وزير الخارجية الإيراني يزور الأردن في جولة تشمل مصر وتركيا

16 أكتوبر 2024
عباس عراقجي خلال وجوده بدمشق، 5 أكتوبر 2024 (فرانس برس)
+ الخط -
اظهر الملخص
- زار وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي الأردن لبحث تطورات المنطقة والعدوان الإسرائيلي على غزة ولبنان، في إطار جولة إقليمية تشمل مصر وتركيا لتعزيز الدبلوماسية الإيرانية.
- من المقرر أن يزور عراقجي مصر لمناقشة ملفات مشتركة مثل الوضع في البحر الأحمر واليمن وتطورات غزة، ولقاء مسؤولين مصريين بارزين لبحث تهدئة التصعيد.
- أجرى عراقجي مباحثات مع الأمين العام للأمم المتحدة، داعياً لوقف جرائم الاحتلال الإسرائيلي وإرسال مساعدات إنسانية، مؤكداً على موقف إيران الداعي للسلام.

توجه وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، صباح اليوم الأربعاء، إلى العاصمة الأردنية عمّان، في أول زيارة له إلى الأردن بعد توليه المنصب في أغسطس/أب الماضي، لبحث تطورات المنطقة وإجراء مشاورات بشأن العدوان الإسرائيلي على كل من قطاع غزة ولبنان. ومن المقرر أيضاً أن يزور بعدها مصر وتركيا. وذكر المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي، صباح اليوم، في تغريدة على إكس، أن "الدبلوماسية الإيرانية من أجل السلام والاستقرار الإقليميين مستمرة. سيتوجه وزير الخارجية الدكتور عراقجي إلى الأردن ومصر وتركيا لمواصلة مشاوراته مع دول المنطقة بهدف وقف الحرب والإبادة الجماعية والجرائم".

وقلما زار وزراء خارجية إيران خلال جولاتهم الإقليمية في العقود الأخيرة الأردن بسبب توتر أصبح يخيم على العلاقات الثنائية منذ عقود، رغم وجود علاقات دبلوماسية رسمية بين البلدين. غير أن الحرب الإسرائيلية على غزة ووجود مخاوف مشتركة بينهما، أسس لدبلوماسية نشيطة بين طهران وعمان خلال العام الأخير، حيث زار وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي طهران خلال أغسطس/أب الماضي، حاملاً رسالة من العاهل الأردني عبد الله الثاني إلى الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان حول الأوضاع في المنطقة والعلاقات الثنائية. كما أجرى الصفدي "محادثات موسعة"، وفق الخارجية الأردنية، مع القائم بأعمال وزير الخارجية الإيرانية علي باقري كني.

وتأتي زيارات عراقجي إلى كل من الأردن ومصر وتركيا في إطار حراك دبلوماسي إيراني مكثف منذ أسابيع، خاصة وسط مخاوف من اتساع الحرب في المنطقة على وقع تهديدات إسرائيلية بضرب إيران رداً على هجمات طهران على أهداف عسكرية وأمنية في إسرائيل رداً على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية في طهران والأمين العام لحزب الله حسن نصر الله والعميد الإيراني عباس نيلفروشان في بيروت. وكان عراقجي قد زار أيضاً بيروت ودمشق والرياض والدوحة وبغداد ومسقط خلال الأسبوعين الأخيرين.

أول زيارة لوزير خارجية إيراني إلى مصر منذ سنوات

في الأثناء، من المقرر أن يزور وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي مصر بعد الأردن، ليجري مباحثات مع نظيره المصري بدر عبد العاطي ومسؤولين مصريين آخرين، في أول زيارة له إلى القاهرة وفي أول زيارة لوزير خارجية إيراني منذ عدة سنوات. وكانت مصادر مصرية قد كشفت لـ"العربي الجديد"، السبت الماضي، أن عراقجي سيقوم بزيارة رسمية إلى العاصمة المصرية القاهرة خلال أيام لبحث مجموعة من الملفات المشتركة، ورؤية البلدين للتطورات الإقليمية. 

وذكرت المصادر أن عراقجي سيلتقي خلال زيارته نظيره المصري بدر عبد العاطي، ورئيس جهاز المخابرات العامة اللواء عباس كامل، والرئيس عبد الفتاح السيسي. ويتضمن جدول هذه الزيارة لوزير الخارجية الإيراني مباحثات حول ملف الوضع في منطقة البحر الأحمر واليمن، وتطورات الوضع في قطاع غزة، والعدوان الإسرائيلي على لبنان، إضافة إلى مناقشة سبل وقف التصعيد في ظل الرد الإسرائيلي العسكري المحتمل على إيران، حيث من المقرر أن ينقل عراقجي رسالة نصية من الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان بشأن التحركات الرامية لتهدئة الوضع في الإقليم.

كما كشفت مصادر مصرية لـ"العربي الجديد"، أن رئيس الشاباك طالب القاهرة خلال زيارته الأخيرة لها بنقل رسالة إلى طهران بشأن التصعيد بين الجانبين، تضمنت إشارات بشأن الرد الإسرائيلي المرتقب وتحذير طهران من الرد العكسي واستهداف مناطق مدنية أو مرافق عامة. 

ومنذ الاتفاق الإيراني السعودي لاستئناف العلاقات خلال مارس/آذار الماضي وفي ظل سياسة إيرانية جديدة للانفتاح مع دول المنطقة، عادت العلاقات الإيرانية المصرية التي تقتصر حالياً على وجود مكتب لرعاية المصالح لكل من البلدين لدى الآخر إلى الواجهة بعد لقاءات ثنائية بين كبار مسؤولي البلدين على هامش اجتماعات إقليمية ودولية ووساطات إقليمية جديدة لإحياء هذه العلاقات والارتقاء بها. 

وكانت سلطنة عمان قد دخلت منذ عام على خط الوساطة بين طهران والقاهرة بغية استئناف العلاقات الدبلوماسية بينهما. ونقل سلطان عمان هيثم بن طارق في زيارته إلى طهران، أواخر مايو/ أيار 2023، رسالة من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بشأن استعداد القاهرة لتطوير العلاقات مع طهران، وهو ما رحّب به المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي. 

كما زار وزير الخارجية المصري السابق سامح شكري، خلال مايو/أيار الماضي، طهران في أول زيارة له للمشاركة في تشييع جثمان الرئيس الإيراني الراحل إبراهيم رئيسي ونظيره الراحل حسين أمير عبد اللهيان، اللذين قتلا في حادث تحطم مروحيتهما في الشهر نفسه في رحلة داخلية إلى محافظة أذربيجان الشرقية.

مباحثات عراقجي مع غوتيريس

إلى ذلك، أفادت وزارة الخارجية الإيرانية في تصريح صحافي، اليوم الأربعاء، بأن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس أجرى، مساء الثلاثاء، مباحثات هاتفية مع وزير الخارجية عباس عراقجي، لبحث آخر تطورات المنطقة.

وطالب عراقجي الأمين العام للأمم المتحدة بتوظيف جميع قدرات المنظمة الدولية لوقف جرائم الاحتلال واعتداءاته وإرسال مساعدات إنسانية إلى غزة ولبنان، مؤكداً موقف إيران الداعي لضرورة الحفاظ على السلام والاستقرار في المنطقة، واستعدادها في الوقت نفسه لـ"رد حازم يبعث على الندم على أي مغامرة للكيان الصهيوني"، محملاً إياه و"داعمته الرئيسية الولايات المتحدة الأميركية" مسؤولية عواقب اتساع المواجهات والفوضى في المنطقة.

كما عبر غوتيريس عن قلقه من التصعيد في المنطقة في أعقاب العدوان الإسرائيلي على غزة ولبنان، مؤكداً تضافر الجهود للوصول إلى حل سياسي لإنهاء الحرب وإرسال المساعدات إلى المتضررين واللاجئين في الحربين، والحفاظ على سيادة لبنان واستمرار استقرار قوات اليونيفيل في جنوب لبنان في ظل التهديدات.

المساهمون