الرد على إيران يوحّد الصف الإسرائيلي ومناقشات حول تفاصيل العملية

06 أكتوبر 2024
صاروخ إيراني سقط في النقب، 2 أكتوبر 2024 (الأناضول)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- قرار إسرائيل بضرب إيران: أعلنت إسرائيل عن نيتها توجيه ضربة لإيران، حيث أشار رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو إلى أن إيران تقف وراء التهديدات والهجمات الصاروخية من عدة دول، مؤكدًا على حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها.

- مناقشات حول الهجوم: تتركز المناقشات في إسرائيل على طبيعة وتوقيت الهجوم، مع التركيز على مهاجمة أهداف اقتصادية وعسكرية في إيران، وتنسيق الجهود مع الولايات المتحدة والدول المجاورة.

- التحديات والتنسيق الدولي: تواجه إسرائيل تحديات في تنفيذ الهجوم، مع الحاجة إلى التنسيق الدولي، ورغم المعارضة الأميركية، هناك توافق داخلي في إسرائيل على ضرورة الرد القوي على التهديدات الإيرانية.

مسؤولون إسرائيليون يرون ثمة فرصة لضرب المنشآت النووية الإيرانية

القناة 12 العبرية: إسرائيل قد تستهدف المجمع الرئاسي ومقر المرشد

من المتوقّع أن تكون للعملية التي تخطط لها إسرائيل عواقب كبيرة

نتنياهو: إيران تقف وراء كل التهديدات الموجهة ضد إسرائيل

اتخذت إسرائيل قرارها بتوجيه ضربة لإيران، فيما تستمر المناقشات حول طبيعة الهجوم وتوقيته، خاصة في ظل حسابات احتمال توسّع المواجهة إلى حرب أوسع في المنطقة، وسط توافق كامل بين المستويين السياسي والعسكري حول ضرورة الرد بعد خلافات كانت سائدة حول وقف إطلاق النار في غزة.

وأكد مسؤولون إسرائيليون أبرزهم رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو اتخاذ قرار بضرب إيران في أكثر من مناسبة في الأيام الأخيرة، منها بيان مصوّر الليلة الماضية، اعتبر فيه أن "إيران تقف وراء كل التهديدات الموجهة ضد إسرائيل، وقد أطلقت علينا مئات الصواريخ، في واحدة من أكبر الهجمات في التاريخ"، مشدداً على أن "من واجب إسرائيل ومن حقها الدفاع عن نفسها، وهذه هي الطريقة التي سنفعل بها ذلك". وأضاف: "كل الهجمات من غزة ولبنان واليمن وسورية والعراق تقف خلفها إيران وسنضع حداً لذلك... لقد هاجمتنا مرتين بمئات الصواريخ الباليستية، ولن نقبل هذه الهجمات". وتابع "سنواجه كل التهديدات الإيرانية".

في غضون ذلك، تستمر المناقشات الإسرائيلية، حول طبيعة الهجوم وتوقيته، خاصة في ظل حسابات احتمال توسّع المواجهة إلى حرب أوسع في المنطقة. ونقلت القناة 12 العبرية اليوم، عن مسؤولين كبار في المؤسسة الأمنية لم تسمّهم، أن "على إسرائيل تقليل التصريحات في هذا الشأن.. الأمر الواضح هو أن إسرائيل سوف تتحرك في الوقت المناسب لها، وفي اللحظة الأفضل لها"، فيما ذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت، أن ثمة مسؤولين إسرائيليين يرون فرصة لضرب المنشآت النووية الإيرانية.

خيارات إسرائيلية في ضرب إيران

وتطرح إسرائيل في مناقشاتها، بحسب القناة العبرية، العديد من الأفكار، ومن بين الخيارات المطروحة: مهاجمة أهداف اقتصادية مهمّة، مثل منشآت النفط أو الغاز، والمجمّع الرئاسي، ومجمّع المرشد الروحي ومقر الحرس الثوري في طهران. وأضافت أن الجيش الإسرائيلي لديه قدرة على ضرب رموز للدولة والحكم، وأهداف عسكرية ذات رمزية، مثل قاعدة الصواريخ التي انطلقت منها الصواريخ في الهجوم الأخير على إسرائيل الأسبوع الماضي. كما لفتت إلى وصول قائد القيادة المركزية الأميركية، الجنرال مايكل كوريلا، إلى تل أبيب أمس، بهدف عرض موقف الجانب الأميركي والمساعدة في صياغة القرار.

وبحسب مراسل ومحلل الشؤون العسكرية في القناة نير دفوري، فإنه من المتوقّع أن تكون للعملية التي تخطط لها إسرائيل عواقب كبيرة، الأمر الذي يتطلب، عدا عن التنسيق من الولايات المتحدة، تعاوناً من الدول المجاورة أيضاً، سواء على مستوى الهجوم نفسه أو بشأن الرد الإيراني الإضافي (على الهجوم الاسرائيلي)، إذا حدث. كما يرى أن "حلقة النار التي بنتها إيران على مر السنين تتآكل، وهذه فرصة لإسرائيل لإحداث تغيير في الواقع الأمني، لم يكن موجوداً منذ سنوات عديدة".

ونقلت القناة عن رونين بيرغمان، الصحافي في صحيفتي نيويورك تايمز ويديعوت أحرونوت، إشارته إلى فهم إسرائيل المتزايد بشأن الهجوم الإسرائيلي على إيران، بأن "إسرائيل ستكون وحدها. ومن الواضح في الوقت الحالي أن إدارة بايدن ليست في ذلك المكان". كما قال وزير الدفاع (الأميركي لويد) أوستن لنظيره (يوآف) غالانت (وزير الأمن الإسرائيلي): بالنسبة لنا هذا إعلان حرب ونحتاج إلى موافقة الكونغرس".

وقال اللواء في الاحتياط أساف كوهين، النائب الأسبق لقائد الوحدة 8200 في شعبة الاستخبارات العسكرية (أمان) في حديث للقناة نفسها "سبق أن هددت إيران قبل الهجوم (الباليستي) الأخير، لكن تم تأجيل ذلك بعد أن وصلت إليها رسالة مفادها أن الهجوم سيقابل بهجوم على مواقع استراتيجية. يمكننا أن نؤذيهم كثيراً على المستوى الاقتصادي ومن خلال تدمير أصول مهمة. كما يمكن ضرب مخازن أسلحة، ومنظومة الدفاعات الجوية".

وكتب مراسل ومحلل الشؤون العسكرية يوسي يشواع في صحيفة يديعوت أحرونوت. أنه بعد إطلاق إيران 200 صاروخ باليستي، وضرب قواعد سلاح الجو الإسرائيلي، "فلا خيار أمام إسرائيل إلا جباية ثمن كبير من الإيرانيين"، كما أشار إلى أن "القرار الإسرائيلي هو أيضاً أداة في لعبة السياسة الداخلية لحليفتنا الكبيرة، الولايات المتحدة".

وذكر أن أحد التحوّلات الكبيرة التي شهدتها الساحة الإسرائيلية الداخلية في الأسابيع الأخيرة، هو التوافق الكامل بين المستويين السياسي والعسكري، بحيث أفسحت الخلافات حول وقف إطلاق النار في غزة، مكانها لأجندة هجومية ومدوية (ضد إيران عليها توافق إسرائيلي)، والتي يُفترض أن تكون ذروتها رداً قوياً في إيران، على الهجوم الصاروخي الباليستي". وأشار إلى ما قاله نتنياهو يوم أمس، أنه حتى في صفوف قادة الجيش، السؤال ليس "إذا" (سيتم شن هجوم على إيران) بل "متى وكيف". وتجري المؤسسة الأمنية بحسب الصحيفة، مناقشات مكثّفة حول تفاصيل الهجوم الإسرائيلي، فيما تمارس الإدارة الأميركية ضغوطاً شديدة لعدم مهاجمة البنى التحتية النفطية أو المنشآت النووية، علماً أن إسرائيل ستكون في حاجة إلى مساعدة أميركية للقيام بذلك.

ورغم إشارة الصحيفة إلى أن "الحرب الإقليمية ليست جزءاً من أهداف الحرب كما حددتها الحكومة"، لفتت إلى وجود مسؤولين في إسرائيل، يعتقدون أنه "رغم المعارضة الأميركية وأسبابها المحددة (الحملة الانتخابية في المقام الأول)، فإن هذه لحظة تاريخية. إذا لم تعمل إسرائيل مع الأميركيين ولم تلحق الضرر بالبرنامج النووي، عندها لن يهددنا نحن فقط، بل العالم أجمع، بما في ذلك الدول التي تعارض مثل هذه العملية الآن".