وأكدت المصادر، لـ"العربي الجديد"، أن فرص الحسم العسكري باتت منتهية تماماً بالنسبة لهذا المحور (حفتر والدول الداعمة له)، قائلةً إن "الوضع الحقيقي لقوات حفتر يُمكّنه فقط من بدء معركة مع قوات حكومة الوفاق، لكنه لن يستطيع حسمها لصالحه".
وقال مصدر دبلوماسي مصري إن "المحاور الإقليمية على المستوى السياسي في الجانبين، باتت متوازنة بدرجة كبيرة، في ظل انحياز كل من المغرب وتونس والجزائر إلى حكومة الوفاق ودعْم فايز السراج، في مواجهة الدعم المصري الإماراتي السعودي لحفتر ومعسكر شرق ليبيا ومجلس النواب (المؤيد لحفتر)".
وأضاف المصدر أن "المعركة الآن هي معركة عضّ أصابع من سيستطيع الاستمرار في ثباته، لتحقيق أكبر قدرٍ من المكاسب السياسية خلال جلسات الحل التي لن تتأخر كثيراً". من جهته، قال مصدر خليجي إن "عمليات تزويد حفتر بالمقاتلين باتت في غاية الصعوبة، في ظلّ عدم القدرة على توفير عددٍ كبير من المقاتلين المدربين على القتال في الوقت الراهن"، لافتاً إلى أنه "في الوقت الحالي، لا أحد يهتم كثيراً بخطورة هؤلاء المقاتلين على مستقبل ليبيا والمنطقة في الفترة المقبلة، فالأهم بالنسبة لمحور دعم حفتر، هو تحقيق مكسب في الوقت الراهن لمواجهة التدخل التركي"، مشدداً على أن "هناك مخاطبات متواصلة بين المسؤولين في مصر والدول الأوروبية الكبرى، وفي مقدمها فرنسا وإيطاليا والمانيا، بالإضافة إلى الولايات المتحدة أخيراً، لممارسة ضغط على الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لمنع إرسال قوات إلى ليبيا، وتعطيل ذلك الإجراء لحين تهيئة الأوضاع على الأرض لحلٍّ سياسي يحفظ ماء وجههم، بعد التصعيد الإعلامي الكبير الذي أعقب توقيع الاتفاقيات الأمنية بين حكومة الوفاق وأنقرة".
وأوضحت المصادر أن تلويح أردوغان المتواصل بإرسال قوات عسكرية تركية إلى ليبيا عقب الحصول على موافقة البرلمان بعد العودة من عطلته مطلع الشهر المقبل، يتسبب في اضطراب كبير داخل الأوساط العسكرية والسياسية في كل من مصر والإمارات والسعودية، في ظل استحالة إرسال القاهرة قوات إلى هذا البلد.
يأتي هذا في الوقت الذي كشف فيه مصدر مصري عن سقوط طائرة مقاتلة مصرية في الأجواء الليبية خلال إحدى الطلعات نتيجة عطل فني، ومصرع طاقمها المكون من طيارين اثنين، موضحاً أن هناك حالة تكتمٍ شديد على الحادث، ساعد عليها سقوط الطائرة في المناطق الخاضعة لسيطرة حفتر.