رموز نظام القذافي يمهّدون لعودة سيف الإسلام إلى المشهد السياسي

29 يوليو 2017
حفتر أكد وجود سيف الإسلام "بمكان آمن"(عماد لملوم/فرانس برس)
+ الخط -
رحب أبرز رموز النظام السابق للعقيد معمر القذافي، ومسؤول العلاقات الليبية المصرية، أحمد قذاف الدم، بتصريحات اللواء المتقاعد خليفة حفتر حول نجل القذافي، سيف الإسلام، الذي وصفه بـ"المواطن العادي"، معتبرًا أنها تأتي في "إطار توحيد المؤسسة العسكرية".

وبالرغم من غموض مصيره ومكان وجوده، وسط تكهنات حتى بين مؤيديه، كان حفتر قد كشف أخيرًا، في تصريحات صحافية، عن أن سيف الإسلام في "مكان آمن"، بل رحب بأي دور سياسي له "إذا أراد"، قائلاً بالحرف: "سيف الإسلام مواطن ليبي عادي وأنا لم أره بل أتابع تحركاته منذ الإفراج عنه وهو في مكان محدد، وليس لدينا مأخذ شخصي ضده، بل بالعكس أهلاً وسهلاً به".

ودعا قذاف الدم، من جانبه، خلال تصريح لوكالة "آكي" الإيطالية، "السلطات في البلاد للإفراج عن الأسرى، وفتح الأبواب لعودة أبناء الوطن وإلغاء كافة القوانين"، التي وصفها بـ"سيئة السمعة"، ليتمكن الجميع من المشاركة في الحياة السياسية "دون إقصاء أو تهميش أو تمييز أو مزايدة".

كما رحب قذاف الدم بـ"جميع المبادرات الساعية لذلك"، في إشارة إلى لقاء باريس الأخير بين رئيس حكومة الوفاق فائز السراج وحفتر.

وتعتبر تصريحات قذاف الدم الأولى من نوعها التي تكشف كواليس مساعي حفتر للاستفادة من نفوذ سيف الإسلام بين أنصاره، للاستفادة منهم في مؤسسته العسكرية التي شرعنها البرلمان المنعقد في طبرق قبل سنوات. وتشي تصريحات قذاف الدم بأنه ربما تكون ثمة صفقة جرت وراء إطلاق سراح سيف القذافي الشهر الماضي من سجون الزنتان.


وسبق أن كشفت مصادر خاصة لـ"العربي الجديد"، عن وجود اتصالات كثيفة بين رموز النظام السابق وقيادة حفتر لعقد صفقة سياسية بين الطرفين، يستفيد منها معسكر الأخير في تقوية جناحه العسكري الطامح إلى السيطرة على البلاد.

وبحسب المصادر، فإن سيف الإسلام سيعلب دورًا رئيسًا في إنجاح الصفقة، إذ يمثل أحد الرموز البارزة المتبقية من نظام أبيه المنهار، وهو ما ترى فيه فلوله إمكانية لعودة مجدها السابق.

ولم تمر أشهور حتى الإعلان، في يونيو/حزيران الماضي، عن إطلاق سراح سيف الإسلام من محبسه في الزنتان، الذي تشرف عليه كتيبة أبوبكر الصديق وقائدها العجمي العتيري الموالي لحفتر، وفي التاريخ ذاته، قال المتحدث باسم قوات حفتر، أحمد المسماري، خلال مداخلة تلفزيونية، إن "القذافي أصبح من الناحية الإدارية والقانونية حرًا طليقًا بموجب قانون العفو العام"، مضيفًا أنه "خارج الزنتان حاليًا".

ومنذ يونيو/حزيران من العام الماضي، كشفت مصادر مقربة من حفتر وجود اتصالات كثيفة له مع رموز النظام السابق، ولا سيما مع السكرتير الخاص للقذافي، بشير صالح القذافي، الذي طُلب منه التوسط لتفعيل اتفاقيات توريد سلاح سابقة بين نظام القذافي وروسيا، بالإضافة لتواصل مستمر مع وزير إعلام النظام السابق، موسى إبراهيم القذافي، الذي زار حفتر مرات عديدة في قاعدته العسكرية بالمرج، شرق البلاد.


كما ربطت حفتر صلات مبكرة مع أسرة فركاش، أخوال "أبناء القذافي"، شرق البلاد، منذ أن سعى في مارس/آذار الماضي إلى إطلاق سراح الطبيب اللبناني حسين حبيش، الذي كان مخطوفًا في ليبيا بعد توقيف هنيبعل القذافي في بيروت.

ويعتبر التحالف بين حفتر وقائد لواء المغاوير، علي كنه، أقوى أذرع القذافي العسكرية في الجنوب الليبي، أبرز علامات هذا التواصل الوثيق، إذ استفاد حفتر من لواء كنه، المقرب من فرنسا، من أجل السيطرة على الجنوب الليبي أخيرًا.

ووفّر البرلمان، الذي يعد الواجهة السياسية لحراك حفتر العسكري، مظلة قانونية لمساعيه، إذ أشرف وكيل وزارة العدل في حكومة البرلمان عيسى الصغير، على إجراءات إطلاق سراح سيف القذافي في يونيو/حزيران الماضي، حين أعلن عن زيارته في محبسه قبل إطلاق سراحه بأسبوع، معتبرًا أن سيف الإسلام "مواطن" يجب أن يستفيد من قانون العفو العام الصادر عن البرلمان، رغم صدور حكم قضائي بإعدامه من قبل محكمة استئناف طرابلس في يوليو/تموز عام 2015.

أما رئيس البرلمان، عقيلة صالح، فقد دعا صراحة قبل إطلاق سراح سيف الإسلام بيوم واحد، خلال كلمة ألقاها أمام وفد قبلي من شرق البلاد، كان يضم وجوهًا من قبيلة فركاش، أخوال سيف الإسلام، بضرورة "الإفراج عن كل مقبوض عليه بدون وجه حق، أو محجوز في مكان غير مخصص لذلك طبقًا للقانون، وتنفيذ قانون العفو العام على من ينطبق عليه"، مضيفًا أن "الوطن في حاجه إلى أبنائه المخلصين لانتشاله من محنته، وإنقاذه من مصير يُساق إليه لتدميره وضياع مستقبله".