بدا استهداف الجنود الأتراك من قِبل قوات النظام السوري وداعمتها روسيا يوم الخميس الماضي، كردٍّ روسيٍّ عنيفٍ على التهديدات التركية قبيل انتهاء المهلة التي حددتها أنقرة للنظام للانسحاب إلى حدود اتفاق سوتشي، وكرسالة تصعيدية مفادها بأن الروس جاهزون لكل الاحتمالات، بما فيها احتمال التدخّل العسكري التركي ضد قوات النظام، وأنهم لا ينوون توجيهه للانسحاب من المناطق التي دخلها خلال عمليته الأخيرة. ويبدو تعنّت موسكو نابعاً من إدراكها عدم وقوف حلف شمال الأطلسي والولايات المتحدة تحديداً بشكل جدي مع حليفهما التركي، وإدراكها أن أنقرة من الصعب أن تغامر بمواجهة معها بظهر مكشوف ومن دون دعم حقيقي من حلفائها الغربيين.
في المقابل، منحت تركيا قوات النظام المهلة التي انتهت أمس للانسحاب، ربما من أجل كسب بعض الوقت لإقناع شركائها في حلف الأطلسي بتقديم دعم حقيقي يمكّنها من مواجهة روسيا، أو إجبارها على تقديم تنازلات.
إلا أن رد الفعل الغربي على استهداف الجنود الأتراك لم يرتقِ إلى المستوى المأمول الذي كانت تعوّل عليه تركيا، الأمر الذي ربما دفعها للتلويح بورقة اللاجئين، مع بدئها فعلياً بتطبيق المرحلة الأولى، عبر فتح حدودها أمام طالبي اللجوء إلى أوروبا ممن يقيمون على أراضيها، وهي مرحلة لا تزال في إطار التهديد القابل للضبط والتراجع عنه على الرغم من وجود الآلاف من طالبي اللجوء على الحدود التركية مع كل من اليونان وبلغاريا. فجميع طالبي اللجوء المحتشدين على الحدود هم من السوريين وبعض الأجانب المقيمين في تركيا أصلاً، وبالتالي فإن التوصل لأي تفاهم مع الأوروبيين يمكّن أنقرة من ضبط الحدود وإعادة هؤلاء اللاجئين أو معظمهم إلى المناطق التي يقيمون فيها ضمن الأراضي التركية.
ولكن في حال أقدمت تركيا على المرحلة الثانية في موضوع اللاجئين، فهي مرحلة لن تكون مجرد تهديد وتلويح بورقة اللاجئين مقابل اتخاذ موقف كسابقتها، وإنما ستكون بمثابة قلب للطاولة على الجميع ووضع المجتمع الغربي كله أمام مسؤولياته. كما أن أنقرة نفسها قد لا تتمكن من السيطرة على تبعات تلك المرحلة، إذ تعني فتح حدودها البرية أمام 4 ملايين سوري ينتظرون على الجانب الآخر من الحدود ليتدفقوا إلى تركيا ومنها إلى الحدود مع أوروبا، وهو أمر يتم التلويح به حالياً من دون أن تتخذ أنقرة حتى اللحظة أي خطوة تجاه المشكلة الأساسية أي النازحين الذين حصرهم النظام ضمن بقعة جغرافية في العراء، بل زادت من إجراءاتها الأمنية على الحدود، خصوصاً بعد محاولة آلاف السوريين في الداخل عبور الحدود بعد سماع خبر فتح الحدود التركية مع أوروبا. كما أن المشكلة الأخطر التي قد تواجهها هذه الخطوة هي احتمال تدفق مئات الجهاديين مع المدنيين وعبورهم الحدود باتجاه أوروبا. فهل تفعلها أنقرة وتقلب الطاولة على الجميع، أم أن ما قامت به حتى الآن لا يعدو كونه خيار الضعيف الذي لا يملك خيارات سياسية أو عسكرية أخرى؟
في المقابل، منحت تركيا قوات النظام المهلة التي انتهت أمس للانسحاب، ربما من أجل كسب بعض الوقت لإقناع شركائها في حلف الأطلسي بتقديم دعم حقيقي يمكّنها من مواجهة روسيا، أو إجبارها على تقديم تنازلات.
إلا أن رد الفعل الغربي على استهداف الجنود الأتراك لم يرتقِ إلى المستوى المأمول الذي كانت تعوّل عليه تركيا، الأمر الذي ربما دفعها للتلويح بورقة اللاجئين، مع بدئها فعلياً بتطبيق المرحلة الأولى، عبر فتح حدودها أمام طالبي اللجوء إلى أوروبا ممن يقيمون على أراضيها، وهي مرحلة لا تزال في إطار التهديد القابل للضبط والتراجع عنه على الرغم من وجود الآلاف من طالبي اللجوء على الحدود التركية مع كل من اليونان وبلغاريا. فجميع طالبي اللجوء المحتشدين على الحدود هم من السوريين وبعض الأجانب المقيمين في تركيا أصلاً، وبالتالي فإن التوصل لأي تفاهم مع الأوروبيين يمكّن أنقرة من ضبط الحدود وإعادة هؤلاء اللاجئين أو معظمهم إلى المناطق التي يقيمون فيها ضمن الأراضي التركية.
ولكن في حال أقدمت تركيا على المرحلة الثانية في موضوع اللاجئين، فهي مرحلة لن تكون مجرد تهديد وتلويح بورقة اللاجئين مقابل اتخاذ موقف كسابقتها، وإنما ستكون بمثابة قلب للطاولة على الجميع ووضع المجتمع الغربي كله أمام مسؤولياته. كما أن أنقرة نفسها قد لا تتمكن من السيطرة على تبعات تلك المرحلة، إذ تعني فتح حدودها البرية أمام 4 ملايين سوري ينتظرون على الجانب الآخر من الحدود ليتدفقوا إلى تركيا ومنها إلى الحدود مع أوروبا، وهو أمر يتم التلويح به حالياً من دون أن تتخذ أنقرة حتى اللحظة أي خطوة تجاه المشكلة الأساسية أي النازحين الذين حصرهم النظام ضمن بقعة جغرافية في العراء، بل زادت من إجراءاتها الأمنية على الحدود، خصوصاً بعد محاولة آلاف السوريين في الداخل عبور الحدود بعد سماع خبر فتح الحدود التركية مع أوروبا. كما أن المشكلة الأخطر التي قد تواجهها هذه الخطوة هي احتمال تدفق مئات الجهاديين مع المدنيين وعبورهم الحدود باتجاه أوروبا. فهل تفعلها أنقرة وتقلب الطاولة على الجميع، أم أن ما قامت به حتى الآن لا يعدو كونه خيار الضعيف الذي لا يملك خيارات سياسية أو عسكرية أخرى؟