هل تنتهي معركة حفتر على طرابلس بسقوط الجفرة؟

27 يوليو 2019
حكومة الوفاق تستهدف مليشيا حفتر في الجفرة(محمود تركية/فرانس برس)
+ الخط -
تمكنت قوات الجيش الليبي بقيادة حكومة الوفاق يوم أمس الجمعة من استهداف قاعدة الجفرة وتدمير مواقع وتمركزات لمليشيا اللواء الليبي المتقاعد خليفة حفتر داخلها، إضافة إلى تدمير حظيرة طائرات مسيرة عن بعد وطائرة نقل عتاد عسكري ومقاتلين.

وتعد قاعدة الجفرة، الواقعة على بعد 550 كم جنوب غرب طرابلس، المركز الرئيسي لقيادة

عمليات حفتر على طرابلس، وتتألف منطقة الجفرة التي تقع داخلها القاعدة العسكرية من ثلاث مدن متجاورة (هون وسوكنة وودان).
ويبدو أن استراتيجية الجيش الجديدة تتجه نحو توسيع رقعة المعركة، والانتقال من مرحلة الدفاع إلى مرحلة الهجوم، لتشمل مناطق أخرى. ووصفت رئاسة أركان الجيش الليبي، بطرابلس، عملية استهداف قاعدة الجفرة بـ"المهمة" وأنها جاءت "بعد عمل مدروس". وبخصوص أهمية القاعدة بالنسبة لمليشيا حفتر، أكدت الرئاسة، في بيان لها ليل أمس الجمعة، أن قاعدة الجفرة تستخدم من قبل مليشيا حفتر لإيواء المرتزقة ومنطلقا لطائرات أجنبية لقصف المدنيين والمرافق الحيوية.
وتختلف أراء خبراء الشأن الليبي بشأن قدرة قوات الجيش على حسم المعركة عند أسوار الجفرة، حيث يشدد الخبير الأمني الليبي، محيي الدين زكري، على أهمية الجفرة قائلا إنها "تمثل شريان الحياة لعملية حفتر الحالية، ومعقلا هاما لمليشياته ونقطة الوصل بين تمركزات الهجوم المتقدمة على طرابلس والمناطق التي تمثل خطوط الإمداد المتصلة بالجنوب والشرق".
وأوضح زكري لــ"العربي الجديد" أن "الجفرة التي تضم منشآت عسكرية كبيرة ومهبطا جويا مجهزا توفر إمكانية لتواجد القوات الأجنبية الفرنسية والاماراتية والمصرية، مؤكدا أن سقوطها في يد قوات الجيش الليبي يعني صعوبة استمرار الدعم الأجنبي لمليشيا حفتر.
وتابع "هناك فواصل صحراوية شاسعة بين الجفرة والقواعد العسكرية الأخرى في الجنوب والشرق، وبالتالي السيطرة على الجفرة تعني ابتعاد شبح حفتر كليا عن الغرب الليبي وانكشاف مليشياته المتواجدة على الأرض في الرجبان وترهونة والزنتان والأصابعة وغيرها".

في حين يرى المحلل السياسي الليبي، عبد الحميد المنصوري أن الموجودين داخل الجفرة، وأغلبهم مرتزقة، سيفرون أمام أول اقتحام للصحراء في الجنوب لعدم امتلاكهم لأي قضية أو دوافع سوى المال. 
ويرى المنصوري أن انتهاء معركة حفتر في طرابلس سيتطلب وقتا أطول، حتى وإن سقطت الجفرة، لكنه يشدد على أن عوامل ضعف مليشيا حفتر وقدرة قوات الجيش على هزيمتها مرتبطة بتبدل مواقف دولية، من بينها الموقف الفرنسي، مشيرا إلى أن هناك مطالبات بمراجعة داخلية للدور الفرنسي المشبوه في دعم حرب حفتر خصوصا مع العثور على صواريخ "جافلين" التي اشترتها فرنسا من الولايات المتحدة، في مدينة غريان الليبية نهاية الشهر الماضي.
ونفت قوة حماية وتأمين سرت، في تصريح لقناة ليبيا الأحرار اليوم السبت، وجود أي قصف جوي على المدينة من قبل طيران مليشيا حفتر، مؤكدة على استقرار الاوضاع في المدينة.

المساهمون