مذبحة الطيران الإماراتي: مئات القتلى والجرحى باستهداف قوات الحكومة في عدن وزنجبار
ويأتي هذا وسط احتدام المعارك بين القوات الحكومية والانفصاليين الموالين لأبوظبي.
وأدانت وزارة الدفاع ورئاسة هيئة الأركان العامة، في بيان، الاعتداء الإماراتي. وأشار البيان إلى أن "عدد ضربات الطيران الإماراتي على قوات الحكومة الشرعية في عدن وأبين بلغ عشر ضربات جوية، منذ مساء أمس الأربعاء، وما زال الطيران محلقاً حتى لحظة صدور البيان"، مساء الخميس.
وحمّل البيان المتسببين في ذلك "كامل المسؤولية عن هذا الاستهداف المتعمد والسافر الخارج عن القانون والأعراف الدولية، وعن المهمة التي أتوا من أجلها"، مهيباً بالقيادة السياسية والعسكرية والحكومة اليمنية وبمن وصفهم بـ"الأشقاء في التحالف العربي"، بـ"محاسبة المتسببين في ذلك والمستهترين بدماء أبناء اليمن".
وفي وقت سابق، اليوم، أكدت الحكومة اليمنية قيام طائرات إماراتية بقصف مواقع لقوات الجيش التابعة للحكومة الشرعية على أطراف مدينة عدن، وفي محافظة أبين، جنوبي البلاد.
وقال نائب وزير الخارجية اليمني محمد الحضرمي، في بيان، إنّ "الحكومة تدين القصف الجوي الإماراتي على قواتها في العاصمة المؤقتة عدن ومدينة زنجبار، مركز محافظة أبين، ما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى من المدنيين وفي صفوف الجنود".
وحمل الحضرمي، بحسب البيان، الإمارات "كامل المسؤولية عن هذا الاستهداف السافر الخارج عن القانون والأعراف الدولية"، ودعا السعودية، بوصفها قائدة التحالف، للوقوف إلى جانب الشرعية، وإيقاف التصعيد العسكري "غير القانوني وغير المبرر".
وأعلنت الحكومة أنّها "تحتفظ بحقها القانوني المكفول بالقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، باتخاذ كافة الإجراءات اللازمة لإيقاف هذا الاستهداف السافر والتصعيد الخطير".
Twitter Post
|
وكانت منظمة "أطباء بلا حدود" قد قالت إنّ مستشفى تابعاً لها بالعاصمة اليمنية المؤقتة عدن، استقبل 10 قتلى و41 جريحاً.
وذكرت المنظمة الدولية، في تغريدة على "تويتر"، أنّ المستشفى في مدينة عدن استقبل 51 جريحاً، وأنّ عشرة منهم تُوفوا أثناء وصولهم لتلقي العلاج.
وأضافت، بحسب ما أوردته وكالة "الأناضول"، "يوجد حالياً في المستشفى 80 مريضاً". ولم تتطرق المنظمة إلى هوية الضحايا، ولم تذكر تفاصيل أخرى.
Twitter Post
|
وجاء هذا التصعيد من قبل الإماراتيين بالتزامن مع احتدام المواجهات على أطراف عدن، بين قوات الجيش الموالية للشرعية والانفصاليين الموالين لأبوظبي.
وذكرت مصادر محلية، لـ"العربي الجديد"، أنّ المواجهات تجددت، الخميس، في مدخل عدن الشرقي المعروف بـ"نقطة العلم"، والتي سيطرت عليها قوات الشرعية، أمس الأربعاء، فيما أعلنت قوات "الحزام الأمني" التابعة لـ"المجلس الانتقالي الجنوبي"، أنها استعادت الاستيلاء عليها في وقتٍ لاحق.
ووفقاً للمصادر، فقد تمكّنت قوات "الحزام الأمني" من استعادة المدخل الشرقي لمدينة عدن، عقب معارك عنيفة تراجعت إثرها قوات الشرعية التي تتقدم من جهة محافظة أبين، قبل أن تعاود الهجوم مجدداً، ظهر الخميس.
وأعلن الانفصاليون استقدام تعزيزات من مختلف المحافظات، ومن جبهات القتال مع جماعة "أنصار الله" (الحوثيين)، إلى مدينة عدن، في محاولة منهم لاستدراك الموقف العسكري في المدينة، في ظل الانهيارات التي تعرضت لها القوات المدعومة إماراتياً في كل من شبوة وأبين، جنوبي البلاد، في الأيام الماضية.
وفيما شهدت أحياء متفرقة في عدن مواجهات عنيفة بين مجموعات مسلحة موالية للحكومة والموالين للإمارات، قال نائب رئيس ما يُعرف بـ"المجلس الانتقالي"، القيادي السلفي هاني بن بريك، إنّه "تم التعامل مع مثيري الفوضى"، على حد وصفه.
وكانت قوات الشرعية قد أعلنت، أمس الأربعاء، دخول مدينة عدن، إلا أنّ مصادر متطابقة أفادت بتراجعها في وقتٍ لاحق.
وسيطرت قوات الجيش اليمني الموالية للحكومة الشرعية، الأربعاء، على مدينة زنجبار، مركز محافظة أبين، جنوبي البلاد، بعد ساعات من سيطرتها على مدينة شقرة الساحلية، في المحافظة نفسها.
وانتقلت المعركة إلى عدن (العاصمة المؤقتة) للحكومة الشرعية، بعد نحو أسبوعين من سقوطها في أيدي الانفصاليين التابعين لـ"المجلس الانتقالي الجنوبي" الموالي لأبوظبي.