خلافات فرنسية إيطالية بشأن وضع الهلال النفطي الليبي تحت حماية دولية

21 يونيو 2018
وضع الهلال النفطي وتوالي الهجمات يمثل وضعاً محرجاً(Getty)
+ الخط -


كشف مصدر دبلوماسي رفيع مقرب من حكومة الوفاق الليبية، اليوم الخميس، عن نشوب خلافات مستعرة بين فرنسا وإيطاليا بشأن الأوضاع في منطقة الهلال النفطي، بعد دعم روما طلباً من حكومة الوفاق بوضع الهلال النفطي تحت إشراف دولي.

وقال المصدر في حديث خاص لـ"العربي الجديد"، إن روما "تلقت بالفعل طلبا من رئيس مجلس الوفاق فائز السراج صرح به بشكل رسمي وزير داخلية إيطاليا ماتيو سالفيني، خلال تصريحات صحافية قبل يومين دون أن يشير إلى أن طلب التدخل كان بشأن الهلال النفطي".

لكن المصدر أكد أن الطلب الذي تدعمه روما قوبل برفض قوي من قبل فرنسا وروسيا، في وقت كانت إيطاليا بدعم من بريطانيا تسعى لطرحه على مجلس الأمن في مذكرة رسمية.

وكانت وكالة آكي الإيطالية قد نقلت، الاثنين الماضي، عن وزير الداخلية ونائب رئيس الحكومة الإيطالية، ماتيو سالفيني، قوله إنه سيتوجه في زيارة قريبة لطرابلس لبحث طلب من السراج للتدخل.

وأشار سالفيني إلى أنه سيتوجه "سريعا لطرابلس للتحدث مع السراج، وسيكون من المفيد التدخل من قبلنا بالتعاون مع الناتو"، مبينا أن الملفات المطروحة للنقاش هي ملفات الهجرة والاقتصاد ومكافحة الإرهاب.

وقال المصدر إن حفتر "كان يعلم بانزعاج باريس الشديد على خلفية تهديد مصالحها في مناطق النفط، ولا سيما أن شركة توتال الفرنسية صاحبة أكبر حصة في النفط الليبي، وتخشى باريس من إمكانية استخدام ذلك كورقة ضاغطة على فرنسا من خلال تأخير استعادة سيطرته عليها".


واعتبر المصدر الذي اشترط عدم ذكر اسمه، أن الخلافات الإيطالية الفرنسية جاءت بعد اتجاه باريس في الآونة الأخيرة للتواصل بشكل كبير مع أطراف ليبية في طرابلس ومصراته، وبناء علاقات متوازنة مع كل الأطراف الليبية بغية الضغط على كل الأطراف لتنفيذ مبادرتها التي أكد وزير خارجيتها، جان إيف لودريان، في التاسع من الشهر الجاري، أنه "يجب فعل كل شيء لتنفيذ تعهدات الأطراف الليبية بشأن مبادرة باريس".

وأشار إلى أن إعلان باريس رسميا، أول من أمس، عن توجيهها دعوة رسمية لسياسيي مصراته لزيارتها وتواصل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون شخصيا مع السراج مطلع هذا الشهر، سيُقابل بزيارة رسمية حافلة لوزير الداخلية الإيطالي للسراج في طرابلس، لافتا إلى أن ملفات، من بينها الهجرة غير الشرعية، ستكون محل نقاش الوزير مع السراج.

وأضاف "ملف الهجرة أيضا بيد إيطاليا ورقة للضغط على فرنسا، حيث تذهب معظم موجات المهاجرين الواصلين إلى شواطئ إيطاليا إلى فرنسا بسبب كونهم يتحدثون الفرنسية ويمكنهم تدبير عيشهم فيها، والاتفاقات الأوروبية المشتركة تمنع فرنسا من إبعادهم".

وأكد المصدر أن "وضع الهلال النفطي وتوالي الهجمات عليه أصبح يمثل وضعا محرجا حتى بالنسبة لحفتر وحلفائه الإقليميين، بسبب عدم قدرته على إحكام سيطرته عليه بشكل دائم، ولا سيما أنه يمثل شريان الحياة للبلاد من جهة، ويمثل بوتقة تنصهر فيها أغلب مصالح الدول الفاعلة في البلاد من جانب آخر".

واختتم بالقول إن "مسألة وضع الهلال تحت حماية دولية قد يبدو مقنعا للكثير من الدول إذا ما نجحت إيطاليا في تقديم مذكرة بشأنه لمجلس الأمن وبطلب من حكومة الوفاق المعترف بها دوليا. ​

المساهمون