غارات جديدة في حلب بعد مقتل 40 مدنياً

أحمد حمزة

avata
أحمد حمزة
20 سبتمبر 2016
9A6B7619-D2C1-4E6D-B2EF-6779B87D9434
+ الخط -
واصلت طائرات حربية روسية وأخرى تابعة للنظام السوري منذ فجر اليوم الثلاثاء، شن غاراتٍ عنيفة في مناطق سيطرة المعارضة السورية بمحافظة حلب شمالي سورية، وذلك بعد ساعاتٍ قليلة من انتهاء الهدنة التي استمرت لأسبوع.

وأسفرت الغارات عن مقتل وإصابة عشرات المدنيين بتجدد القصف الجوي العنيف، بينهم أكثر من 12 قتيلاً قضوا في غاراتٍ استهدفت قوافل مساعدات إنسانية تابعة للأمم المتحدة غربي حلب.

وقالت مصادر محلية في حلب لـ"العربي الجديد"، إن "طيران النظام الحربي وطائرات روسية، تحلق منذ ساعات الفجر الأولى في سماء المحافظة، وقد استهدفت الضربات فجر وصباح اليوم الثلاثاء، مخيم حندرات شمالي المدينة، وكذلك محيط منطقة الـ(1070 شقة-جنوب غرب) ومناطق أخرى بالريف الجنوبي"، للمحافظة التي كانت شهدت ساعاتٍ دامية مساء أمس، عقب انتهاء وقف إطلاق النار الذي كان بدأ الإثنين الماضي.

وعند الساعة السابعة من مساء أمس، نقلت وكالة النظام "سانا" عن "القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة"، إعلانها "انتهاء مفعول سريان نظام التهدئة الذي أعلن اعتباراً من الساعة 7 من يوم 12سبتمبر/أيلول 2016، أي الإثنين الماضي، بموجب الاتفاق الروسي الأميركي"، وشهدت المدينة وبعض مناطق ريفها لاحقاً لذلك، قصفاً جوياً عنيفاً، قتل نحو أربعين شخصاً بينهم نساءٌ وأطفال، ومتطوعون في منظمة الهلال الأحمر.

وأعلنت الأمم المتحدة أن ما لا يقل عن 18 شاحنة محملة بالمساعدات الإنسانية أصيبت في غارات، غربي حلب، فيما قالت مصادر محلية بأن عدد ضحايا هذا الهجوم، بلغ أكثر من اثني عشر متطوعاً في أعمال الإغاثة، بينهم عمر قدور، وهو مدير مركز "الهلال الأحمر السوري" في ريف حلب الغربي. 

وقال المتحدث باسم المنظمة الدولية ستيفان دوجاريك إن الشاحنات كانت ضمن قافلة مساعدات إنسانية مشتركة بين الأمم المتحدة، و"الهلال الأحمر السوري"، و"اللجنة الدولية للصليب الأحمر"، وتضم 31 شاحنة محملة بمساعدات إلى بلدة أورم الكبرى، لتوزيعها على 78 ألف شخص يقيمون في البلدة ومحيطها.

وأثار الهجوم ردود فعل دولية منددة، حيث قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية جون كيربي، بأن بلاده "غاضبة" إزاء استهداف قافلة مساعدات، قائلاً إن "وجهة هذه القافلة معروفة للنظام السوري والاتحاد الروسي، لكن قُتل عمال الإغاثة هؤلاء وهم يحاولون تقديم الإغاثة للشعب السوري"، مضيفاً بأن واشنطن "ستثير هذه المسألة مباشرة مع روسيا(..)  بالنظر إلى الانتهاك الصارخ لوقف الأعمال القتالية.. سنقيم آفاق التعاون المستقبلي مع روسيا". 

من جهته، أعرب مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سورية، ستيفان دي ميستورا، عن غضبه بشأن هذا الهجوم، وعبر في بيان أرسلته بالبريد الإلكتروني المتحدثة باسمه في جنيف إلى "رويترز" عن غضبه "الهجوم كبير(..)القافلة كانت نتاج عملية طويلة من الموافقات والاستعدادات لمساعدة مدنيين في عزلة".

وفي ما يُعتبر الهجوم الأكثر دمويةً بعد انتهاء هدنةٍ هشة، شهدت عشرات الخروقات، التي أخذت تتصاعد تدريجياً وصولاً ليوميها الأخيرين، فإن مناطق أخرى في المحافظة تعرضت أمس لغاراتٍ قتلت مدنيين.

وصرح الناشط الإعلامي محمد الحلبي، لـ"العربي الجديد"، بأن "طائرات حربية روسية استهدفت قرية حوّر، غرب مدينة حلب، وقصفت بالقنابل العنقودية حي السكري المحاصر، مما أدى إلى مقتل 22 مدنياً على الأقل"، كما قُتل خمسة آخرون بالضربات الجوية التي استهدفت حيي المرجة والفردوس شرقي مدينة حلب.

و أضاف الناشط الإعلامي، بأن ضحايا آخرين، سقطوا بغاراتٍ نفذتها "طائرات حربية روسية، وأخرى تابعة للنظام، و استهدفت بالصواريخ والبراميل المتفجرة والألغام المتفجرة والرشاشات الثقيلة أحياء الفردوس والأنصاري والمشهد شرقي المدينة، كما "شنت طائرات حربية روسية غارات على بلدات كفرناها وأورم الكبرى وكفرحمرة" بالريف الغربي لحلب.

سياسياً، طالب وزير الخارجية الأميركي جون كيري، موسكو، بالضغط على النظام السوري، لمنعه من شن غاراتٍ بما في ذلك قوافل المساعدات، مشيراً إلى أن بلاده لم تتلق بياناً رسمياً من روسيا، بانتهاء وقف إطلاق النار، وأضاف قبل اجتماعٍ مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن نايف في نيويورك، إن "الروس قاموا بالاتفاق، ولذلك نحن بحاجة لأن نرى ما يقوله الروس(..) الشيء المهم هو أن الروس بحاجة للسيطرة على الأسد الذي يقصف عشوائيا بوضوح بما في ذلك قوافل المساعدات الإنسانية".

واعتبر المنسق العام لـ"الهيئة العليا للتفاوض"، عن المعارضة رياض حجاب أمس، أنه "لم يكن هناك وقف لإطلاق النار من الأساس كي نتمكن من تقييم فشله أو نجاحه"، داعياً المجتمع الدولي إلى وضع نهاية لـ"إجرام" النظام بحق السوريين.

 

ذات صلة

الصورة
المصور اللبناني عصام عبد الله في البقاع الغربي في لبنان، 19 مارس 2023 (رويترز)

منوعات

تقدمت عائلة المصوّر اللبناني عصام العبدالله عبر وكلائها في لندن بطلب إلى لجنة التحقيق الدولية المستقلة التابعة للأمم المتحدة بإجراء تحقيق مستقل حول استشهاده
الصورة
مقبرة جماعية في منطقة الشويريف بطرابلس، 22 مارس 2024 (الأناضول)

مجتمع

أعلن المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة فولكر تورك، الثلاثاء، أن مكتبه يتابع تقارير عن اكتشاف مقبرة جماعية في الصحراء على الحدود الليبية التونسية.
الصورة
مكتب نقابة محامي حلب 1972 (العربي الجديد)

سياسة

نتابع في الحلقة الثانية اعتقال أعضاء في نقابات سورية عام 1980 وجهود الإفراج عنهم حيث تم إطلاق سراح المحامين عام 1987 باستثناء ثلاثة منهم
الصورة
توزيع أضاحي الهلال الأحمر القطري (العربي الجديد)

مجتمع

نفذ الهلال الأحمر القطري مشروع الأضاحي لمساعدة النازحين في شمال سورية وتخفيف الأعباء الكبيرة التي يواجهونها بعد سنوات من تركهم ديارهم.