منزلها.


واعترف الحوثيون حينها بقتل مرأة تُدعى، جهاد الأصبحي، داخل منزلها في رمضان عند تنفيذهم حملة عسكرية إلى بلدتها، ومن أجل ذلك أوفدت الجماعة عدداً من لجان الوساطة للاعتذار في مسعى منها لاحتواء غضب القبائل، لكنها رفضت مطالبهم بتسليم الجناة.

وعلى الرغم من عدم تكافؤ المعركة، إلا أن قبائل البيضاء تراهن على العناصر البشرية في التصدي للهجمات، رغم التفوق الكبير للحوثيين في امتلاك كافة أنواع الأسلحة المتوسطة والخفيفة والتي قد تستخدمها لاجتياح ردمان.

ويعد الشيخ ياسر العواضي الذي يقود الانتفاضة القبلية ضد الحوثيين، من أبرز القيادات في حزب "المؤتمر الشعبي العام" ويشغل منصب الأمين العام المساعد فيه، كما أنه كان أحد المقربين من الرئيس السابق علي عبد الله صالح، وانتقل إلى مسقط رأسه بالبيضاء منذ مقتل الأخير في 2 ديسمبر/كانون الأول 2017.